في خطوة تُعدّ نقلة نوعية في المسار السياسي الدولي، تتوالى اعترافات عدد من الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية، وهو ما اعتبره مراقبون تطورًا غير مسبوق في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بعد عقود من الاحتلال والحصار.
وأكد خبراء في القانون الدولي لقناة "النيل للأخبار" اليوم، أن الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية يمنحها مزايا قانونية وسياسية كبرى، من أبرزها الحق في الانضمام إلى المنظمات الدولية، وتقديم دعاوى أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد قادة الاحتلال الإسرائيلي، وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
مخاوف إسرائيلية من الملاحقة القضائية
وفي ذات السياق، حذر محللون سياسيون من أن هذا الزخم الدولي المتصاعد نحو الاعتراف بفلسطين قد يفتح الباب أمام محاكمة نتنياهو وقيادات الاحتلال بتهم جرائم حرب.
وأشار الخبير الفرنسي في القانون الدولي، بيير لوران، إلى أن "إضفاء صفة الدولة على فلسطين يُقوّي موقفها في المحافل الدولية، ويُجرد إسرائيل من مبرراتها التقليدية بشأن الوضع القانوني للأراضي الفلسطينية".
نتنياهو يتراجع: لا توسيع للعملية في غزة
جدير بالذكر أن وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن مصادر حكومية مساء اليوم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرر عدم توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة حاليًا، مفضلًا إعطاء فرصة للمفاوضات، في ما اعتُبر تراجعًا تكتيكيًا في ظل الضغوط الدولية المتزايدة، وخاصةً بعد قرارات الاعتراف بفلسطين.
وتزامنًا مع ذلك، شن زعيم المعارضة الإسرائيلية هجومًا لاذعًا على الحكومة، قائلًا: "نتنياهو وحكومته عديمو الفائدة، وكلما تكلموا زادوا جنودنا خطرًا.. لقد قادونا إلى كارثة سياسية."
هل تمهد هذه التحركات لمحاكمة دولية؟
يؤكد الدكتور محمود العشماوي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة لندن، في تصريح لـ"النيل للأخبار"، أن الاعترافات الأوروبية الأخيرة تمهد قانونيًا لطرح ملف الاحتلال الإسرائيلي على طاولة المحكمة الجنائية الدولية
ويضيف: "بمجرد الاعتراف بفلسطين كدولة، يصبح بالإمكان ملاحقة الاحتلال بتهم محددة وفقًا لنظام روما الأساسي، وهو ما يُقلق إسرائيل بشدة."
الملف الفلسطيني يعود للواجهة
في ظل الجمود الطويل الذي شهدته مفاوضات السلام، تعيد هذه التطورات الملف الفلسطيني إلى الواجهة الدولية بقوة. ويُتوقع أن تتسع دائرة الاعترافات خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل تصاعد الغضب الشعبي الأوروبي من جرائم الاحتلال، واستمرار الحصار على قطاع غزة.
هل يشهد العالم مرحلة مفصلية اليوم
إن ما يحدث اليوم ليس مجرد اعتراف رمزي، بل هو تغيير استراتيجي في موازين الخطاب الدولي بشأن القضية الفلسطينية. فبينما تراهن إسرائيل على عامل الوقت، يبدو أن العالم بدأ يتحرك في الاتجاه المعاكس، ليقول: لقد آن أوان العدالة.
