تحلّ اليوم الذكرى الـ62 لرحيل أحد أبرز أعمدة السينما المصرية، المخرج المبدع عز الدين ذو الفقار، الذي وُصف بأنه "فارس الرومانسية" و"شاعر السينما"، مخرجٌ لم يعش طويلًا، لكنه ترك بصمة خالدة في تاريخ الفن السابع، أضاءت الطريق لأجيال من المخرجين بعده، وجعلت من اسمه رمزًا للجودة والإبداع والتفرّد.
البداية من العسكرية إلى السينما
وُلد عز الدين ذو الفقار في 28 أكتوبر عام 1919 في حي العباسية بالقاهرة، وسط عائلة مصرية ذات مكانة اجتماعية مرموقة. التحق بالكُلية الحربية، وتخرج منها ليعمل ضابطًا بسلاح المدفعية، وظل في صفوف الجيش حتى عام 1947، حين قرر أن يترك العسكرية ويتجه إلى السينما، حاملًا معه الانضباط والدقة التي تعلمها داخل الثكنات، ليُترجمها لاحقًا في عالم الفن.
التحول الفني وبدايات الإخراج
بدأ مشواره الفني كمساعد مخرج في أفلام مثل "الدنيا بخير" و"أزهار وأشواك"، ثم سرعان ما لمع نجمه كمخرج مستقل في عام 1947، حين قدّم أول أعماله بعنوان "أسير الظلام".
ومنذ تلك اللحظة، بدأت ملامح أسلوبه تتضح، إذ تميز بمزيج فني بين الرومانسية الرقيقة والدراما الإنسانية العميقة.
نقلة نوعية في السينما المصرية
يُعتبر عز الدين ذو الفقار أحد أهم مخرجي ما يُعرف بالعصر الذهبي للسينما المصرية. أسهمت أعماله في تطوير لغة الصورة السينمائية، وقدم أفلامًا ما زالت راسخة في ذاكرة الجمهور، منها:
"رد قلبي" (1957): الذي تناول ثورة الضباط الأحرار، وصُنف ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.
"بين الأطلال" (1959): قصة حب خالدة جمعت بين المشاعر والواقع.
"الرجل الثاني" و"الشموع السوداء": من أنجح الأفلام تجاريًا وفنيًا في تلك الحقبة.
تعاون مع شقيقه صلاح ذو الفقار
أسس عز الدين شركة إنتاج سينمائي بالتعاون مع شقيقه الفنان صلاح ذو الفقار، أطلق عليها اسم "أفلام عز الدين ذو الفقار"، وقدمت هذه الشركة عدة أعمال ناجحة، منها "الشموع السوداء" و"الرباط المقدس"، وكان واضحًا فيها حرص عز الدين على اختيار موضوعات ذات بعد إنساني واجتماعي عميق.
قصة حب فاتن حمامة
تزوج عز الدين ذو الفقار من الفنانة فاتن حمامة عام 1948 بعد قصة حب شهيرة، وأنجب منها ابنتهما نادية، استمر الزواج حتى عام 1954، وانفصلا رغم استمرار الاحترام المتبادل، لاحقًا، تزوج عز الدين من كوثر شفيق، وأنجب منها ابنته الثانية، واستمر زواجه بها حتى وفاته.
وفاته المفاجئة ورحيله المبكر
في صباح 1 يوليو عام 1963، فارق عز الدين ذو الفقار الحياة عن عمر يناهز 43 عامًا، بعد تدهور حالته الصحية.
كانت وفاته صدمة كبيرة لعشاق السينما ولزملائه الفنانين، خاصة وأنه كان في أوج عطائه الفني، وصفه الفنان عماد حمدي في تأبينه بأنه "الإنسان الذي جمع بين رقة الإحساس وصرامة المبدأ".
أوسمة وتكريمات تليق بمشواره
حصل الراحل على وسام الجمهورية من الدرجة الأولى ووسام العلوم والفنون تقديرًا لإسهاماته الكبيرة في إثراء الفن المصري، ورغم مرور أكثر من ستة عقود على وفاته، فإن إرثه الفني لا يزال يُدرَّس ويُحتفى به حتى اليوم.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.