أطلقت ساكنة دوار أولاد مريم عين بني كثير، التابع لمشيخة العناترة بجماعة سلفات في إقليم سيدي قاسم، نداء استغاثة إلى المسؤولين بغية “التدخل الفوري لإنهاء عقود من الحرمان من أبسط الحقوق الأساسية التي تتجلى أساسا في الماء الصالح للشرب والتنمية”.
وأشار سكان الدوار المذكور إلى أنه “على الرغم من التوجيهات الملكية السامية التي تؤكد على ضرورة تعزيز التزود بالماء الصالح للشرب في العالم القروي ضمن البرنامج الوطني للتزود بالماء ومياه السقي 2020-2027، إلا أن دوار أولاد مريم لا يزال يعيش واقعا مريرا في تنامي العطش والعزلة التنموية”.
وأضاف المصدر ذاته أن “بيوت دوار أولاد مريم ما تزال تفتقر إلى الربط بشبكة توزيع الماء الصالح للشرب منذ عقود، مما يضطر السكان للاعتماد بشكل كلي على شاحنات صهريجية لا تكفي لسد الحاجة، كما أن الدوار لا يتلقى سوى شاحنة واحدة في الأسبوع من المياه الصالحة للشرب، وهي في الواقع غير صالحة للشرب، وبعض كميات المياه الخاصة بالماشية من خلال شاحنة في حدود ثلاثة أيام في الأسبوع”.
وأشار النداء إلى أن “الدوار شهد إحداث ‘سقاية’ لربط الماء، لكنها لا تزال مجرد هيكل بدون صنابير، ولم يتم تشغيلها بعد، مما يزيد من إحباط السكان الذين استبشروا خيرا بإمكانية انتهاء معاناتهم التي يشترك فيها أيضا الأطفال والفتيات في رحلة البحث عن المياه”.
وأكد النداء أن “عزلة دوار أولاد مريم ليست في الماء فحسب، بل تمتد لتشمل العزلة التنموية، حيث الطريق داخل الدوار غير معبدة ولا تسمح بمرور السيارات ويتم الإستعانة بالجرار والدواب، كما الطريق الرابطة بين زكوطة ودوار أولاد مريم، وكذلك الطريق المؤدية إلى سوق السبت، ما تزال غير معبدة، مما يزيد من معاناة السكان في التنقل، ويؤثر سلبا على مسار أطفالهم وشبابهم الدراسي، ويحد من فرصهم الاقتصادية”.
ونبه السكان إلى أن “هذا الحرمان المزدوج من الماء وتطوير البنية التحتية يحرم المنطقة من إمكانيات كبيرة في الرفع من التنمية الفلاحية، حيث لا تزال الكثير من الهكتارات خارج مجال الاستفادة من مشاريع السقي والتكوين للفلاحين الصغار، التي يمكن أن تعود بالنفع على سكان الدوار والاقتصاد الوطني”.
وبادرت ساكنة دوار أولاد مريم، منذ سنة 2023، إلى “توجيه مراسلات إلى وزير التجهيز والماء، ورئيس جماعة سلفات، وعامل إقليم سيدي قاسم، ورئيس مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة، لكن معاناتهم ما تزال قائمة دون استجابة ملموسة”.
وناشدت ساكنة دوار أولاد مريم عين بني كثير “كافة الضمائر الحية”، ودعت والي جهة الرباط سلا القنيطرة إلى “التدخل العاجل من أجل الإنصاف التنموي لإنهاء هذه المعاناة، وتزويد الدوار بالماء الصالح للشرب بشكل دائم، وزيادة عدد شاحنات المياه لتلبية الحاجات اليومية للساكنة والمواشي، بالإضافة إلى الإسراع في تعبيد الطريق لفك العزلة عن الدوار وربط المنازل والمدرسة بشبكة التزويد بالماء الصالح للشرب”.