مراهنة على التنظيم العصري والطموح التنموي افتتحت مدينة وزان رسميا محطتها الطرقية الجديدة، لتدخل بذلك حاضرة دار الضمانة مرحلة جديدة في تدبير النقل العمومي، شعارها الجودة والفعالية، وراحة المسافرين.
المشروع، الذي طال انتظاره، جاء ليضع حدا لسنوات من الفوضى والعشوائية التي وسمت تدبير المحطة القديمة، ويؤسس لمرحلة من الحكامة الجيدة في تسيير مرفق حيوي له أثر مباشر على يوميات المواطن.
ووفق معطيات توصلت إليها هسبريس فإن المحطة الطرقية الجديدة بوزان تم تزويدها بنظام معلوماتي ذكي يمكن المرتفقين من تتبع مواعيد الحافلات وأسعار التذاكر، والحصول على مختلف المعلومات في الزمن الحقيقي، عبر خدمة الشباك الوحيد، انسجاما مع متطلبات عصر الرقمنة والتحديث التي تروم تبسيط الخدمات وتيسير الولوج إليها، في إطار احترام أوقات الرحلات وضمان انسيابية تنقل المسافرين.
ويدار المرفق العمومي حاليا من قبل شركة التنمية المحلية “وزان – المحطة الطرقية للمسافرين”، التي تم تأسيسها من طرف جماعة وزان كإطار حديث للتدبير ينهل من مبادئ النجاعة والكفاءة التي يتميز بها القطاع الخاص. كما مرت عملية إحداث الشركة بعدة مراحل تنظيمية وتقنية، توجت بانطلاق الاستغلال الفعلي للمحطة في 17 يوليوز 2025، قبل أن يتم الافتتاح الرسمي يوم 23 من الشهر ذاته، بحضور عدد من المسؤولين والفاعلين بالإقليم.
وبالإضافة إلى البنية التحتية الحديثة والخدمات الرقمية حرصت إدارة المحطة على إرساء مسار واضح وفعال يضمن سلاسة تنقل المسافرين داخل فضائها، فما إن يصل المرتفق إلى مدخل المحطة حتى يتولى أحد عناصر الأمن الخاص توجيهه نحو منطقة الشباك الوحيد، حيث يمكنه اقتناء تذكرته، متجاوزا عقبات “الكورتي” في العهد القديم. بعد ذلك يوجَّه المسافر إلى فضاءات الانتظار المجهزة بمقاعد ولوحات إلكترونية تعرض بشكل لحظي مواعيد انطلاق الحافلات، ورقم الرصيف المخصص.
ومع اقتراب موعد الانطلاق ينتقل الركاب إلى الأرصفة المرقمة حيث تصطف الحافلات، تحت إشراف طاقم تقني وإداري يسهر على ضبط العملية ومرافقة الركاب، في مشهد يعكس التنظيم الذي تتبناه المنشأة كخيار إستراتيجي لتحسين جودة النقل العمومي بوزان.
“فلاش باك”
لم يكن مشهد الارتباك داخل المحطة الطرقية القديمة أمرا خافيا عن سكان وزان وزوارها، إذ طالما اشتكوا من غياب التنظيم، وتعثر الخدمات، واختلال مواعيد الانطلاق والوصول. أما اليوم فقد أصبح بمقدور المرتفقين الانتقال في بيئة منظمة وآمنة، بفضل ما توفره المحطة الجديدة من تجهيزات وفضاءات مريحة وعلامات تشوير واضحة، فضلا عن طاقم إداري مكون يشرف على تيسير العمليات اليومية، قاطعا الطريق أمام سماسرة التنقل ومتاعب “الكورتي”.
في هذا الصدد قال الأشرف بعناني، مدير شركة التنمية المحلية “وزان – المحطة الطرقية للمسافرين”، إن هذا الإنجاز “يشكل ثمرة مجهود جماعي وانخراط فعلي لمختلف الفاعلين المحليين”، مضيفا أن اعتماد التكنولوجيا في تدبير المحطة “سيساهم في رفع جودة الخدمات المقدمة وتعزيز ثقة المواطنين في النقل العمومي”.
كما أكد مدير شركة التنمية المحلية “وزان – المحطة الطرقية للمسافرين”، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، استمرار العمل على تطوير هذا المرفق ليكون واجهة حضرية مشرفة لمدينة وزان.
ويعول القائمون على تدبير هذا المرفق العمومي على الإسهام في تعزيز الجاذبية الاقتصادية والسياحية للمدينة، باعتبارها نقطة عبور رئيسية، وواجهة حضارية، عبر تقديم صورة إيجابية عن وزان كمدينة تسعى بثبات نحو تحقيق التنمية المستدامة، وتحسين عيش ساكنتها، وتوفير بنية تحتية في مستوى طموحاتها.
كما تسعى الجهة المسيرة إلى أن تكون المحطة الطرقية مشروعا يحمل رؤية واضحة نحو مستقبل أفضل للنقل العمومي بالمدينة، ويترجم إرادة جماعية في تحسين المرفق العام، والارتقاء بالخدمات العمومية.