تواصل شركة تسلا الأمريكية خسارة حصتها السوقية في أوروبا، حيث سجلت مبيعاتها تراجعًا حادًا للشهر السابع على التوالي خلال يوليو 2025، في ظل منافسة شديدة من العلامات التجارية الصينية والأوروبية، وتنامي التحديات التنظيمية، إلى جانب تراجع صورة مؤسسها ومديرها التنفيذي إيلون ماسك في بعض الأوساط الأوروبية بسبب مواقفه السياسية المثيرة للجدل.
وأظهرت بيانات رسمية صادرة عن هيئات صناعة السيارات في أوروبا، أن مبيعات تسلا تراجعت في السويد بنسبة 86% لتسجل 163 سيارة فقط، وفي الدنمارك بنسبة 52% إلى 336 سيارة، وفي فرنسا بنسبة 27% إلى 1,307 سيارات، مقارنة بالشهر ذاته من عام 2024.
ويمثل هذا الانخفاض استمرارية لمسار التراجع الذي بدأ مطلع العام، حيث فقدت تسلا أكثر من ثلث مبيعاتها في السوق الأوروبية خلال النصف الأول من 2025، وهو ما يعكس تصاعد الضغوط التي تواجهها الشركة في واحدة من أكبر أسواق السيارات الكهربائية عالميًا.
تشكيلات قديمة ومنافسة صينية متصاعدة
تشير تحليلات القطاع إلى أن التشكيلة الحالية من طرازات تسلا، مثل Model S وModel X، باتت تعاني من "الشيخوخة التكنولوجية"، في وقتٍ تشهد فيه الأسواق الأوروبية تدفقًا متسارعًا لسيارات كهربائية بأسعار منخفضة من شركات صينية مثل BYD وSAIC، فضلاً عن الطرازات الأوروبية الجديدة من شركات مثل رينو وبيجو وفولكسفاغن.
ورغم أن تسلا بدأت مؤخرًا طرح نسخة محدثة من طراز Model Y، وأعلنت عن نيتها إطلاق طراز اقتصادي جديد، إلا أن الشركة أشارت إلى أن الإنتاج الفعلي لهذه الطرازات لن يبدأ قبل الربع الأخير من العام، مما يقلل من فرص التأثير الفوري على الأداء المالي والمبيعات.
القيادة الذاتية وقيود التوسع
أكد إيلون ماسك في تصريحات حديثة أن القيود الصارمة التي تفرضها بعض الدول الأوروبية على تقنيات القيادة الذاتية تحدّ من جاذبية طراز Model Y، والذي يعتمد بدرجة كبيرة على خاصية "القيادة الذاتية الخاضعة للإشراف". وأظهرت البيانات أن مبيعات هذا الطراز تراجعت بنسبة 88% في السويد و49% في الدنمارك خلال يوليو.
وكانت تسلا قد أطلقت في يونيو الماضي خدمة تاكسي ذاتي في مدينة أوستن بولاية تكساس، باستخدام سيارات Model Y مزودة ببرمجيات متقدمة، إلا أن توسع هذه الخدمة في الولايات الأمريكية الأخرى ما زال متوقفًا بسبب عدم الحصول على التراخيص التنظيمية اللازمة.
مستقبل غامض وضغوط مالية
أقر ماسك بأن الشركة قد تواجه "بعض الأرباع الصعبة" في ظل تأخر طرح سيارات اقتصادية، واقتراب موعد انتهاء الإعفاء الضريبي الأميركي بقيمة 7,500 دولار لمشتري السيارات الكهربائية، وهو ما قد يؤثر سلبًا على الطلب في السوق الأمريكية أيضًا.
في المقابل، تشير البيانات إلى أن السوق الأوروبية لم تشهد تراجعًا عامًا؛ إذ ارتفعت مبيعات السيارات في الدنمارك بنسبة 20%، وفي السويد بنسبة 6%، في حين تراجعت فقط في فرنسا بنسبة 8%، ما يعكس أن أزمة تسلا ليست جزءًا من تباطؤ شامل، بل نتيجة لعوامل تخص الشركة نفسها.
كما حذرت شركات أوروبية كبرى مثل فولكسفاغن وبي إم دبليو ومرسيدس وستيلانتيس من تأثير محتمل للرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على واردات السيارات، في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا، وهو ما يزيد من الغموض الذي يحيط بمستقبل القطاع ككل.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
