بعد عرض الحلقة الـ30 والأخيرة، تصدّر مسلسل فات الميعاد قوائم البحث على محركات جوجل ومنصات التواصل الاجتماعي، وذلك بعد موسم حافل بالإثارة، الدراما الاجتماعية، والأداء التمثيلي الاستثنائي الذي لاقى إشادات واسعة من الجمهور والنقّاد على حدٍّ سواء. فقد عاشت الجماهير لحظات ترقّب متواصلة مع تصاعد الأحداث وصولًا إلى الحلقة الختامية التي عُرضت منذ قليل عبر منصة WATCH IT، والتي حسمت مصير الشخصيات ووضعت النقاط على الحروف في قصة أرهقت قلوب المتابعين.
الحلقة الأخيرة.. مصالحة، دموع، وتحوّل درامي حاسم
وشهدت الحلقة الختامية ذروة درامية شديدة التأثير، بدأت باختطاف "ريم" ابنة بسمة (أسماء أبو اليزيد) من قِبل والدها مسعد (أحمد مجدي)، الذي فرّ بها إلى الإسكندرية في محاولة للهروب خارج البلاد. إلا أن القدر تدخّل حين هربت الطفلة من والدها وتاهت في الشوارع، ليبدأ سباق محموم للعثور عليها بمشاركة الأم بسمة، ومعتصم (أحمد صفوت)، ومسعد نفسه، الذي تغيّر داخليًا بعد لحظة حاسمة من التأمل والخطر، إذ صدمته سيارة وهو يحتضن ابنته بعد أن وجدها.
الحادث لم يكن نهاية لمسعد، بل بداية لصفحته الجديدة، إذ أدرك أن طريق العنف والانتقام لا يقود إلا للهاوية، ليقرر تسليم حضانة ريم لوالدتها بسمة، في مشهد مؤثر أدمع عيون المشاهدين واختُتمت الحلقة بجو من التصالح والدفء الأسري، وسط احتفال بسيط بعيد ميلاد ريم، شارك فيه الجميع في لحظة نادرة من السلام بعد صراعات طويلة.
تريند متصدر.. وتفاعل هستيري من الجمهور
تفاعل الجمهور مع نهاية المسلسل كان هائلًا، إذ تصدّر فات الميعاد قائمة الأكثر بحثًا على جوجل وسط عبارات الإشادة والإعجاب عبر تويتر وفيسبوك، حيث أثنى الجمهور على النهاية الواقعية التي جمعت بين الألم والشفاء، وعلى أداء أبطال العمل الذين أضفوا صدقًا عاطفيًا على شخصياتهم. كلمات مثل "النهاية عبقرية"، "بكينا مع بسمة"، و"مشهد الحادث هيكسر القلب" اجتاحت مواقع السوشيال ميديا.
قصة اجتماعية إنسانية تلامس الواقع
فات الميعاد لم يكن مجرد مسلسل درامي، بل كان مرآة لقضايا حقيقية تواجه العديد من النساء في مجتمعاتنا. القصة التي كتبها الثلاثي عاطف ناشد، إسلام أدهم، وناصر عبد الحميد، بإشراف درامي من محمد فريد، تناولت موضوعات الطلاق، حضانة الأطفال، العنف الأسري، والحقوق الاجتماعية، وطرحتها بواقعية عميقة وجرأة في الطرح.
وقدّمت الفنانة أسماء أبو اليزيد دورًا ناضجًا ومؤثرًا في شخصية "بسمة"، الأم التي واجهت المجتمع والقانون، وتحملت الأذى النفسي والجسدي، من أجل حماية ابنتها. كما أبدع أحمد مجدي في تجسيد شخصية "مسعد"، الزوج العنيف الذي مزّقته الأوهام وتحول في النهاية إلى أب نادم باحث عن redemption.
وشهد العمل أيضًا تألق أحمد صفوت في دور "معتصم"، الذي لعب دور الداعم النفسي والعاطفي في حياة بسمة، إلى جانب أداء متميز من محمد علي رزق، سلوى محمد علي، محمود البزاوي، ومحمد أبو داوود، وغيرهم من النجوم.
نجاح إنتاجي وبصمة إخراجية لافتة
المسلسل من إنتاج شركة "سكوير ميديا" للمنتج إبراهيم حمودة، الذي أعرب في تصريحات سابقة عن سعادته بكون العمل ترك أثرًا عميقًا لدى الجمهور، وحقّق نسب مشاهدة عالية منذ حلقاته الأولى وحتى الختام. وأكد حمودة أنهم راهنوا على قصة إنسانية قوية ووجوه فنية صادقة، وهو ما حقق المعادلة الصعبة بين النجاح الجماهيري والرسالة الهادفة.
أما المخرج سعد هنداوي فقدّم بصمة إخراجية أنيقة، اعتمدت على الإيقاع المتوازن، واستخدام التصوير في أماكن طبيعية بألوان حزينة متماشية مع النبرة النفسية للعمل، مما ضاعف من وقع المشاهد في قلب المشاهد.
خلاصة التجربة.. "فات الميعاد" لم يفت على المشاهدين
من خلال حلقاته الـ30، استطاع فات الميعاد أن يثبت أن الدراما الواقعية لا تزال قادرة على إثارة اهتمام الجمهور، إذا ما كُتبت بصدق، وأُخرجت بحس فني، وأُدّيت بروح تعاطفية. فقد نجح المسلسل في تقديم قصة "بسمة" كرمز للأم المكافحة، و"مسعد" كمثال على الذكورة السامة التي يمكن أن تتحوّل بالتوبة، و"ريم" كطفلة لم تُستشر في نزاع الكبار لكنها كانت سببًا في لمّ الشمل.
وبينما يُسدل الستار على حلقات المسلسل، تظل رسالته حية في أذهان المشاهدين: أحيانًا يكون الاعتذار هو أعظم انتصار. وأحيانًا لا يكون "فات الميعاد" فعلًا... إذا امتلكنا الشجاعة للرجوع عن الخطأ.