اخترت أن أتحدث في القرن الواحد والعشرين، عن يوم من حياتي في كنف الوالدين بالقرن الرابع عشر، كان والدي وقته يعيش يوما حالكا في حياته، وأمي تعيش مخاضا عسيرا من أجواء الحزن الذي خيم على نفسيتها من وقت الوضع، من فقدان جدي من والدي الذي كان يتشوف شوقا لرؤية حفيده من ابنه، لذلك لا أحتفل بكعكة عيد ميلادي جريا على أيام القرن الواحد والعشرين، بل يكفي احتفال والداي بالتسمية، يوم الأسبوع الذي يعرف بجنس الولادة من ذكر وأنثى.
والدتي:
كانت والدتي هي أول من علمت بالحمل من البطن وصارت تعد له الزمن بالأيام والشهر، تراقب نموه وحركته من البطن، إلى أن يفتك حملها، وتتخذ من الأيام تسمية، ومن الشهر حياة استدامة.
كان الجمع العائلي من جهة الوالدة والوالد حاضرا، حيث الجد يحتضر لمفارقة الحياة، بينما الأم غاب عنها مخاض الوضع، من شدة الأجواء الحزينة التي تخيم على المكان.
خاصة وأن أهالي القرن الرابع عشر، لا يطيقون صبرا على فقدان عزيز، وأنهم لا يستحلون الطعام إلا بعد مرور ثلاثة أيام على الوفاة.
وبعد أن نقل الجثمان إلى مثواه الأخير، اشتد المخاض على الأم وتوقفت حركة تقدم الجنين مما صعب عملية الوضع، خاصة وأن الولادة تجري وقتها بالعرف من الطرق الطبيعية.
لم تكن أجواء الحزن ظاهرة على العيان وحسب، بل امتد أثرها إلى ما يحتويه البطن من حمل، لذلك كان اليوم حزينا من ظاهره وذي أثر على البطن من الحمل.
غير أن ما تنفرج به الأحزان عن الأسرة، إطلالة المولد بالحياة على يوم الفقدان، مما بعث مسرة السلام على الأحزان، وتلك صيرورة الزمن بالحياة، التي نصيح فرحا يوم الولادة باللقاء على أرضيتها، وتذرف دمعا من أرضيتها على فراقها.
الحمل والوضع عند المرأة:
علامة بلوغ المرأة ظهور الحيض منها، وهو طهر لها من الرحم، غير أن الزواج يقتضي سن الرشد، أي دخولها العقد الثالث حيث يكتمل الجسم نموه وقدرته على الحمل.
والحمل عند المرأة يمتد تسعة أشهر، وهي فترة الحمل والولادة الطبيعية، بينما الولادة المبكرة تقع من سبعة أشهر، حيث يكون الجنين قد اكتملت خلقته، وهي تحتاج للعزل عن الرؤية وحضانة خاصة إلى أن يكتمل الحمل مدته من تسعة أشهر، بينما الحمل لما قبل الثلاثة أشهر يكون مهددا بالإجهاض من البطن، لحالة فزع أو مرض، يؤدي بالجنين إلى الإجهاض الخارج عن إرادة الحامل.
الوضع تحت الإشراف الطبي:
بدأت البشرية حياتها بالأعراف البشرية، وكان وضع المرأة حملها من الشؤون النسوية، وعهد اهتمام الطب بحالة الوضع عند المرأة، تطور الوضع من حالة العرف إلى الإشراف الطبي، الذي كان دوره الأولي مساعدة القابلة في الحالات العسيرة من الوضع، والتي تتطلب عملية استعجالية بالعملية القيصرية، ومنها خرج التاريخ المهني بالقسم الطبي: وهو قسم مهني ناطق بالله جل علاه.