تشهد مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة تطورات متسارعة وسط مؤشرات متباينة بشأن قرب التوصل إلى اتفاق نهائي.
فقد تسلمت حركة حماس مقترحاً جديداً للهدنة من الوسطاء في قطر ومصر، وردّت عليه بشكل مبدئي، لكن مصادر إسرائيلية وصفت الرد بأنه مخيب للآمال، بينما أشار الوسطاء إلى أنهم طالبوا الحركة بإجراء تحسينات على ردّها، تمهيداً للانتقال إلى المرحلة التالية من التفاوض.
الوسطاء يطالبون بتعديلات على رد حماس
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الأربعاء، أن الوسطاء في القاهرة والدوحة دعوا حركة حماس إلى إجراء مجموعة من التحسينات على ردها الأخير بشأن مقترح وقف إطلاق النار، للسماح بمواصلة العملية التفاوضية.
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن الرد الذي قدمته الحركة لم يكن على مستوى التوقعات الإسرائيلية، حيث وصفه مسؤولون في القدس بأنه مخيب للآمال، لكنهم لم يغلقوا الباب نهائياً، موضحين أنه في حال طرأ تحسّن كبير على الرد المحدث، فهناك إمكانية لاستئناف المحادثات والتقدم باتجاه إبرام الصفقة.
إسرائيل: الصفقة أصبحت قريبة
في المقابل، صرّح مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى لموقع واللا العبري، بأن مفاوضات الصفقة باتت في المرحلة الأخيرة، فيما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن معظم النقاط الخلافية بين الطرفين تم تجاوزها، وأن رد حماس النهائي متوقع خلال ساعات.
وأضافت القناة أن المسؤولين الإسرائيليين يتوقعون استلام رد رسمي من الحركة خلال الأربع والعشرين ساعة المقبلة، على المقترح الذي تم تقديمه الخميس الماضي، وسط خلاف محوري لا يزال قائماً يتعلق بمدى انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي أعادت احتلالها في قطاع غزة خلال الأشهر الأخيرة.
خلافات قائمة وفرص قائمة
ورغم هذا الخلاف حول الانسحاب، أفادت مصادر إسرائيلية مطلعة بأن التفاهمات التي تم تحقيقها حتى الآن تُعد أساساً كافياً لإبرام الاتفاق خلال فترة وجيزة، إذا ما أبدى الطرفان قدراً من المرونة، بحسب وصف المصادر.
ورغم مرور نحو أسبوع على طرح المقترح الأخير، لم تُصدر حماس أي بيان رسمي يحدد موقفها النهائي، ما يعكس حجم الحذر والتعقيد الذي يحيط بالعملية التفاوضية الجارية.
تفاصيل مقترح الهدنة: مراحل وتبادل أسرى
وفقاً لتسريبات نُشرت في يديعوت أحرونوت نقلاً عن مصادر أمنية إسرائيلية وأخرى فلسطينية مقربة من حماس، فإن الاتفاق يتضمن إطلاق سراح 10 محتجزين إسرائيليين أحياء، ونقل 18 جريحاً، مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين.
وتنص الخطة على تنفيذ الصفقة على خمس مراحل خلال فترة وقف إطلاق النار، التي يُفترض أن تستمر 60 يوماً.
كما تنص الخطة على منع حماس من تنظيم مراسم علنية ومصورة لإطلاق سراح الأسرى، كما حدث سابقاً، وفق ما طلبه الجانب الإسرائيلي.
هل بات الاتفاق وشيكاً؟
رغم أن الأجواء لا تزال تتسم بالحذر، إلا أن التقدم الملحوظ في المفاوضات، والتصريحات المتفائلة من كلا الجانبين، تعزز فرص التوصل إلى اتفاق خلال الأيام القليلة المقبلة، إذا ما استجابت حماس لملاحظات الوسطاء.
وفي حال تحقق ذلك، ستكون هذه الهدنة أول خطوة عملية نحو وقف نزيف الدم في غزة، وتخفيف المعاناة الإنسانية المستمرة منذ شهور.
