الفاتيكان ., في لفتة إنسانية تعبّر عن عمق التضامن الروحي، أعرب البابا ليو الرابع عشر، اليوم السبت، عن تعازيه الحارة وتضامنه مع أسر الضحايا والمتضررين من فاجعة الحريق التي اندلعت مؤخرًا في أحد مراكز التسوق في مدينة الكوت، مركز محافظة واسط العراقية.
جاء ذلك في برقية رسمية أكّد فيها البابا أن قلبه مع العراقيين، خاصة أولئك الذين فقدوا أحبّاءهم أو تضرروا من الحادث الأليم.

بابا الفاتيكان يعلن تضامنه الروحي ورسالة عزاء مؤثرة
في البرقية التي تداولتها وسائل الإعلام، قال البابا ليو الرابع عشر إنه “يوجّه تضامنه الروحي العميق لكل من يعاني من آثار هذا الحريق”، معربًا عن “حزنه العميق لما خلفته هذه الفاجعة من ضحايا ومصابين”.
وأضاف البابا: “أتقرب بشكل خاص من الجرحى، ومن العائلات التي فجعت بفقدان أحبائها، وأصلي من أجل راحة أنفس الضحايا وسلامهم الأبدي، ومن أجل أن يمنح الله القوة والسكينة لكل من يعيش ألم هذا المصاب.”
وتُعد هذه الرسالة من البابا تعبيرًا نادرًا عن التضامن المباشر مع حادث محلي في العراق، وتعكس حرص الفاتيكان على متابعة التطورات الإنسانية في مناطق الصراعات والكوارث، وتقديم الدعم المعنوي والروحي لها.

فاجعة الكوت: حريق مأساوي يخلّف خسائر بشرية فادحة
وكانت مدينة الكوت العراقية قد شهدت حادثًا مأساويًا قبل أيام، تمثل في اندلاع حريق ضخم في أحد مراكز التسوق الكبرى، مما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا والمصابين، بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى خسائر مادية جسيمة.
وأفادت التقارير الأولية بأن الحريق اندلع نتيجة خلل كهربائي أو تماس حراري، إلا أن التحقيقات لا تزال جارية للوقوف على الأسباب الدقيقة وراء هذه الكارثة، وسط مطالب شعبية بمحاسبة المقصرين وتشديد إجراءات السلامة العامة.
وتحولت الحادثة إلى قضية رأي عام في العراق، ودفعت بعدد من الشخصيات الدينية والسياسية إلى التعبير عن مواساتهم لأسر الضحايا، كما أُعلنت حالة الحداد الرسمي في المدينة وجرى تنظيم جنازات جماعية للمفقودين.

الفاتيكان والعراق: علاقات روحية تتجاوز الحدود
تأتي هذه البرقية في سياق علاقات إنسانية وروحية متينة تجمع الفاتيكان والعراق، لا سيما بعد الزيارة التاريخية التي قام بها البابا فرنسيس للعراق عام 2021، والتي مثلت منعطفًا في العلاقات بين الكرسي الرسولي والعراقيين، وأكدت على أهمية الحوار بين الأديان وتعزيز التعايش السلمي.
وبتقديم العزاء في فاجعة الكوت، يواصل البابا ليو الرابع عشر نهج أسلافه في الوقوف إلى جانب الشعوب المتألمة، وإيصال رسالة بأن الكنيسة الكاثوليكية تضع القضايا الإنسانية فوق كل اعتبار، ولا تتخلى عن من هم في محنة أو كرب.
وفي الختام، تبقى رسالة البابا بمثابة بلسم روحي لأسر الضحايا، تؤكد أن العالم بأسره يتضامن مع العراق، ويدعو للسلام والأمان في ربوعه بعد سنوات من المآسي المتواصلة.