أخبار عاجلة

ثورة 23 يوليو 1952: لحظة فاصلة في تاريخ مصر الحديث

ثورة 23 يوليو 1952: لحظة فاصلة في تاريخ مصر الحديث
ثورة 23 يوليو 1952: لحظة فاصلة في تاريخ مصر الحديث

 

 

في مثل هذا اليوم، قبل 73 عامًا، شهدت مصر واحدة من أكثر اللحظات الحاسمة في تاريخها الحديث: ثورة 23 يوليو 1952، التي قادها "الضباط الأحرار" لتُطيح بالحكم الملكي وتفتح الباب أمام تحول سياسي واجتماعي عميق، ما زالت آثاره حاضرة حتى اليوم.

خلفيات الثورة: احتقان سياسي واجتماعي

جاءت الثورة في ظل حالة من الاحتقان الشعبي العارم نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية، وتفاقم الفساد في مؤسسات الدولة، وهيمنة الاحتلال البريطاني، إلى جانب عجز النظام الملكي بقيادة الملك فاروق عن تلبية تطلعات المصريين، خاصة بعد الهزيمة في حرب فلسطين 1948.

كما عمّق الظلم الاجتماعي والفجوة الطبقية بين الأغنياء والفقراء الشعور بالحاجة إلى التغيير الجذري، في وقت بدأت فيه حركات وطنية مثل الإخوان المسلمين والحزب الوطني القديم، إلى جانب النقابات والطلبة، تطالب بالتحرر والإصلاح.

من هم "الضباط الأحرار"؟

تشكل تنظيم "الضباط الأحرار" من مجموعة من الضباط الوطنيين في الجيش المصري، ينتمون إلى خلفيات مختلفة، لكنهم توحدوا على هدف واحد: إنهاء الملكية وبناء نظام جمهوري وطني. وكان على رأسهم:

جمال عبد الناصر (العقل المدبر وقائد الثورة لاحقًا)

محمد نجيب (أول رئيس للجمهورية)

أنور السادات، زكريا محيي الدين، حسين الشافعي، وآخرون.


لحظة التحرك

في صباح 23 يوليو 1952، سيطر الضباط الأحرار على مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، وأعلنوا عبر الإذاعة عن استيلائهم على السلطة. وفي اليوم التالي، أجبروا الملك فاروق على التنازل عن العرش ومغادرة البلاد، دون إراقة دماء.

أهداف الثورة الستة

أعلنت الثورة أهدافها الشهيرة، والتي ظلت أساسًا لبرامجها لاحقًا:

1. القضاء على الاستعمار وأعوانه


2. القضاء على الإقطاع


3. القضاء على الاحتكار وسيطرة رأس المال


4. إقامة عدالة اجتماعية


5. إقامة جيش وطني قوي


6. إقامة حياة ديمقراطية سليمة

 

إنجازات ومكاسب تاريخية

1. إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية

في يونيو 1953، أُعلنت مصر جمهورية، وتم تعيين اللواء محمد نجيب أول رئيس لها.

2. الجلاء وبناء الدولة المستقلة

نجحت الثورة في إنهاء الاحتلال البريطاني عام 1956، بعد توقيع اتفاقية الجلاء، وهو ما تُوِّج بتأميم قناة السويس في نفس العام، ورد العدوان الثلاثي.

3. الإصلاح الزراعي والعدالة الاجتماعية

أُقر قانون الإصلاح الزراعي الذي حدّ من امتلاك الأراضي، وأعاد توزيعها على الفلاحين، مما أنهى سطوة الإقطاع.

4. التعليم المجاني والتصنيع

اتجهت الثورة إلى مجانية التعليم، وتوسيع قاعدة المتعلمين، مع إطلاق خطط طموحة للتصنيع وإنشاء مصانع كبرى.

5. القيادة الإقليمية والقومية

تحولت مصر بقيادة عبد الناصر إلى قوة عربية وإفريقية، تدعم حركات التحرر، وتتبنى خطاب القومية العربية.

انتقادات ومراجعات

رغم إنجازاتها، تعرضت الثورة لانتقادات واسعة، منها:

غياب الديمقراطية، وسيطرة الفرد الواحد.

تأميمات اقتصادية لم تُحقق دائمًا الفاعلية.

إخفاقات في الحريات العامة والصحافة.

نكسة 1967 التي شكّلت صدمة وطنية كبرى.


تأثيرها الإقليمي والدولي

ألهمت ثورة يوليو العديد من الحركات التحررية في العالم العربي وإفريقيا، مثل الثورة الجزائرية، وحركات الاستقلال في اليمن والسودان وليبيا، ورسّخت مكانة مصر كقلب للعالم العربي.

في الذكرى 73: ماذا تبقى من الثورة؟

اليوم، وبينما تستعيد مصر ذكرى الثورة، يثور الجدل مجددًا حول إرث يوليو: هل نجحت الثورة فعلًا في تحقيق أهدافها؟ وهل تجاوزت مصر مشكلات ما قبل الثورة؟
ما لا شك فيه أن ثورة 23 يوليو كانت نقطة تحول محورية غيّرت مسار الدولة المصرية والمنطقة بأسرها، ومهدت لتاريخ جديد لا يزال يثير النقاش والسجال.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أليو ديانج: الأهلي نادٍ كبير ولا منافس له.. وسعيد بدعم الجماهير وزملائي
التالى طلاق أحمد فهمي وأميرة فراج: الانفصال تم بهدوء وهيفضل بينا احترام