أخبار عاجلة

"العائلات تتفكك والانقسامات السياسية تتسع".. حرب غزة تُعمّق انقسامات المجتمع الإسرائيلي

"العائلات تتفكك والانقسامات السياسية تتسع".. حرب غزة تُعمّق انقسامات المجتمع الإسرائيلي
"العائلات تتفكك والانقسامات السياسية تتسع".. حرب غزة تُعمّق انقسامات المجتمع الإسرائيلي

مع استمرار الحرب في غزة للشهر الثاني والعشرين، أدت إلى تصدع العلاقات بين الأصدقاء والعائلات، وفاقمت الانقسامات السياسية والثقافية داخل إسرائيل. وفقًا لصحيفة تورنتو ستار الكندية.

وتطالب عائلات الرهائن والناشطون الساعون للسلام حكومة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بالتوصل إلى وقف إطلاق نار مع حماس لإطلاق سراح الرهائن المتبقين الذين اختطفوا خلال هجمات حماس في أكتوبر 2023. في المقابل، يسعى أعضاء يمينيون في حكومة نتنياهو لاستغلال الوضع لاحتلال وضم المزيد من الأراضي الفلسطينية، حتى لو أدى ذلك إلى استفزاز المزيد من الإدانات الدولية.

هذا الجدل تسبب في تعميق الانقامات بالمجتمع الإسرائيلي وأثّر سلبًا على العلاقات الشخصية، مُضعفًا الوحدة الوطنية في وقتٍ تشتد فيه حاجة إسرائيل إليها خلال أطول حروبها، وفقا لصحيفة آراب ويكلي اللندنية.

وقال إيمانويل يتسحاق ليفي، وهو شاعر ومعلم مدرسة وناشط سلام يبلغ من العمر 29 عامًا من اليسار الديني الإسرائيلي، خلال حضوره لاجتماع سلام في ساحة ديزنجوف بتل أبيب: "كلما طال أمد الحرب، ازداد انقسامنا. من الصعب أن تظل صديقًا أو فردًا من العائلة، ابنًا صالحًا أو أخًا جيدًا لمن يدعمون، من وجهة نظرك، جرائم ضد الإنسانية. وأعتقد أنه من الصعب عليهم أيضًا دعمي إذا اعتقدوا أنني خائن لبلدي."

وفي تأكيد لهذه النقطة، توقف راكب دراجة طويل القامة ذو شعر داكن، غاضبًا من التجمع، وصرخ في الحاضرين متهمًا إياهم بالخيانة ودعم حماس.

أما دفير بيركو، وهو موظف يبلغ من العمر 36 عامًا في إحدى شركات التكنولوجيا الناشئة في تل أبيب، فقد توقف عن رحلته بالسكوتر ليقدم نقدًا أكثر هدوءًا لدعوات الناشطين لوقف إطلاق النار. اتهم بيركو وآخرون المنظمات الدولية بتضخيم تهديد المجاعة في غزة، وقال إن إسرائيل يجب ألا تقدم المساعدات حتى يتم إطلاق سراح الرهائن الـ49 المتبقين. وأضاف: "الشعب الفلسطيني تحت سيطرة حماس، التي تستولي على طعامهم. حماس هي من بدأت هذه الحرب، وفي كل حرب تحدث أمور سيئة. لا يمكنك إرسال الزهور للطرف الآخر. إذا بدأوا الحرب، فعليهم أن يدركوا ما سيحدث بعدها."

وتعكس الأصوات المرتفعة في تل أبيب تصاعد الاستقطاب داخل المجتمع الإسرائيلي منذ هجمات حماس في أكتوبر 2023، التي أسفرت عن مقتل 1219 شخصًا، وفقًا للصحفي المستقل ميرون رابوبورت. وأشار رابوبورت، وهو محرر أول سابق في صحيفة هآرتس الليبرالية، إلى أن إسرائيل كانت منقسمة بالفعل قبل الصراع الأخير، حيث شهدت احتجاجات واسعة ضد الفساد وتهديدات لاستقلال القضاء.

وأثار هجوم حماس في البداية موجة من الوحدة الوطنية، لكن مع استمرار الحرب وتعرض إسرائيل لانتقادات دولية، تباينت مواقف اليمين واليسار وتصلبت. وقال رابوبورت: "في لحظة تحرك حماس، كان هناك تقارب وطني، واعتبر الجميع تقريبًا أنها حرب عادلة. لكن مع استمرار الحرب، أصبح واضحًا أن الدوافع الأساسية ليست عسكرية بل سياسية."

