اقرأ في هذا المقال
- ربط السفن الراسية في المواني بشبكة الكهرباء يقلل انبعاثات الشحن البحري
- يتسبب الوقود الأحفوري بأكثر من 6% من انبعاثات قطاع الشحن الأوروبي
- يتعين على المواني الأوروبية إتاحة الكهرباء للسفن الراسية بحلول 2030
- إزالة الانبعاثات من قطاع الشحن البحري تسهم بجهود الحياد الكربوني
ما تزال الجهود المبذولة بوساطة سلطات المواني الأوروبية غير كافية لخفض الانبعاثات الكربونية السامة؛ ما يُعطّل أهداف الاستدامة في قطاع الشحن البحري، وفق دراسة اطّلعت على نتائجها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وحدّدت القواعد البيئية للاتحاد الأوروبي عام 2030 موعدًا نهائيًا تركّب فيه المواني البحرية البنية التحتية اللازمة لإتاحة ما يُعرَف بإمدادات الكهرباء البرية.
ولتقييم مدى الالتزام بالمستهدف المذكور، أوصت مؤسسة "ترانسبورت آند إنفيرونمنت" (Transport & Environment) غير الحكومية المعنية بشؤون البيئة، بإجراء دراسة شملت 31 ميناءً بحريًا أوروبيًا، التي خلصت إلى أن هناك تباطؤًا في ربط السفن الراسية بشبكة الكهرباء حتى في أكبر المواني بالقارة العجوز.
ويأمل السكان الذين يقطنون بالقرب من المواني أن تتمكن البنية التحتية المتصلة بالشبكة من تخفيف بعض معاناتهم الناجمة عن وجود سفن الرحلات البحرية في مدنهم، التي غالبًا ما تترك محركاتها في وضع التشغيل في المواني لتعمل وسائل الراحة على متنها، بما في ذلك الإضاءة وأجهزة التكييف الهوائي.
وأظهرت الدراسة كذلك تفاوتات كبيرة بين أنواع السفن؛ ففي حين أن 38% من وصلات إمدادات الكهرباء البرية المطلوبة لسفن الرحلات البحرية والركاب متاحة، تعاني حاويات السفن نقصًا ملحوظًا في الخدمات؛ إذ لم يجرِ تركيب أو التعاقد سوى على 11% فقط من إجمالي عدد الوصلات الـ294 اللازمة.
تخلّف المواني الأوروبية
تتلقّى جهود إزالة الانبعاثات الكربونية من معظم المواني الأوروبية ضربةً قوية نتيجة تخلفها في تركيب البنية التحتية الكهربائية على الشواطئ، واللازمة لتحول السفن من الوقود البحري مرتفع الانبعاثات إلى الكهرباء النظيفة في أثناء الرسو، وفق ما أظهرته دراسة "ترانسبورت آند إنفيرونمنت" المنشورة نتائجها اليوم الثلاثاء 15 يوليو/تموز.
وقالت الدراسة التي تحمل عنوان "موانٍ أوروبية غير متصلة: حالة البنية التحتية الكهربائية على الشاطئ" (European ports unplugged: The state of shore power infrastructure)، إنه لا يُركب أو يُشغل سوى 20% من البنية التحتية للكهرباء على الشاطئ، اللازمة في الاتحاد الأوروبي، في المواني الرئيسة.
وأضافت الدراسة: "يعني ذلك أن معظم سفن الحاويات، والسفن السياحية والعبارات، ما تزال تعمل بالوقود الأحفوري في أثناء رسوها".
وأُجريت الدراسة بوساطة شركة "دي إن في" النرويجية لإدارة المخاطر وضمان الجودة، نيابةً عن تي آند إي (T&E).
وتطالب "تي آند إي" باتخاذ تدابير أكثر طموحًا على مستوى المواني لخفض التلوث الهوائي، والانبعاثات غير الضرورية من السفن الراسية.
ويأتي ما يزيد على 6% من الانبعاثات الكربونية المنطلقة من قطاع الشحن البحري في الاتحاد الأوروبي، من السفن العاملة بمصادر الوقود الأحفوري في المواني، وفق تقديرات طالعتها منصة الطاقة الطاقة المتخصصة.
وإلى جانب غاز ثاني أكسيد الكربون، تُطلِق السفن كمياتٍ مرتفعةً من أكاسيد الكبريت (SOx)، وأكاسيد النيتروجين (NOx)، والجسيمات الدقيقة (PM)، التي تخلف تأثيرات جسيمة تدمر صحة الإنسان.

