لا تكاد تُفند الأجهزة المعنية شائعة أو خبرًا محرضًا، حتى تخرج شائعة خرى لا تقل خطرًا عن اسبقتها، فضًا عن محاولات تكدير السلم والأمن العام، وتشكيك المواطنين في قدرة وجاهزية الدولة المصرية لمواجهة التحديات.
محاولات تشوية الدولة المصرية، تتبناها جهات أجنبية، محاولة استغلال التطورات المتلاحقة التي تشهدها حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، فضلًا عن استغلال الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المواطن، وقد حظرت الخارجية من تلك المساعي الهدامة في بيانها الأخير، وقد انتشر مقطع مصور يزعم اقتحام شباب لقسم شرطة في المعصرة وعند تحليل المقطع المصور، تبين كذبه.
مسؤولية الإخوان
الباحث في شؤون الجماعات الأصولية، منير أديب، يقول: "لاشك أن تنظيم الإخوان هو من يقوم بتلك الحملات تنفيذَا لمخطط هدم الدولة المصرية، والتقديرات تؤكد أن ما يتم ترويجه بأن تنظيم الإخوان يعاني الانقسام والتشرذم غير صحيح، فالتنظيم كتلة واحدة وما يتم تصديره هو لعبة لتقسيم الأدوار بينهم. والهدف الأول للتنظيم الإرهابي هو الثأر من الشعب المصري الذي ثار عليهم في 30 يونيو 2013، ثم يأتي الهدف الثاني وهو الانتقام من النظام السياسي الحالي".
أوضح منير في تصريحات لـ"الرئيس نيوز": "التنيظم الإرهابي في الوقت الحالي على هيئة مجموعات ثلاث، مجموعة تنتمي إلى محمود حسين المقيم حاليًا في تركيا، ومجموعة تابعة للقيادي الإخواني صلاح عبد الحق، الذي تم انتخابه من قبل المجلس الشورى العالمي للتنيظم قائما بأعمال المرشد العام للجماعة في 19 مارس2023، خلفا لإبراهيم منير الذي توفي في نوفمبر 2022 بالعاصمة البريطانية لندن، وعبدالحق ظل بعيدا عن الأضواء حتى اختير عضوا في مجلس الشورى العام للإخوان، وممثلا عن رابطة الإخوان المسلمين المصريين في الخارج، أثناء تولي إبراهيم منير منصب القائم بأعمال المرشد العام".
يوضح أديب أن المجموعة الثالثة للإخوان هي ما تسمى مجموعة المكتب العام، وتنظيم حسم هو من يتولى أمره أو هو من كان وراء الخلية الإرهابية التي تمكنت وزارة الداخلية من تفكيكها قبل أيام، قبل أن تقوم بما كانت تنوي القيام به من عمليات إرهابية، وهي التي كانت وراء إصدار ما يُسمى ببيان حركة "ميدان".
هدف شيطاني
يوضح منير أن الهدف من هذا التقسيم، أن مجموعة تتولى الحراك الميداني والتثوير الشعبي، وأخرى تتولى التنظير السياسي، وتصدر صورة أنها قادر على تولي المسؤولية. مشيًا إلى أن الإخوان لديهم عقيدة ثأرية ضد الشعب المصري الذي ثار عليهم في 30 يونيو 2013، وبالتالي يتحرك الإخوان لإسقاط هذه الدولة،
يقول أديب أن جبهة محمود حسين، وجبهة صلاح عبد الحق، هما من يوفران لمجموعة "المكتب العام" الملاذ الآمن والدعم اللوجستي لتنفيذ مخططاتهم، موضحًا أن الإخوان جميعهم في سلة واحدة، وأن جميعهم يرون ضرورة إسقاط الدولة المصرية وإسقاط النظام السياسي.
يتابع: "إسقالط الدولة المصرية هو هدف تنظيم الأخوان، وتستغل الجماعة أحداثًا داخلية وخارجية لتنفيذ مخططتها. والمتوقع من قبل التنظيم الإرهابي هو إحداث حالة من الاضطرابات الداخلية والتشكيك في قدرة مؤسسات الدولة، لكن في تقديري أن حالة الوعي التي تعيشها الدولة المصرية ربما تقف حائلا أمام المخططات التي يريد هؤلاء تنفيذها".
اختتم الباحث منير أديب حديثه بالقول: "الدولة المصرية راسخة ووعي الشعب بمخططات التنظيمات الإرهابية؛ سيحبط أهدافهم".