قادت شركة جنرال موتورز توجهًا جديدًا مثيرًا للجدل، بنسف خطط تجميع السيارات الكهربائية في مصنعها الرئيس بولاية ميشيغان الأميركية.
وعدّلت الشركة خطة عمل مصنع "أوريون"، لتتحوّل من تجميع السيارات الكهربائية إلى التركيز على الشاحنات العاملة بالبنزين، في ضربة جديدة تتلقّاها مستهدفات الطاقة النظيفة.
وأرجعت الشركة قرارها إلى توزانات السوق، وتزايُد الطلب على المركبات العاملة بالبنزين؛ ما يعكس حجم الصعوبات والتحديات التي تواجهها الصناعة.
وكانت الشركة قد تعهدت -عام 2021- بالتحول الكامل إلى السيارات الكهربائية بحلول عام 2035، غير أنها أعلنت منذ عامين تقليص إنتاجها من الوحدات العاملة بالبطاريات، لانخفاض الطلب.
مصنع أوريون
شكّل مصنع أوريون -حتى وقت قريب- انعكاسًا لطموحات جنرال موتورز المستقبلية للسيارات الكهربائية، لكن يبدو أن هذه الرؤية على وشك التغيير.
وقررت الشركة تخصيص المصنع لتجميع الشاحنات العاملة بالبنزين، التي تشهد طلبًا متزايدًا، رغم أن المنشأة ظلّت لسنوات موطنًا لسيارات الدفع الرباعي والسيدان.
وقالت المحللة بقطاع السيارات "سارة كلاين"، إنّ تحوُّل خطط مصنع أوريون يُعدّ تماشيًا مع الواقع، وليس تراجعًا عن تبنّي أهداف السيارات الكهربائية.

وأضافت أن الشاحنات تحتلّ مساحة مهمة ورئيسة من السوق الأميركية، بحسب ما نقله عنها موقع أوتو سبايس.
ومن زاوية أخرى، أثار القرار حفيظة عدد من عمّال المصنع، ممّن انخرطوا على مدار سنوات في تجميع السيارات الكهربائية، وضبط بطارياتها.
وقالت العاملة في مصنع أوريون "ماريا ديلغاردو"، إن السوق اختارت خطط الشركة بعيدًا عن طموحات المستقبل، في حين لفتت ناشطة محلية إلى أن القرار يبتعد عن أهداف مكافحة تغير المناخ.
وفي رأي مقابل، أوضح الفني السابق في البلدة المحيطة بالمصنع أن الشاحنات العاملة بالبنزين تضمن استمرار عمل "أوريون"، خاصة أن السيارات الكهربائية تمثّل "مخاطرة".
سوق السيارات الكهربائية
يبدو أنّ تغيُّر سياسة المصنع -الممتد على مساحة 4.1 مليون قدم مربعة- قد تأثَّر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ببيانات مبيعات السيارات الكهربائية المستقرة عند مستوى 7% من إجمالي السوق، حسب تقديرات الصناعة.
ومقابل ذلك، ارتفعت نسبة مبيعات بعض شاحنات جنرال موتورز العاملة بالبنزين بنسبة 12% العام الماضي 2024، ومن بينها: شاحنة "سيلفرادو" التابعة للعلامة التجارية الفرعية شيفروليه، وشاحنة "سييرا" التابعة للعلامة التجارية "جي إم سي".
وحدّد محللون مشكلات السيارات الكهربائية في 3 نقاط:
- تباطؤ نشر البنية التحتية للشحن.
- ارتفاع تكلفة السيارات الكهربائية.
- اعتياد المستهلك على التعامل مع سيارات محرك الاحتراق الداخلي.

ودافعت الرئيسة التنفيذية للشركة "ماري بارا" عن قرار تحوُّل المصنع، واصفةً ذلك بأنه تماشيًا مع رغبة المستهلكين.
وأضافت أن مصنع أوريون سيعزز محفظة الشركة من الشاحنات ويحافظ على فرص العمل ويرضى المساهمين، لكن هذا لا يعني التوقف عن الاستثمار في السيارات الكهربائية بمواقع أخرى.
وتتضمن خطط الشركة إنتاج الشاحنات "شيفروليه سيلفرادو، وجي إم سي سييرا" مطلع عام 2027، في مصنع أوريون، ويضاف إليهما لاحقًا شاحنات أخرى لتلبية الطلب، حسب موقع سي إن بي سي.
وجاء ذلك بعدما أعلنت الشركة -في يونيو/حزيران الماضي- ضخ 4 مليارات دولار للاستثمار في مرافقها الأميركية.
وتلقّت الشركة دعمًا حكوميًا بقيمة 480 مليون دولار، في إطار توسعة مواقع تصنيع السيارات الكهربائية، طبقًا لموقع "سي بي تي نيوز".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر: