السبت 26 يوليو 2025 | 09:28 مساءً
تواجه فرق الإطفاء في اليونان تحديًا متصاعدًا بسبب اندلاع حرائق غابات واسعة النطاق، بالتزامن مع ثالث موجة حر قوية تضرب البلاد هذا الصيف، حيث اقتربت درجات الحرارة من 44 درجة مئوية في بعض المناطق.
اشتعال النيران قرب أثينا ومخاطر المواد القابلة للاشتعال
اندلعت الحرائق في عدة مناطق، من بينها ضواحي العاصمة أثينا، ما تسبب في تصاعد الدخان الكثيف فوق قرية "دروسوبيجي" الواقعة على بُعد نحو 25 كيلومترًا شمالي المدينة. وازدادت الخطورة مع وصول النيران إلى منشآت صناعية تحتوي على مواد قابلة للاشتعال، ما أدى إلى وقوع انفجارات.
تدخلت فرق الإطفاء بنحو 65 عنصرًا، مدعومين بـ26 مركبة وطائرتين مروحيتين، مع استخدام طائرات لإلقاء المياه من الجو، في محاولة للسيطرة على الحريق.
أوامر إخلاء وتهديد للمناطق السكنية
امتدت النيران إلى مناطق قريبة من السكان، حيث التهمت منزلين على الأقل، بحسب هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية، وأمرت السلطات سكان قرية "كريونيري" المجاورة بإخلاء منازلهم والانتقال إلى مناطق أكثر أمانًا.
جزيرة إيفيا وكفاح مستمر ضد النيران
على جزيرة إيفيا، تواصلت جهود الإطفاء باستخدام أكثر من 100 رجل إطفاء، إلى جانب دعم جوي من ست طائرات وسبع مروحيات. ومع ذلك، أعاقت الرياح القوية السيطرة على النيران بالكامل، ما دفع السلطات لتحذير سكان منطقة "تريادا" من احتمالية الإخلاء في أي لحظة.
حرائق متزامنة في مناطق أخرى
لم تقتصر الحرائق على أثينا وإيفيا، إذ تم إصدار أوامر بإخلاء قرى في جزيرة "كيثيرا"، مثل "أرونياذيكا" و"بيتسيناذيس" و"أريوي"، بعد اقتراب الحرائق من المناطق السكنية، ما زاد من حجم الأزمة البيئية.
موجات حر قياسية تضرب أوروبا
تشهد اليونان ومعظم دول أوروبا الجنوبية موجات حر غير مسبوقة منذ أواخر مايو 2025 وحتى أوائل يوليو. وقد تم تسجيل ذروتين رئيسيتين، الأولى بين 17 و22 يونيو، والثانية من 30 يونيو إلى 2 يوليو، ناتجة عن ظاهرة "قبة الحرارة" التي تتسبب في حبس الهواء الساخن فوق مناطق معينة.
درجات حرارة غير مسبوقة وأرقام قياسية
سجلت البرتغال أعلى درجة حرارة في أوروبا هذا العام بـ46.6 °C في مدينة "مورا" يوم 29 يونيو.
تجاوزت الحرارة حاجز 46 °C عدة مرات في إسبانيا والبرتغال، محطّمة أرقامًا قياسية وطنية.
بلغ متوسط درجات الحرارة "المحسوسة" أكثر من 38 °C في مناطق واسعة من أوروبا الغربية والجنوبية.
وفيات بسبب الحرارة وتداعيات مناخية
تشير دراسة لجامعة "إمبيريال كوليدج لندن" إلى أن موجات الحر بين 23 يونيو و2 يوليو تسببت في نحو 2,300 حالة وفاة مرتبطة بالحرارة في 12 مدينة أوروبية. وتُعزى قرابة 1,500 حالة منها إلى تأثيرات التغير المناخي، بنسبة تصل إلى 65%.
تأثيرات على الطاقة والاقتصاد
أدت موجات الحر إلى زيادة الطلب على الكهرباء بنسبة وصلت إلى 14% في بعض الدول مثل إسبانيا وفرنسا، ما تسبب في ضغط كبير على الشبكات وارتفاع أسعار الكهرباء إلى أكثر من 400 يورو/ميغاواط/ساعة في بعض الأوقات.
من ناحية أخرى، ساعدت موجة الشمس القوية في تحقيق رقم قياسي بإنتاج الطاقة الشمسية في أوروبا خلال يونيو 2025، حيث بلغ الإنتاج نحو 45 تيراواط ساعة، مساهِمًا في تلبية احتياجات التكييف.
التوقعات المستقبلية وتحذيرات مناخية
تشير تقديرات الوكالة الأوروبية للبيئة إلى أن عدد أيام الحرارة الشديدة (+30 °C) قد يتضاعف أربع مرات بحلول نهاية القرن، مع تزايد الليالي الاستوائية خصوصًا في جنوب أوروبا.
كما حذّرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) بالتعاون مع "كوبرنيكوس" من احتمال ارتفاع درجات الحرارة الصيفية بمقدار 4 °C بحلول عام 2100، وظهور موجات حر تصل إلى 50 °C سنويًا في بعض مناطق جنوب القارة.
اقرأ ايضا
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.