أكد الدكتور سهيل دياب، أستاذ العلوم السياسية أن كل التهديدات الإسرائيلية الخاصة بتوسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة غير مبنية على أمور واقعية.
وقال دياب في مداخلة مع قناة "القاهرة الإخبارية": "كل التهديدات التي تتحدث عن نية إسرائيل توسيع عمليتها العسكرية لا تستند إلى أرضية واقعية هنالك سببان لذلك أولًا، إذا تأملنا تصريحات يائير زامير رئيس الأركان الإسرائيلي صباح اليوم، نراه يعلن بوضوح عن نيته تسريح 30% من جنود الاحتياط لأنهم تعبوا ويحتاجون إلى الراحة".
وأضاف: "ثانيًا، زامير أبدى قلقه مما يُسمى بالمدينة الإنسانية، وأن الجيش الإسرائيلي يرفضها لأنها فشلت فشلًا ذريعًا وثالثًا، أعلن عن انتهاء عملية عربات جدعون، ولا شيء متاح أمامهم سوى خيارين إما التوجه إلى صفقة وتغيير تموضع الجيش بما يتوافق مع مطالب حماس، أو الذهاب نحو احتلال قطاع غزة لفترة طويلة".
وتابع: "علينا أن نعي أن احتلال غزة سيعني حتمًا عدم عودة أي أسير إسرائيلي حيًا ولذلك، ما يجري الآن هو أشبه بالأنفاس الأخيرة للجيش الإسرائيلي، بسبب عجزه عن الصمود أمام طول أمد الحرب، وعجزه عن القضاء على بنية حماس الأنفاقية".
وواصل: "نتنياهو سيختار التوجه نحو صفقة فجميع الخيارات الأخرى أمامه أكثر كلفة وتعقيدًا من الوضع الحالي، خصوصًا أنه مقبل على معركة انتخابية ويحاول استعادة جزء من شعبيته ولن يتمكن من ذلك إلا بإعادة الأسرى الإسرائيليين أحياء من غزة حتى لو نجح في ذلك، ليس مضمونًا أن يعيده الشارع الإسرائيلي إلى السلطة، لكنه يعلم أن لا بديل أمامه سوى هذه الصفقة".
وذكر: "نتنياهو يريد إنجاز هذه الصفقة بناءً على شرطين الأول، ألا تتم قبل انتهاء دورة الكنيست الحالية، أي حتى السابع والعشرين من هذا الشهر، حتى لا تتزعزع حكومته قبل العطلة الصيفية، ما يمنحه ثلاثة أشهر لترتيب أوراقه الداخلية.
واختتم: "الشرط الثاني، ألا تكون الانتخابات المقبلة قائمة على ثلاث قضايا كبرى المسؤولية عن 7 أكتوبر، وقانون تجنيد الحريديم، والتنازل عن أهداف الحرب، وعلى رأسها القضاء على حماس لذلك، يسعى لفرض هدنة دون إنهاء الحرب رسميًا، ليؤجل الحسم حتى الانتخابات المبكرة، ويقدم نفسه باعتباره أنهى الحرب استجابةً لرغبة المجتمع الإسرائيلي، وليس تنازلًا".