علمت جريدة هسبريس الإلكترونية أن السلطات المحلية المغربية بمعبر الكركرات الحدودي (إقليم أوسرد) رفضت السماح بدخول جثمان سائق مهني مغربي، توفي يوم السبت في الأراضي الموريتانية نتيجة مضاعفات إصابته بمرض الملاريا، ما خلّف موجة استياء واسعة في صفوف السائقين المهنيين.
وحسب مصادر من السائقين المهنيين المغاربة في موريتانيا، فإن السلطات الموريتانية وافقت، بعد استكمال الإجراءات القانونية والصحية المعمول بها، على ترحيل جثمان السائق المتوفى نحو المملكة المغربية، بتنسيق مع المصالح القنصلية المغربية التي أصدرت بدورها رخصة لنقل الجثمان، غير أن “العملية تعثرت بشكل مفاجئ عند وصول الأخير إلى المعبر الحدودي الكركرات، حيث تم منع مروره من طرف السلطة المحلية لأسباب لم يُفصح عنها، وبقي هناك لمدة يومين”.
وأكدت المصادر ذاتها أن “الجثمان بدأت تفوح منه رائحة كريهة نتيجة طول مدة بقائه وانتظار موافقة السلطات المحلية”، وهو ما اعتبره السائقون المهنيون المغاربة إهانة لكرامة زميلهم الراحل، مهددين بتصعيد احتجاجي إذا لم يتم السماح في أقرب الآجال بمرور جثمان المتوفى ليوارى الثرى بمسقط رأسه في إقليم تارودانت.
وقالت المصادر المهنية ذاتها إن “منع إدخال جثمان المتوفى رغم استيفاء مختلف الإجراءات القانونية المعمول بها، يُعد إهانة حقيقية لكرامة السائقين المهنيين حتى بعد وفاتهم، واحتقارا غير مبرر لفئة تعد من ركائز الاقتصاد الوطني، وهي الفئة التي اشتغلت في عز أزمة كورونا لتوصيل السلع للمواطنين، قبل أن تُقابل بهذا النوع من السلوك والقرارات التي لا تحترم حرمة الميت”.
وحسب محضر رسمي صادر عن مفوضية شرطة بلعوينة التابعة للإدارة الجهوية للأمن بنواذيبو في موريتانيا، تتوفر هسبريس على نسخة منه، فإن شهادة وفاة المواطن المغربي، المؤرخة في الـ26 من يوليوز الجاري، أكدت أن وفاته كانت طبيعية جراء مضاعفات حمى الملاريا.
وسجلت الوثيقة ذاتها أنه “بعد استكمال الإجراءات القانونية، وإشراف الطبيب المجاور لمركز الاستطباب الجهوي بنواذيبو، وبحضور السيدين القنصل العام والمساعد بنواذيبو، تم التعرف على المتوفى من طرف أحد أصدقائه. وبعد إشعار النيابة العامة، قمنا بإجراءات تسليم جثة المتوفى لهما لمباشرة إجراءات نقلها إلى بلده الأصلي، المملكة المغربية”.
كما توصلت جريدة هسبريس الإلكترونية بنسخة من رخصة نقل جثمان الراحل إلى المغرب، صادرة عن السلطات القنصلية المغربية في موريتانيا.