الاتفاقية الخضراء
في إطار الاتفاقية الخضراء، يتعيّن على المواني الأوروبية إتاحة الكهرباء على الشاطئ، للسفن بحلول عام 2030.
وسيتيح هذا الهدف للسفن الاتصال بشبكة الكهرباء المحلية في أثناء رسو السفن؛ ما يحل محل استعمال المحركات العاملة بالوقود الأحفوري، ويُسهم بخفض الانبعاثات الضارة.
ومع ذلك فإن تركيب وصلات كهربائية على الشاطئ اليوم 15 يوليو/تموز الجاري سيُسهم فعليًا في تحسين التلوث الهوائي في المدن الساحلية.
ومن بين المواني الـ31 التي شملتها الدراسة، لم يركب سوى 4 موانٍ أو حتى يجري التعاقد مع أكثر من نصف التوصيلات المطلوب، وفق تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتُعد مواني أنتويرب (Antwerp) ودبلن (Dublin) وغدانسك (Gdansk) ولشبونة (Lisbon) من بين المواني التي لم تستثمر بعد في أي بنية أساسية للتوصيل الكهربائي، وفقًا للدراسة المطلوبة.
إلى جانب ذلك فإن أداء مواني روتردام وبرشلونة وفالنسيا وبريمرهافن (Bremerhaven) ولوهافر (Le Havre) ضعيف كذلك من حيث جهودها المبذولة للوفاء بمتطلبات الاتحاد الأوروبي.
وتشكّل مواني "الجزيرة الخضراء" وهامبورغ حصةً كبيرةً من توصيلات إمدادات الكهرباء البرية المركبة في أوروبا.
وتُعد الجزيرة الخضراء وليفورنو (Livorno) وسفينويتشي (Świnoujście) وفاليتا (Valletta) هي المواني الوحيدة التي ركبت أو حتى تعاقدت على أكثر من نصف تركيبات أنظمة العمليات البحرية المطلوبة.

المواني تخذل المواطنين
قالت مسؤولة سياسة الشحن في شركة "ترانسبورت آند إنفيرونمنت" إينيسا أوليتشينا: "المواني تخذل المواطنين والركاب عبر السماح بالتلوث غير الضروري من السفن الراسية"، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضافت أوليتشينا: "تقنية التوصيل الكهربائي متاحة، وستُسهم بخفض آثار الشحن في التلوث الهوائي محليًا، والمناخ بين عشية وضحاها".
وتابعت: "وبالنسبة إلى قطاعات الشحن التي تستغرق الكثير من الوقت في المواني مثل السفن السياحية، سيكون التوصيل الكهربائي بمثابة تغيير في قواعد اللعبة".
ونظرًا إلى أنها تقضي وقتًا طويلًا في أثناء رسوها، تنتِج السفن السياحية انبعاثات كربونية تزيد 6 أمثال عن نظيرتها من حاويات السفن، في أثناء الرسو.
ففي عام 2023 انبعث عن السفينة السياحية آزور (Azura) المملوكة لشركة كارنيفال (Carnival)، نحو 22 ألفًا و800 طن من غاز ثاني أكسيد الكربون في المواني الأوروبية.
ولدى السفينة القدرة على حمل قرابة 3 آلاف و500 راكب.
ومن شأن إتاحة الكهرباء في المواني أن تزيل الانبعاثات الكربونية كافّة، وأن يُقلّص إجمالي انبعاثات السفن السنوية بواقع الخُمسْ.
وتطالب "تي أند إي" الاتحاد الأوروبي بتقديم موعد تطبق شروط الكهرباء حال السفن السياحية إلى عام 2028، وضمان إمكان حصول المواني على ائتمانات الكهرباء النظيفة عند توصيل السفن بالشبكة.
كما تطالب "تي أند إي" بتخصيص مزيد من التمويل المقدم بوساطة الاتحاد الأوروبي إلى عمليات كهربة المواني وتوسيع القواعد، بهدف تغطية جميع السفن الملوثة للبيئة، وليس فقط حاويات الركاب والسفن الأكبر حجمًا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1.فشل ربط السفن الراسية في المواني بشبكة الكهرباء يزيد الانبعاثات الكربونية من موقع "تي آند إي" الرسمي.
2. القواعد البيئية للاتحاد الأوروبي من رويترز.