رابطة الكتبيين: التخفيضات المدرسية على "السوشل ميديا" خدعة تجارية

في ظل الاستعدادات الجارية للدخول المدرسي المقبل، بدأت منصات التواصل الاجتماعي تشهد انتشارا واسعا لفيديوهات تروج لتخفيضات مغرية على الكتب واللوازم المدرسية، تصل في بعض الحالات إلى 20%، وحسب تحذير صادر عن رابطة الكتبيين بالمغرب فإن هذه العروض “باطلة ولا أساس لها من الصحة”.

وأكدت الرابطة أن “الطريقة المعتمدة تقوم على رفع الأسعار أولا ثم الإعلان عما يُسمّى الخصم، ليُباع المنتج في النهاية بالسعر العادي نفسه المعتمد في المكتبات بجميع مناطق المغرب”. وأضافت أن “بعض الفيديوهات يتم تصويرها داخل مكتبات كبرى للبيع بالجملة بمدينة الدار البيضاء، ما يمنحها مصداقية وهمية ويُضلّل المستهلك”.

وأوضحت الرابطة أن الأمر لا يقتصر فقط على التلاعب بالأسعار، بل يتجاوز ذلك إلى “الإعلانات الكاذبة”؛ إذ تقوم بعض الصفحات التجارية على مواقع التواصل الاجتماعي بنَسب تخفيضات إلى مكتبات لا وجود لها، بغرض الاحتيال. ودعت في المقابل الآباء وأولياء التلاميذ إلى اقتناء الكتب واللوازم فقط من المكتبات المعروفة والموثوقة، حفاظا على حقوقهم وضمانا لجودة المنتجات.

وفي هذا الإطار، شدد بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، على أن “أسعار الكتب المدرسية مقننة، لا يمكن الزيادة فيها أو تخفيضها إلا بموجب القانون رقم 104.12 المتعلق بحرية الأسعار والمنافسة”. وأكد أن أي عملية بيع خارج هذا الإطار تُعد مخالفة قانونية صريحة.

وأضاف الخراطي، ضمن تصريح لهسبريس، أن “الجامعة المغربية لحقوق المستهلك نبّهت مرارا إلى خطورة اقتناء المستلزمات الدراسية من صفحات التواصل الاجتماعي، حيث لا يوجد أي ضمان ولا إمكانية للتدخل في حال وقوع غش أو نصب”.

وتابع قائلا: “توصلنا بعدد من الشكايات تؤكد أن مواقع التواصل تحولت إلى سوقٍ للنصب على المستهلكين، بخلاف المواقع الإلكترونية التجارية المرخصة من قبل وزارة التجارة والصناعة، التي يمكن متابعتها قانونيا في حال ظهور مشكل”.

وفي حديثه عن موجة الغلاء، قال الخراطي إن “ارتفاع الأسعار أصبح بنيويا منذ سنة 2023، ويرتبط بمراحل من التهافت الاستهلاكي”، مضيفا أن “ما يحدث خلال شهر رمضان أو الأعياد كعيد الأضحى يتكرر الآن مع الدخول المدرسي، حيث يُستغل تزايد الإقبال من أجل رفع الأسعار بشكل غير مشروع”.

وأمام هذه المعطيات، توصي كل من رابطة الكتبيين والجامعة المغربية لحقوق المستهلك باقتناء الكتب من مكتبات معروفة وموثوقة، والابتعاد عن صفحات “فيسبوك” و”إنستغرام” غير المرخصة، وكذا التبليغ عن أي حالات نصب أو تلاعب بالأسعار، والتأكد من وجود فواتير ومراجع قانونية لكل عملية شراء.