أهم 3 مشروعات طاقة شمسية في المغرب.. تفاصيل القدرات والتقنيات (إنفوغرافيك)

تُعدّ أهم 3 مشروعات طاقة شمسية في المغرب ركيزة رئيسة في خطة البلاد للتحول الطاقي، مع ما تمثّله من خطوة إستراتيجية نحو تقليص الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية وتلبية الطلب المحلي المتزايد على الكهرباء، فضلًا عن التوسع في تصدير الكهرباء إلى أوروبا.

فمن خلال مشروعات عملاقة، مثل "نور ورزازات" و"نور ميدلت"، بالإضافة إلى محطة "عين بني مطهر"، يضع المغرب نفسه في مقدمة دول المنطقة من ناحية الاستفادة من موارد الطاقة المتجددة، ولا سيما الطاقة الشمسية.

ووفقًا لتقارير طالعَتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، من المتوقع ارتفاع سعة الطاقة الشمسية في المغرب من 830 ميغاواط حاليًا إلى 2.97 غيغاواط بحلول عام 2028 في السيناريو المتوسط، وقد تتجاوز 4.3 غيغاواط في السيناريو المرتفع، مع سعي المغرب إلى رفع إسهامات مصادر الطاقة المتجددة إلى أكثر من 52% من إجمالي مزيج الكهرباء بحلول 2030.

ورغم التحديات المتعلقة بتمويل المشروعات وتطوير البنية التحتية، فإن الدعم الدولي، والتقنيات المتقدمة، والتحالفات القوية، جعلت من المغرب نموذجًا ناجحًا في مشروعات الطاقة الشمسية، وفيما يلي أبرزها:

مجمع نور ورزازات

يُعدّ مجمع نور للطاقة الشمسية في مدينة ورزازات من أهم 3 مشروعات طاقة شمسية في المغرب، بل من أضخم المجمعات الشمسية في العالم، ويضم أربع محطات هي: نور 1 (160 ميغاواط)، ونور 2 (200 ميغاواط)، ونور 3 (150 ميغاواط)، ونور 4 (72 ميغاواط).

وتبلغ القدرة الإجمالية للمجمع 582 ميغاواط، موزعة على 510 ميغاواط من تقنيات الطاقة الشمسية المركزة (CSP)، و72 ميغاواط من الخلايا الفوتوفولتية (PV) في محطة نور 4.

وبدأ تشغيل المحطات تدريجيًا من عام 2016 وحتى 2018، وبلغت التكلفة الإجمالية للمشروع نحو 9 مليارات دولار، ويكفي المجمع لتزويد أكثر من 1.1 مليون نسمة بالكهرباء النظيفة، مع تقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من 800 ألف طن سنويًا.

وتتميّز المحطات الثلاث الأولى بسعة تخزين حراري تتراوح بين 3 و7 ساعات، ما يسمح بإنتاج الكهرباء حتى بعد غروب الشمس، وهي من أبرز مزايا المجمع مقارنة بالمشروعات الشمسية التقليدية.

ويُعد المشروع ركيزة لتحقيق أهداف الربط الكهربائي مع أوروبا، لا سيما في ظل الربط القائم مع إسبانيا، والمشروع البريطاني "إكس لينكس" (Xlinks) لنقل الكهرباء عبر خطوط بحرية بطول 3 آلاف و800 كيلومتر.

مجمع نور ميدلت

يُصنّف مشروع نور ميدلت ضمن أهم 3 مشروعات طاقة شمسية في المغرب، ومن المتوقع أن يتفوق على "نور ورزازات" من ناحية القدرة الكلية، إذ يبلغ إجمالي قدرته بعد الاكتمال نحو 1600 ميغاواط.

ويتألّف المشروع من 3 محطات رئيسة: نور ميدلت 1 (800 ميغاواط)، ونور ميدلت 2 (400 ميغاواط)، ونور ميدلت 3 (400 ميغاواط)، بحسب وزارة الانتقال الطاقي المغربية..

بالإضافة إلى أنه من أهم 3 مشروعات طاقة شمسية في المغرب، يتميّز المشروع بكونه الأول من نوعه عالميًا الذي يجمع بين تقنيات الطاقة الشمسية المركزة والفوتوفولتية ضمن منظومة هجينة مزوّدة بنظام تخزين حراري حديث، ما يزيد من موثوقية الإمدادات ويقلّل التكلفة.

وتأخر تنفيذ المشروع بسبب خلافات بشأن التكنولوجيا الحرارية المقترحة، غير أن مراحل التعاقد والتنفيذ استؤنفت بدءًا من منتصف 2023، ويُتوقع بدء تشغيل المرحلة الأولى في 2026.

ويمثّل المجمع نقلة نوعية في إستراتيجية المغرب، لكونه يستهدف الدمج بين تقنيات مختلفة في مشروع واحد، ويُعزّز مكانة المملكة بوصفها دولة رائدة في تبني التقنيات الشمسية المبتكرة.

محطة عين بني مطهر

تُعدّ محطة عين بني مطهر من أهم 3 مشروعات طاقة شمسية في المغرب، نظرًا إلى طابعها الهجين الذي يدمج بين الغاز الطبيعي والطاقة الشمسية ضمن نظام الدورة المركبة.

وتقع المحطة في إقليم جرادة شرق البلاد، وبدأ تشغيلها عام 2010 بتكلفة 4.6 مليار درهم (نحو 460 مليون دولار أميركي)، وتمتد على مساحة 160 هكتارًا، بقدرة إجمالية تصل إلى 472 ميغاواط، منها 20 ميغاواط ناتجة عن الطاقة الشمسية المركزة.

وتُنتج المحطة نحو 3.5 تيراواط/ساعة سنويًا، وتستعمل تقنية التبريد الجاف لتقليل استهلاك المياه بنسبة 80%، بالإضافة إلى نظام خاص بإعادة معالجة النفايات السائلة.

كما تضم وحدتَيْن غازيتَيْن ووحدتَيْن بخاريتَيْن، وتُعدّ من أوائل النماذج المغربية في المزج بين المصادر الأحفورية والمتجددة، بما يمهد لانتقال تدريجي نحو نظام كهرباء منخفض الانبعاثات.

الخلاصة..

رغم التقدم المحقق في أهم 3 مشروعات طاقة شمسية في المغرب، لا تزال هناك تحديات فيما يتعلق بتأمين التمويل اللازم، وتطوير تقنيات التخزين، وتوسيع شبكة النقل الذكية.

إلا أن المغرب يحظى بدعم واسع من مؤسسات تمويل دولية، مثل البنك الدولي وبنك التنمية الأفريقي.

كما تعكف البرامج الحكومية على تعزيز اللامركزية من خلال مشروعات فوتوفولتية متوسطة وصغيرة في مناطق مثل العيون، وبوجدور، والحاجب، وتارودانت، ضمن برنامج "نور 2"، بطاقة إضافية تتراوح بين 170 و400 ميغاواط.

ويُرتقب أن تكتسب الطاقة الشمسية المغربية بعدًا إستراتيجيًا أكبر مع تنامي مشروعات التصدير والربط الكهربائي، ما يعزّز طموحات المغرب للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة النظيفة.

موضوعات متعلقة..

نرشح لكم..

المصادر:

1. بيانات مشروع ورزازات للطاقة الشمسية في المغرب من منصة الطاقة المتخصصة.
2. بيانات مشروع نور ميدلت من منصة الطاقة المتخصصة.