الوظائف تضرب الدولار.. وتوقعات بخفض وشيك للفائدة الأمريكية

الدولار الأمريكي

تراجعت قيمة الدولار الأمريكي على نطاق واسع، اليوم الجمعة، عقب صدور تقرير ضعيف بشأن سوق العمل في الولايات المتحدة، ما عزز التوقعات باتجاه مجلس الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة عدة مرات خلال ما تبقى من العام.

وأظهرت البيانات الرسمية أن أصحاب العمل الأمريكيين أضافوا 73 ألف وظيفة فقط في يوليو، وهو ما يقل بكثير عن توقعات المحللين التي أشارت إلى 100 ألف وظيفة، بينما تم تعديل مكاسب شهر يونيو بالخفض الحاد إلى 14 ألف وظيفة فقط، مقارنة بـ147 ألفًا في التقديرات الأولية، كما ارتفع معدل البطالة إلى 4.2% من 4.1% في يونيو، وهو ما جاء موافقًا للتوقعات.

ووصفت هيلين جيفن، مديرة التداول في شركة Money USA بواشنطن، البيانات بقولها: "إنه أسوأ مما توقعه أي شخص.. والمثير للقلق هو المراجعة الهبوطية للشهر السابق أيضًا".

الدولار الأمريكي

هبط مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات، بنسبة 1.09% إلى 98.94، في حين ارتفع اليورو بنسبة 1.22% إلى 1.1554 دولار. وكان اليورو قد تراجع في وقت سابق إلى 1.1389 دولار، وهو أدنى مستوى له منذ 10 يونيو.

كما تراجع الدولار أمام الين الياباني بنسبة 1.58% ليصل إلى 148.35 ين، بعد أن لامس في وقت سابق 150.91، وهو أعلى مستوى منذ 28 مارس الماضي.

الأسواق تراهن على تخفيض الفائدة

أعاد المتداولون تسعير توقعاتهم بشأن توجهات السياسة النقدية الأمريكية. فبعد أن أظهر رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الأربعاء الماضي، لهجة متشددة ورفض الإشارة إلى خفض وشيك للفائدة في سبتمبر، عاد المتعاملون في الأسواق اليوم الجمعة إلى زيادة رهاناتهم على خفض الفائدة.

وارتفعت رهانات المتداولين الآن على خفض أسعار الفائدة بنحو 54 نقطة أساس بحلول نهاية 2025، مقارنة بـ34 نقطة أساس فقط قبل يوم واحد، مع احتمال بدء الخفض في سبتمبر المقبل، بحسب ما أظهرت تسعيرات العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي.

وقالت جيفن: "رغم أن باول أشار إلى تثبيت الفائدة لفترة أطول، فإن تقرير التوظيف لشهر يوليو سلبي للغاية، مما يزيد من أهمية بيانات أغسطس، التي ستصدر قبل الاجتماع القادم للبنك المركزي".

تأثير الرسوم الجمركية

كان الدولار قد تلقى دعمًا مؤقتًا صباح اليوم الجمعة، عقب إعلان الرئيس دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة على عشرات من الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، ما تسبب في اضطرابات بسوق العملات.

ومن بين العملات الأكثر تضررًا، كان الفرنك السويسري، خاصة مع ضغط ترامب على شركات الأدوية السويسرية لخفض أسعار بيع منتجاتها في السوق الأمريكية، وهبط الدولار أمام الفرنك بنسبة 0.82% إلى 0.806، بعد أن سجل في وقت سابق 0.8171، وهو أعلى مستوى له منذ 23 يونيو.

وفي المقابل، ارتفع الدولار الكندي بنسبة 0.58% إلى 1.38 دولار كندي للدولار الأمريكي، بعد أن واجهت كندا رسومًا جمركية بنسبة 35% بدلاً من 25%، وهو ما تسبب في اضطراب مؤقت في سعر صرف العملة.

الين يتعرض لضغوط

أما الين الياباني، فقد واصل تراجعه ويتجه نحو أكبر خسارة أسبوعية له هذا العام، بعد أن لمح بنك اليابان إلى عدم استعجاله في رفع أسعار الفائدة، ودفع هذا التراجع وزير المالية كاتسونوبو كاتو إلى التحذير من تحركات العملة، مؤكدًا أن المسؤولين منزعجون من الانخفاض السريع للين.