"دعوة هزلية من كيان مشبوه".. ما هو اتحاد أئمة المساجد في فلسطين؟

كشفت الأحداث المتلاحقة عن وقوف تنظيم الإخوان المصنف إرهابيا بأحكام قضائية نهائية وباتة، وراء محاولات التشويه المتعمدة لمصر، إزاء إدارتها للأزمة في قطاع غزة الذي يشهد حرب إبادة على يد آلة الحرب الإسرائيلية منذ نحو سنتين.

الوساطة النزيهة

وعلى الرغم من أن القاهرة تعد وسيطا نزيها، ومدافعا قويا عن الحقوق الفلسطينية، فقد أحبطت مخطط تهجير الفلسطينيين، فضلا عن أن 80% من المساعدات الإنسانية لغزة تعود إلى تبرعات المصريين، إلا أن القاهرة تتعرض لحملات تشويه مسعورة من قبل منظمات خارجية معلومة وغير معلومة.

فلم تمر سوى ساعات قليلة على الإعلان عن تشكيل كيان جديد يُدعى "اتحاد أئمة المساجد في فلسطين"، حتى أثار جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تشكيك واسع في شرعيته ووجوده الفعلي داخل الأراضي الفلسطينية.

ولا توجد أي معلومات عن الكيان الذي يسمى اتحاد أئمة المساجد في فلسطين سوى أن هذا الكيان يقوده شخص يُدعى نضال أبو شيخة، الذي أصدر أول بيان له يدعو فيه إلى تنظيم تظاهرات أمام السفارة المصرية في تل أبيب، مطالبًا بفتح معبر رفح وإنهاء الحصار على قطاع غزة.

كيان مشبوه

الباحث في شؤون الجماعات الأصولية، مصطفى أمين يقول للرئيس نيوز إن دعوة ما يسمى اتحاد أئمة المساجد في فلسطين هزلية من كيان مشبوه، وتفضح المخطط الخبيث الذي يعد لمصر العروبة، التي لولاها لتم تصفية القضية الفلسطينية منذ الأيام الأولى للعدوان.

وتابع قائلا: "لم تستطع دولة حليفة لأمريكا أن تقول لا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلا القاهرة، إذ أعلنت القاهرة على لسان أعلى مسؤول فيها الرئيس السيسي أنه لا تهجير للفلسطينيين، وأنه ظلم لن تشارك فيه القاهرة.

ولفت أمين إلى أن تنظيم الإخوان متوغل في العديد من دول العالم، بما فيها الداخل الإسرائيلي، فعدد لا بأس به من عرب ٤٨ في إسرائيل من الإخوان، وربط بين دعوة أبو شيخة وحديث رئيس المكتب السياسي لحماس خليل الحية، الذي شنع على الدولة المصرية، في خطابه الأخير، وقال: "الغريب أن يكون الحية بهذه الجرأة على التعدي على الدولة المصرية، رغم أن جماعة حماس تدرك الدور المصري في الوقوف حائط صد ضد تصفية القضية الفلسطينية".

وأشار أمين إلى أن القاهرة لن تغيير موقفها مهما تعرضت لحملات ابتزاز، وقال إن إدخال القاهرة المساعدات الإنسانية بالقوة من معبر رفح يعني الصدام المباشر مع الاحتلال الإسرائيلي، وقال: "القاهرة لديها ثبات انفعالي ولا يمكن جرها إلى مثل هذه الأمور، فالقاهرة خطواتها مدروسة، وتعلم متى وكيف تجبر من أمامها على الاستماع لها"، مشيرا إلى الصمت المتعمد على إدخال مصر قوافل إغاثية لغزة من قبل العديد من وسائل الإعلام.

اختتم أمين حديثه بالقول: "حماس دأبت على إنكار الجميل، فبعد حصولها على دعم مطلق من بشار الأسد، انقلبت عليه بل وحاربت ضده".

حماس والتشويش على الفشل

أما الكاتبة الصحفية هند الضاوي، كتبت عبر صفحتها على فيسبوك تقول إنه منذ العدوان على غزة كنت أرفع شعارا “لا صوت يعلو فوق صوت المعركة” لكن حماس لا تريد ذلك فهي تريد التشويش عن فشلها في إجبار الاحتلال على وقف العدوان.

ووفق تقارير فإن دعوة أبو شيخة للتظاهر أمام السفارة المصرية في تل أبيب هو أول فاعلية لما يسمى اتحاد الأئمة، كما لا يعلم لأبو شيخة أن له سجل داخل مؤسسات أو هيئات رسمية فلسطينية، ما عزز الشكوك حول كونه كيانًا وهميًا أُنشئ لأغراض مشبوهة.

ويأتي البيان في توقيت دقيق، حيث تشهد الساعات الأخيرة دخول مساعدات إنسانية من مصر إلى قطاع غزة في إطار جهود لتخفيف معاناة السكان، ما يُضعف ذرائع الدعوة للتظاهر ويطرح تساؤلات حول توقيت وجدوى هذه الخطوة.

لا تاريخًا يذكر

اللافت أن نضال أبو شيخة، الذي يقف وراء هذا الكيان، ليس له حضور فعّال يُذكر في المشهد الفلسطيني، إلا من خلال مساهمات دينية وسياسية نادرة في موقع "موطني 48"، وكان آخرها في عام 2021.

ويعود الشيخ نضال أبو شيخة للواجهة بدعوة مثيرة للجدل، فقد تمت بموافقة من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ما أثار الريبة حول الخلفيات الحقيقية وراء تلك التحركات.

ووفق التقارير فقد أعرب كثير من الفلسطينيين على مواقع التواصل عن استغرابهم من ظهور هذا الاتحاد المفاجئ، مؤكدين أن لا وجود له على الأرض، واصفينه بأنه مجرد أداة لتشويش الرأي العام وتشويه الحقائق في ظل أوضاع إنسانية وسياسية معقدة تمر بها غزة.