تستعد الفنانة المغربية خولة مجاهد، المعروفة فنيا بلقب “جايلان”، لخوض أولى جولاتها الفنية الدولية، في خطوة وصفت بـ”البارزة” ضمن مسارها الغنائي الذي شهد تحولا لافتا خلال الفترة الأخيرة.
وستكون العاصمة الفرنسية باريس أولى محطات هذه الجولة المنتظرة، بحفل فني ستحييه الفنانة يوم الرابع من أكتوبر المقبل، قبل أن تحط الرحال بعدها بثلاثة أيام، وتحديدا في السابع من الشهر نفسه، بالعاصمة البلجيكية بروكسيل، حيث تلتقي بجمهورها في أجواء فنية تراهن فيها على بصمتها الخاصة.
وتأتي هذه الجولة الفنية بتنظيم من شركة “مارس أجونص”، تحت إشراف زوج مجاهد ومدير أعمالها بيتهوفن، الذي رافقها خلال السنوات الماضية في إعادة بناء مسارها الفني، وصقل توجهها الموسيقي، بعدما اختارت التموقع بأسلوب مختلف في الساحة الفنية المغربية.
وعبرت جايلان عن سعادتها الكبيرة بهذه الخطوة الجديدة، خاصة أنها تشكل بداية مرحلة جديدة من الانفتاح على جمهور أوسع، وتكريسا لمجهودات فنية طويلة بدأت تجني ثمارها بعد النجاح الباهر الذي حققته أغنيتها الوطنية “ها وليدي”، التي شكلت فأل خير عليها ومنعطفا حاسما في مسارها الفني، فتح أمامها آفاقا جديدة بعدما عرفت فترات من التراجع والغياب عن الأضواء.
العمل، الذي اختارت له جايلان أن يكون في شكل “فيديو كليب” بصري متكامل، جاء مشبعا بروح الانتماء الوطني، ومحملا برسائل رمزية قوية، حيث مزجت بين الأنماط الموسيقية المغربية الأصيلة، مع لمسات من “الستايل” الشعبي والأفرو وإيقاعات كناوة، في تناغم يعكس غنى التنوع الثقافي المغربي.
كما لم تغفل الفنانة في هذا العمل البصري تسليط الضوء على عناصر من التراث اللامادي للمغرب، من خلال توظيفها مظاهر من “التبوريدة”، والأزياء التقليدية، كالقفطان والجلباب، إلى جانب إبراز رموز مغربية بامتياز، مثل الشاي المغربي والزليج، ما أضفى على “الكليب” مسحة فنية تنبض بالأصالة وتزخر بدلالات الاعتزاز بالهوية.
ولم تكن “ها وليدي” مجرد عمل غنائي، بل حملت بين طياتها أيضا رسالة فنية واضحة، وجهت بشكل غير مباشر إلى أعداء الوطن، في سياق الرد على المحاولات المتكررة لتشويه أو السطو على الموروث الثقافي المغربي من قبل بعض الأصوات المعادية.
واعتبرت جايلان أن هذا العمل يشكل توثيقا فنيا لخصوصية الهوية المغربية، ورسالة إبداعية في وجه محاولات الانتحال والتزييف التي طالت عناصر من الثقافة والتراث المغربي في الآونة الأخيرة.
وبين نشوة النجاح الذي أعادها إلى الواجهة الفنية، وتطلعاتها إلى لقاء جمهورها خارج أرض الوطن، تواصل جايلان رسم ملامح مسار فني مختلف، يقوم على المزاوجة بين الأصالة والتجديد، والانتماء والإبداع، في معادلة يبدو أنها بدأت تؤتي أكلها.