"هاجر حسام" إرادة تُبصر طريق النجاح ..الأولى أدبي بالثانوية الازهري المكفوفين

كثيرًا ما نتحدث عن التحديات، ولكن القليل منا من يرى فيها فرصة للإبداع والتميز، «هاجر» بنموذج يُحتذى به، فتاة لم تُعيقها ظروفها عن تحقيق حلمها، بل اتخذت من إعاقتها سلمًا ترتقي به نحو القمة.  فهي تُبهرنا بطموحها الذي لا حدود له، وتُعلن رغبتها في لقاء شيخ الأزهر الشريف، وحلمها الأكبر في دراسة الإعلام.

فبالرغم  من ظروفها الصحية وفقدانها البصر منذ الطفولة، إلا أنها نجحت وبتفوق، “هاجر” ابنة قرية جروان بمركز الباجور بمحافظة المنوفية، استطاعت أن تخطف الأضواء بعد تصدرها نتيجة الثانوية الأزهرية للقسم الأدبي "مكفوفين" على مستوى الجمهورية، وسط دعم أسري كبير ومثابرة استمرت لأعوام.

ووسط حالة من الفرحة بين أسرتها وزميلاتها بالمعهد حصلت هاجر، الطالبة بمعهد فتيات الباجور، على المركز الأول بين طلاب المكفوفين في الشهادة الثانوية الأزهرية لعام 2025.

 في فرحة كبيرة قالت هاجر: "ماكنتش مصدقة النتيجة.. كنت مبسوطة جدًا. من وأنا صغيرة نفسي أبقى إعلامية، والحمد لله حققت أول خطوة في الحلم". وأضافت: "ربنا كرمني بوالدين بيساعدوني وبيشجعوني. ماما كانت بتقعد تذاكر معايا بالساعات، وبابا كان دايمًا يدعمني ويقوللي: اجتهدي وربنا مش هيضيع تعبك".

وأوضحت الطالبة المتفوقة أن طريقها لم يكن سهلًا، خاصة أنها كانت تعتمد على تحويل المناهج إلى مواد صوتية على الهاتف المحمول، وتستعين بوالدتها لمراجعة الدروس بشكل يومي. وقالت: "كنت بذاكر بصوتي وأسجل كل حاجة، ومع الوقت اتعلمت أعتمد على نفسي".

حلمها: تقابل شيخ الأزهر وتدرس إعلام

لم تُخفِ هاجر أمنيتها بل قالتها بوضوح: "نفسي أقابل فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وأشكره على اهتمامه بينا، وبادعي ربنا يحققلي حلمي وأدخل كلية الإعلام".

وتابعت: "كنت بتمنى أفرّح أهلي، وأثبت إن الإعاقة مش نهاية، أنا مؤمنة إن ربنا بيعوض كل حد اجتهد، وعايزة أكون قدوة لأي حد فاكر إن الظروف هتمنعه من النجاح".

أسرتها: كنا واثقين من تفوقها

من جانبها، أكدت والدة هاجر أن ابنتها كانت مثالًا للالتزام والاجتهاد، وقالت: "طول عمرها شاطرة ومجتهدة، وكانت بتتعب وبتحلم. كانت بتنام وهي بتحضّر دروسها، وتقوم تكمل تاني يوم من غير شكوى