لم تمر حادثة تعرض اللاعب المغربي في نادي “أياكس أمستردام”، عبد الحق نوري، لنوبة قلبية أدخلته في غيبوبة اصطناعية سنة 2017 دون أن تترك أثرا عميقا لدى عائلته ومحيطه، سرعان ما تمخض عن فكرة إنشاء مشروع جمعوي يهدف بالأساس إلى التوعية بخطورة الحادثة، وكيفية التعامل معها للحيلولة دون تكرارها.
وأنشأت عائلة الدولي المغربي، الذي لا يزال في غيوبة منذ 8 سنوات مع تحسن نسبي في حالته الصحية، مؤسسةً جمعوية أطلق عليها “مؤسسة نوري” The Nouri Foundation، تهدف بالأساس إلى نشر الوعي بالإسعافات الأولية، وتعليم الناس كيفيات التصرف في حالات الطوارئ الطبية، خاصة ما يتعلق بالجلطات والنوبات القلبية من قبيل تلك التي تعرض لها نوري في رقعة الملعب.
وما يميّز، أساسا، العمل الجمعوي للمؤسسة، التي انطلق عملها من العاصمة الهولندية أمستردام، فكرة تعميم جهاز صدمات القلب الكهربائية الخارجي الآلي المعروف باسم ( ” Automated Externa (AED Defibrillator”، وهو جهاز لم يكن متوفرا خلال سقوط النوري مصابا بالنوبة القلبية لإنقاذه في الحين.
الجهاز يعطي صدمة كهربائية لإزالة اضطرابات القلب الخطيرة مثل الرجفان البطيني، وإعادة القلب إلى النبض بشكل طبيعي بهدف تفادي السكتة القلبية المفاجئة، التي قد تفضي إلى الوفاة في أغلب الأحيان.
وتسعى مؤسسة عبد الحق نوري إلى توفير الجهاز في جميع الملاعب وسيارات الإسعاف وسيارات الإطفاء وسيارات الشرطة والمدارس والجامعات والمطارات والأسواق والمهرجانات وكافة أماكن تجمع الناس.
وفي تصريح لهسبريس، قال محمد نوري، والد اللاعب المغربي، “كانت حادثة تعرض عبد الحق لهذه النوبة ملهمة لتأسيس مؤسسة خيرية تهدف بالأساس إلى نشر الوعي بالإسعافات الضرورية، إلى جانب أعمال خيرية وإنسانية ورياضية أخرى تشرف المؤسسة على تنظيمها”.
وأضاف أن “المؤسسة تعمل حاليا على تعميم هذا الجهاز الطبي المهم لإنقاذ الكثير من الأرواح في مختلف الأماكن”، مبرزا أن “المؤسسة استطاعت أن تعمم استعمال هذا الجهاز على عدد كبير من الملاعب في المدن الهولندية، وتسعى حاليا إلى تعميمه على باقي مدن هولندا، وبعد ذلك على العالم بأسره”.
وأبرز أن “هذا الجهاز يكتسي أهمية بالغة، ولا بد من توفره في كل مكان، حتى في الملاعب الصغيرة وفي كافة الأماكن التي تشهد تجمعات بشرية لأن حادثة تعرض الإنسان لنوبة قلبية مفاجئة واردة في كل لحظة، ولا بد من الاحتياط لإنقاذ الكثير من الأرواح”.