شهد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، صباح اليوم السبت ٢ من أغسطس ٢٠٢٥، افتتاح دورة "مهارات التحفيظ والفهم الفعال وأساليب غرس الوطنية والانتماء في الكتاتيب"، وذلك بمقر أكاديمية الأوقاف الدولية بمدينة السادس من أكتوبر، بحضور عدد من القيادات الدعوية والتدريبية.
وأكد الوزير أن هذه الدورة تأتي في إطار مبادرة "عودة الكتاتيب" التي أطلقتها الوزارة لإحياء الدور التربوي والتعليمي للكتاتيب بروح عصرية ومنهجية حديثة، تتجاوز الحفظ المجرد إلى بناء الشخصية المصرية المتوازنة علميًّا وخلقيًّا، مشيرًا إلى أن المستهدف من الكتاتيب لا يقتصر على تحفيظ القرآن الكريم، بل يمتد لتعليم الأطفال مبادئ القراءة والكتابة والحساب، وغرس القيم الدينية الوطنية الأخلاقية في نفوسهم؛ مؤكدًا أن التدريب المسبوق بالإعداد الرصين والمتبوع بالتقييم الدقيق هو السبيل إلى مبادرة قائمة على العلم وتلبية احتياجات المجتمع والوطن.
وأوضح الوزير أن الوزارة ستقوم بطباعة كتاب "القاعدة البغدادية لتعليم مباديء القراءة والحساب" وتعتمد "الدليل الإرشادي للمحفظين" لكل الكتاتيب المعتمدة في مصر لتوحيد منهج التدريس والتربية في جميع الكتاتيب، بما يضمن جودة التعليم، وتكامل الأدوار بين الكتاتيب والمسجد والأسرة.
وشدد الوزير على أن الهدف الرئيس من هذه الكتاتيب هو تنشئة جيلٍ يؤمن بالله، ويحب وطنه، ويعتز بهويته، ويتعامل مع محيطه الإنساني والمادي بقيم الاحترام والتقدير، مؤكدًا أن المنهج التربوي للكتّاب يركز على غرس خمس قيم مركزية، هي: (١) احترام الأكوان: انطلاقًا من قوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، بما يُعلِّم الطفل احترام كل ما حوله من مخلوقات؛ و(٢) إكرام الإنسان: استنادًا إلى قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾، وغرس قيم الرفق بالناس ونبذ التنمر؛ و(٣) احترام الأوطان: فحب الوطن والسعي لرفعته جزء من الإيمان والانتماء الصحيح؛ و(٤) ازدياد العمران: ليكون الطفل أداة بناء وإبداع، لا تخريب أو هدم، وأن يتطلع إلى المستقبل بعين المبكتر المبدع؛ و(٥) زيادة الإيمان: فالخلق والعمل والإيمان مسارات مترابطة تثمر إنسانًا سويًّا ومتوازنًا.
واختتم الوزير كلمته بتأكيد عزم الوزارة على دعم هذه المبادرة المباركة، وتعزيز دور الكتاتيب كحاضنة تربوية متكاملة، تغرس في الطفل حب القرآن، وحب العلم، والانتماء لوطنه، وترسّخ في وجدانه القيم الإنسانية التي تُبنى بها الأمم.