يعيش عدد من التجار وأرباب البازارات في مدينة طنجة على إيقاع موسم صيفي لا يشبه سابقيه، حيث يشتكي غالبية هؤلاء التجار من قلة الرواج بعدما كانوا يراهنون على فصل الصيف لتعويض الركود الذي يسم فصل الشتاء البارد كل عام.
وسط المدينة العتيقة لطنجة تتجاور المحلات الخاصة ببيع الملابس التقليدية مع تلك التي تعرض القطع الأثرية والحلي بمختلف أصنافها وأشكالها، التي يبرع الصانع التقليدي المغربي في إنتاجها، لكن يبدو الرواج قليلا فيها.
يحكي فهد، وهو أحد التجار في المدينة القديمة، أن الوضع هذه السنة متراجع بشكل كبير مقارنة بالسنة الماضية، معتبرا أن الأسباب التي أدت إلى ذلك مختلفة، يبقى من أهمها غلاء تذاكر الرحلات البحرية والجوية، الأمر الذي دفع كثيرا من أبناء الجالية المقيمين بالخارج إلى عدم زيارة المغرب هذه السنة.
وقال فهد ضمن تصريح لهسبريس: “الحمد لله على لطفه، هذا الصيف التجارة ضعيفة جدا ومتراجعة بشكل كبير مقارنة بالسنة الماضية التي سجلت إقبالا كبيرا على المدينة”.
وأضاف التاجر ذاته، الذي يسوق في محله المنتجات الجلدية بمختلف أنواعها، فضلا عن أكسيسوارات نسائية مصنوعة من خشب العرعار، أن “هذا الوضع التجاري المتأزم سيضع عديدا من التجار في مواقف مالية صعبة بسبب الالتزامات التي تطوق أعناقهم، سواء القروض البنكية أو الشيكات لدى أصحاب السلع”.
وعندما سألت هسبريس عن مستوى التراجع التجاري الذي تشهده المدينة خلال هذا الصيف مقارنة بسابقه، كان جواب فهد صادما؛ إذ قال: “نسجل تراجعا في المبيعات بحوالي النصف مقارنة بالسنة الماضية”، وأضاف: “هذا الوضع مخيف ويرجعه كُثُر إلى عزوف المهاجرين المغاربة على زيارة البلاد هذه السنة”.
وأوضح التاجر ذاته أن الغلاء الذي يجري الحديث عنه بشكل كبير هذا العام، “صحيح وواقعي بالنسبة لتذاكر البواخر والطائرات. لكن، على مستوى المطاعم والمقاهي، أظن أنه مبالغ فيه؛ لأنه لا يمكن أن تجلس في مقهى أو مطعم بعينه وتعلق على أسعاره، فالفئات التي تتردد عليه معروفة”.
النظرة التشاؤمية لأصحاب المحلات التجارية الكائنة بالمدينة القديمة لا يتفق معها أصحاب المحلات والبازارات الممتدة في الشوارع الرئيسية التي تعج بالحركية، غير أنهم يتفقون على مسألة تراجع الرواج وحجمه هذه السنة.
يوسف الوكيلي، رئيس جمعية اتحاد بازارات طنجة الكبرى، يرى أن الوضع ليس سيئا بشكل كبير؛ إذ إن المحلات التي توجد في الواجهة وموقعها معروف تسجل حركة تجارية لا بأس بها.
وقال الوكيلي في حديث مع هسبريس: “البركة موجودة، كل واحد ينال نصيبه، الناس في الواجهة بايْعينْ وشارْيينْ، ولكن على العموم هناك تراجعا مقارنة بالسنة الماضية في حدود 25 بالمائة”، معتبرا أن تنوع السلع والمنتجات يساهم في تعزيز جاذبية المنطقة مقارنة بباقي المناطق الأخرى.
وأشار رئيس جمعية اتحاد بازارات طنجة الكبرى إلى أن مشكلة السمسرة التي تحضر في مختلف المدن المغربية، “مازالت تشكل نقطة سلبية تؤثر في توزيع عائدات الرواج السياحي على مختلف المحلات والبازارات النشطة في المدينة”.