ووفقًا لاستطلاع أجري بين 24 و28 يوليو من قبل معهد الدراسات الأمنية القومية، شمل 803 يهود و151 عربيًا، يرى الإسرائيليون بأغلبية ضئيلة أن حماس هي المسؤولة الأساسية عن تأخير التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن. 

وأظهر الاستطلاع أن 24% فقط من اليهود الإسرائيليين يشعرون بالقلق أو "القلق الشديد" إزاء الوضع الإنساني في غزة، حيث تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن "مجاعة تتكشف" ويُقتل الفلسطينيون المدنيون غالبًا أثناء بحثهم عن الطعام.

ولكن هناك دعم واسع لعائلات الرهائن الإسرائيليين، الذين اتهموا نتنياهو بإطالة أمد الحرب بشكل مصطنع وبدون مبررات على الأرض لتعزيز موقفه السياسي. وقالت ميكا ألموج، وهي كاتبة وناشطة سلام تبلغ من العمر 50 عامًا مع ائتلاف "حان الوقت": "في إسرائيل، الخدمة العسكرية إلزامية، لذا هؤلاء الجنود هم أبناؤنا، ويتم إرسالهم للموت في حرب زائفة وإجرامية لا تزال مستمرة لأسباب سياسية بحتة."

في رسالة مفتوحة نُشرت في وقت سابق من الأسبوع الجاري، حث 550 من كبار الدبلوماسيين السابقين وضباط الجيش ورؤساء الأجهزة الأمنية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مطالبة نتنياهو بالتركيز على صفقة لإطلاق الرهائن، مؤكدين أن المرحلة العسكرية للحرب قد انتهت بانتصار. وقال عامي أيالون، المدير السابق لجهاز الشاباك: "في البداية، كانت هذه حربًا عادلة ودفاعية، لكن بعد تحقيق جميع الأهداف العسكرية، لم تعد هذه الحرب عادلة." وأضاف في مقطع فيديو مرافق للرسالة أن الصراع "يؤدي إلى خسارة إسرائيل لأمنها وهويتها."

هذا التصريح من كبار المسؤولين الأمنيين، الذين قادوا الحروب الظاهرة والسرية لإسرائيل حتى وقت قريب، يعكس آراء الناشطين السلميين المخضرمين الذين طالما عارضوا هذه الحروب. آفي أوفر، عالم آثار توراتي يبلغ من العمر 70 عامًا ومقيم في كيبوتس، كان يناضل منذ زمن طويل من أجل السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وقد ارتدى هو وزملاؤه الناشطون أشرطة صفراء كتب عليها مدة الحرب بالأيام: "667".

وقال المؤرخ، وهو على وشك البكاء: "هذه الفترة هي الأسوأ في حياتي. نعم، حماس أشعلت الحرب، ونعلم ماذا يفعلون. كانت الحرب مبررة في البداية، ولم تكن إبادة جماعية في بدايتها."

وهناك قلة من الإسرائيليين يستخدمون مصطلح "الإبادة الجماعية"، لكنهم على دراية بأن المحكمة الجنائية الدولية تفكر في إصدار حكم بشأن شكوى تفيد بأن إسرائيل انتهكت اتفاقية منع الإبادة الجماعية. وعلى الرغم من أن قلة قليلة تشعر بالقلق إزاء تهديد المجاعة والعنف الذي يواجهه جيرانهم، يخشى الكثيرون أن تصبح إسرائيل منبوذة دوليًا، وأن يُعامل أبناؤهم وبناتهم المجندون كمشتبه بهم في جرائم حرب عند سفرهم للخارج.

ويدين نتنياهو وحكومته اليمينية، بدعم من الولايات المتحدة، القضية المرفوعة في لاهاي، وفرضوا عقوبات على قضاة المحكمة الجنائية الدولية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق البنك المركزي المصري يستضيف وفدًا رسميًا من مملكة إسواتيني للإطلاع على جهوده في مجال التحول الرقمي
التالى نقابة الصحفيين المصريين تجدد إدانتها للجرائم الوحشية للعدوان الصهيوني في غزة