قال الدكتور أيمن أبو عمر، من علماء وزارة الأوقاف، إن الحديث عن الماء ليس مجرد كلام عن مورد طبيعي نحتاجه للحياة، بل هو حديث عن مخلوق مقدس، ارتبط وجوده ببداية خلق الكون، وله دلالة عميقة في القرآن والسنة.
وجعلنا من الماء كل شيء حي
وأوضح الدكتور أيمن أبو عمر، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج "منبر الجمعة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم: "وجعلنا من الماء كل شيء حي"، وهي آية تختزل سر الحياة كلها، وتؤكد أن الماء هو الأصل لكل الأحياء، بل سبق وجوده خلق السماوات والأرض، كما جاء في الحديث النبوي الشريف: "كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء"، مما يدل على أن الماء من أولى المخلوقات وجودًا.
وأضاف أن العلماء تحدثوا كثيرًا عن ترتيب الخلق، فبعضهم يرى أن العرش من المخلوقات العلوية، والماء من المخلوقات السفلية، لكنه كان سابقًا في الوجود، مما يعكس عظمة هذا العنصر الكوني، الذي جعله الله سببًا في إحياء كل شيء.
وأشار إلى أن مكانة الماء لا تقتصر على الدنيا فقط، بل تمتد إلى نعيم الآخرة، حيث قال الله تعالى عن أهل الجنة: "وأنهار من ماء غير آسن"، أي ماء نقي لا يتغير طعمه، مما يؤكد أن صفاء الماء ودوامه نعيم من نعيم الجنة، يجسد الخلود والنقاء الأبدي.
وتابع قائلاً: "الله عز وجل أراد أن يوقظ فينا وعي الحفاظ على هذه النعمة، فختم سورة الملك بقوله: قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورًا فمن يأتيكم بماء معين؟، وهو سؤال لا ينتظر جوابًا لأنه معلوم، لا أحد يقدر على ذلك إلا الله، والآية فيها تحذير وتنبيه كبيرين لقيمة وندرة الماء".
وأكد أن من يفقد شعور التقدير لقيمة الماء، يغفل عن أحد أعظم نعم الله، مشددًا على أن المحافظة عليه ليست فقط واجبًا بيئيًا أو اقتصاديًا، بل هي عبادة ومسؤولية أمام الله والأجيال القادمة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.