انتهى المخرج المغربي رؤوف الصباحي من تصوير أحدث مشاريعه السينمائية، الذي يحمل عنوان “باتي”، ليكون خامس فيلم طويل ضمن مسيرته الفنية، بعد أعمال سابقة بصمت حضوره في الساحة السينمائية الوطنية والدولية.
ويعود الصباحي من خلال “باتي” إلى أجواء سينما المؤلف، حيث يسعى هذه المرة إلى تقديم رؤية مختلفة من حيث البناء الدرامي والتناول الفني، في خطوة جديدة تعكس تطوره الإبداعي واختياراته الجمالية.
وقد جرى تصوير مشاهد الشريط بين مدينتي الرباط والدار البيضاء، بمشاركة ثلة من الممثلين الذين يجمعون توليفة بين جيل الرواد والوجوه الصاعدة؛ على رأسهم محمد خويي، وغيثة بن حيون، وأنس كماني، والطفل ياسين البكري، إلى جانب الفنانة والكاتبة السورية ديما دروبي البشير.
وحرص الصباحي على إبقاء تفاصيل القصة وفكرة المشروع طي الكتمان، مكتفيا بالإشارة إلى أن “باتي” يحمل رؤية إنسانية وفنية تتماشى مع أسلوبه في الاشتغال، دون أن يغفل البعد التأملي الذي يميز سينما المؤلف.
ويراهن المخرج في هذا العمل على لغة سينمائية هادئة ومتماسكة، تقوم على بناء بصري مدروس واستخدام الإيقاع كعنصر سردي مكمل، ويرتكز على مقاربة إخراجية تبتعد عن المباشرة، وتعتمد على الصورة كوسيلة للتعبير عن المشاعر والصراعات الداخلية للشخصيات؛ ما يمنح الفيلم عمقا دراميا خاصا.
ويستعد العمل، الذي حظي بدعم عمومي من المركز السينمائي المغربي بلغت قيمته مليوني ونصف المليون درهم، لدخول مرحلة المونتاج، في أفق المشاركة في جولات مهرجانية وطنية ودولية، قبل أن يحط رحاله للعرض على الشاشات السينمائية المغربية ولقاء الجماهير.
ويراهن المخرج الشاب على هذا العمل لفتح آفاق جديدة داخل مسيرته، مع الحفاظ على خصوصية أسلوبه الفني، الذي يزاوج بين البعد البصري والمعالجة الدرامية الهادئة.
في سياق آخر، كان آخر عمل سينمائي لرؤوف الصباحي الفيلم الكوميدي “مايفراند”، الذي يندرج ضمن خانة السينما التجارية. وقد حقق هذا الشريط نجاحا جماهيريا ملحوظا منذ طرحه في القاعات السينمائية، متجاوزا سقف التوقعات من حيث عدد التذاكر والإيرادات.
