أعلنت الحكومة الألمانية، أمس السبت، أن كمية المساعدات الإنسانية التي تصل إلى قطاع غزة "غير كافية على الإطلاق"، وذلك في إطار ضغطها المتزايد على إسرائيل. وعلى الرغم من التحسينات المحدودة في تدفق المساعدات، أكدت برلين أنها لا تزال "غير كافية على الإطلاق".
وجاء هذا الموقف بعد زيارة وزير الخارجية يوهان واديفول للمنطقة، وقيام الجيش الألماني (البوندسوير) بأولى عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات الغذائية في غزة، حيث يواجه أكثر من مليوني فلسطيني خطر المجاعة، وفقًا لموقع يورأكتيف الإخباري.
وتعتبر هذه التصريحات الألمانية ذات أهمية خاصة بالنظر إلى دعم ألمانيا التاريخي القوي لإسرائيل، مما يشير إلى تحول في لهجة برلين بسبب الوضع الإنساني المتدهور الذي يهدد حياة المدنيين. هذا الموقف الجديد يعكس ضغوطًا متزايدة داخل ألمانيا وخارجها لإجبار إسرائيل على تخفيف الحصار.
دعوات لضمان وصول المساعدات واتهامات متبادلة
شدّد المتحدث باسم الحكومة الألمانية، ستيفان كورنيليوس، في بيان له، على أن "إسرائيل لا تزال ملزمة بضمان التسليم الكامل للمساعدات"، مشيرًا إلى أن التقدم الأولي المحدود في إيصال المساعدات "لا يزال غير كافٍ للغاية للتخفيف من حالة الطوارئ".
وفي مواجهة الانتقادات الدولية المتزايدة، سمحت إسرائيل بعبور المزيد من الشاحنات والإسقاطات الجوية، لكن وكالات دولية تقول إن كمية المساعدات لا تزال منخفضة بشكل خطير.
وتشير الأمم المتحدة إلى أن 6000 شاحنة تنتظر إذنًا من إسرائيل لدخول الأراضي الفلسطينية، وهي تنتظر في طوابير طويلة عند المعابر الحدودية مثل كرم أبو سالم، مما يخلق اختناقات لوجستية كبيرة.
وقد أعلنت السلطات الفلسطينية أن 36 شاحنة مساعدات فقط دخلت غزة، السبت، وهو ما يقل بكثير عن 600 شاحنة اللازمة يوميًا، وفقًا لشبكة سكاي نيوز.
وأعربت الحكومة الألمانية عن قلقها بشأن تقارير تفيد بأن ثمة "منظمات إجرامية تحتجز كميات كبيرة من المساعدات"، في حين تتهم منظمات إنسانية، مثل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، جيش الاحتلال الإسرائيلي بالسماح لعصابات إجرامية بنهب شحنات المساعدات، وأوضح جوناثان ويتال من أوتشا للصحفيين في مايو أن "السرقة الحقيقية للمساعدات منذ بداية الحرب قام بها عصابات إجرامية، تحت أنظار القوات الإسرائيلية".
اتهامات متبادلة حول المساعدات والرهائن
تتزايد حدة الاتهامات المتبادلة حول مسؤولية الأزمة الإنسانية. فوفقًا لمسؤولين فلسطينيين، فقد تم نهب وسرقة معظم المساعدات التي دخلت غزة "نتيجة الفوضى الأمنية التي تتعمد إسرائيل إحداثها".
وقد أدان مكتب الإعلام التابع لحكومة غزة "جريمة التجويع"، ودعا إلى "الفتح الفوري للمعابر، ودخول المساعدات وحليب الأطفال بكميات كافية".
وفي المقابل، نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هذه المزاعم، واتهم حماس بـ"شن حملة دعائية تشهيرية ضد إسرائيل".
وقال نتنياهو إن "قسوة حماس لا حدود لها"، زاعمًا أن الحركة "تتعمد تجويع الرهائن وتوثق ذلك بطريقة ساخرة وشريرة"، وأنها "تتعمد أيضًا تجويع سكان القطاع، وتمنعهم من الحصول على المساعدات".
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، أسفر الهجوم العسكري للاحتلال الإسرائيلي على غزة عن استشهاد ما لا يقل عن 60،249 فلسطينيًا، وفقًا لوزارة الصحة التي تعتبر الأمم المتحدة أرقامها موثوقة.
وتزايدت التوترات مؤخرًا، بعد أن ذكر الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة أن مقره في خان يونس قد تعرض لضربة إسرائيلية، مما أسفر عن مقتل أحد الموظفين وإصابة ثلاثة آخرين.
كما فشلت المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل بشأن وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا، وصفقة لإطلاق سراح نصف الرهائن المحتجزين في غزة.
وفي تطور آخر، وادعى ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط، أن حماس مستعدة لنزع سلاحها لوقف الصراع، وهو ما نفته الحركة لاحقًا، مؤكدة أنها لن تنزع سلاحها ما لم يتم إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.