أثار النجم المصري محمد صلاح، لاعب نادي ليفربول الإنجليزي، حالة من الجدل في يوليو 2025، بعد ظهوره داخل أحد المعابد البوذية في العاصمة اليابانية طوكيو، خلال جولة الفريق التحضيرية للموسم الكروي الجديد 2025 – 2026. المشهد، الذي انتشرت صوره على نطاق واسع، انقسمت بشأنه الآراء بين مؤيد اعتبره تجربة ثقافية طبيعية، ومعارض رآه تصرفًا غير مناسب لنجم مسلم بهذا الحجم العالمي.
رحلة محمد صلاح ضمن جولة ليفربول التحضيرية في آسيا
جاءت زيارة محمد صلاح للمعبد ضمن برنامج الفريق التحضيري الذي قاده المدير الفني الهولندي أرني سلوت، حيث ركز على إعداد اللاعبين ذهنيًا ونفسيًا قبل العودة للمباريات الرسمية. وكان الفريق قد أنهى سلسلة مباريات ودية في هونغ كونغ، وانتقل إلى العاصمة اليابانية طوكيو مساء الأحد، ليبدأ برنامجًا ذهنيًا شمل جلسة تأمل جماعية داخل معبد “إيكوين” التاريخي.
زيارة محمد صلاح لمعبد إيكوين
يقع معبد “إيكوين” في حي ريوغوكو بطوكيو، ويُعد أحد أبرز المعالم الدينية والثقافية التابعة لطائفة بوذية قديمة. تأسس المعبد عام 1657 عقب حريق هائل ضرب المدينة، وأصبح منذ ذلك الحين مزارًا لتكريم ضحايا الكوارث والحوادث. المعبد مرتبط تاريخيًا برياضة السومو، إذ كان يستضيف بطولات خيرية في السابق، ويُعرف اليوم كمركز للتأمل والهدوء الروحي في قلب العاصمة اليابانية.
الهدف من زيارة محمد صلاح للمعبد البوذي: برنامج للتأمل وتجديد الطاقة الذهنية
الزيارة التي شارك فيها صلاح جاءت ضمن جلسة تأمل مخصصة للاعبي ليفربول، تهدف لتعزيز التركيز الذهني وتقليل الإجهاد النفسي قبل بداية الموسم. وظهر صلاح في الصور جالسًا بهدوء داخل أروقة المعبد، في لحظة تعكس جانبًا جديدًا من الاستعدادات الرياضية الحديثة التي تمزج بين اللياقة الجسدية والصحة النفسية.
الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي وردود الفعل
انتشار صور محمد صلاح داخل المعبد أشعل النقاش على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر بعض المتابعين أن وجود نجم مسلم في مكان عبادة غير إسلامي أمر مثير للريبة، بينما دافع آخرون عن صلاح مؤكدين أن الزيارة تحمل طابعًا ثقافيًا بحتًا ولا تعني تبني أي معتقدات دينية.
الموقف الشرعي: رأي الأزهر ودار الإفتاء
أكدت مؤسسات دينية مصرية مثل الأزهر الشريف ودار الإفتاء أن زيارة الأماكن الدينية الأخرى لأغراض ثقافية أو تعليمية أو سياحية لا تمثل مخالفة شرعية ما دام لم تتضمن المشاركة في طقوس دينية أو الإقرار بعقائدها. واعتبرت أن ظهور محمد صلاح في المعبد يأتي في إطار مباح لا يتعارض مع الهوية الإسلامية للنجم المصري.
أبعاد ثقافية: التقاء الحضارات وصورة المسلم المنفتح
زيارة محمد صلاح لمعبد إيكوين لم تكن مجرد حدث رياضي، بل جسدت لقاء الحضارات والتفاعل الإنساني بين الشرق والغرب. فهي تقدم صورة المسلم المنفتح الذي يحترم الثقافات المختلفة، دون أن يتخلى عن هويته أو معتقداته. مثل هذه المشاهد تعكس كيف يمكن للرياضة أن تصبح جسرًا للتواصل بين الشعوب والثقافات.
مواقف سابقة لصلاح
هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها صلاح لانتقادات مشابهة؛ فقد سبق وواجه جدلًا عند ظهوره في احتفالات الكريسماس أو دعمه لقضايا إنسانية عالمية. لكن في كل مرة، أثبت اللاعب قدرته على التوازن بين الانفتاح على العالم والحفاظ على ثوابته الدينية والثقافية، وهو ما يتكرر في زيارة معبد إيكوين.
خلاصة: لحظة تأمل تتجاوز الرياضة
زيارة محمد صلاح لمعبد بوذي في اليابان لا يمكن اختزالها في صورة مثيرة للجدل فقط، بل يجب النظر إليها كخطوة ضمن برنامج تدريبي شامل يعكس تطور طرق الإعداد النفسي في كرة القدم الحديثة. إنها لحظة تُظهر كيف يمكن للرياضة أن تفتح أبواب الفهم بين الثقافات، وتقدم نموذجًا للمسلم الواعي القادر على التفاعل الإيجابي مع العالم.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.