بالبلدي: في عمق إرث "فيرساتشي".. من الأزياء الجريئة إلى التصاميم الأيقونية

belbalady.net دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- من تصاميم البوندج إلى الفساتين المزينة بدبابيس الأمان، يشتهر جياني فيرساتشي بتقديمه فساتين جريئة أصبحت رمزًا لإرثه في عالم الموضة. لكن المصمم الإيطالي الراحل قدّم أيضًا قمصان حريرية مميزة في التسعينيات.

وكان النجم إلتون جون يملك منها قطعة لكل تصميم، إذ قال عنها: "كانت أعمالًا فنية، لم أرتدِ نصفها، بل كنت أعلقها كأنها معرض فني".

الآن، تحظى هذه القمصان باهتمام خاص، إذ تُعرض ضمن أكبر معرض استعادي لفيرساتشي في المملكة المتحدة، ويشمل أكثر من 450 قطعة من الملابس، والإكسسوارات، والرسومات، والصور. 

يُنظم المعرض في Arches London Bridge  في لندن، ويستمر حتى آذار/مارس 2026، ويضم إطلالات ارتدتها شخصيات مشهورة مثل الأميرة ديانا، وإلتون جون، وكيت موس، ونعومي كامبل.

أسّس فيرساتشي علامته في عام 1978، وغيّر شكل الموضة في الثمانينيات والتسعينيات بتصاميمه الفاخرة والجريئة، ولا يزال تأثيره واضحًا حتى اليوم.

في رسالة عبر البريد الإلكتروني إلى CNN، استعاد عارض الأزياء الهولندي السويدي ماركوس شينكنبرغ ذكرى أول قطعة امتلكها من تصاميم فيرساتشي، وكانت قميصًا حريريًا ملوّنًا بالأخضر والأصفر، إذ قال: "كان من قمصاني المفضّلة".

وكان شينكنبرغ، قد لمع اسمه في أواخر الثمانينيات، ويُعدّ من أوائل عارضي الأزياء الرجال الذين وصلوا إلى مستوى النجومية، حيث تعرّف إلى جياني فيرساتشي خلال تجربة أداء عام 1990. 

بعد ثلاث سنوات فقط، أصبح وجه حملة الأزياء الراقية للدار إلى جانب عارضة الأزياء ستيفاني سيمور.

 يعكس القميص الحريري حب فيرساتشي للتصاميم الفاخرة، حيث الكثير منها مزينة بطبعة باروكو الشهيرة. 

يتواجد في المعرض جدار أسود مليء بهذه القمصان. وقالت القيمّة على المعرض، ساسكيا لوبنوف، إن هذا الجدار هو بمثابة تكريم لفيرساتشي، وإلتون جون، وصداقتهما، ولندن.

منذ عام 2017، درست لوبنوف وزميلها كارل فون دير اهي أعمال فيرساتشي وجمعوا مجموعة كبيرة من القطع من جامعين قدامى. عرضوا هذه المجموعة بمتاحف في أوروبا، بدءًا من برلين في 2018، وآخرها في إسبانيا.

يُعتبر المعرض الأخير في لندن مميز جدًا، إذ يضم 50 قطعة أكثر مقارنة بالمعرض في إسبانيا، ما يُبرز العلاقة القوية بين فيرساتشي ولندن، حيث عرض أعماله في متحف V&A في عام 1985 عندما كانت علامته التجارية لا تزال جديدة. 

وكان فيرساتشي محاطًا بأشخاص مشهورين يعيشون في لندن مثل إلتون جون وجورج مايكل، ومحررات الموضة آنا وينتور وسوزي مينكس، بالإضافة إلى عارضتي الأزياء نعومي كامبل، وكيت موس، والأميرة ديانا. 

وأوضح المنسق كارل فون دير اهي: "لندن كان لها تأثير كبير عليه، وكانت جسرًا له للانتقال إلى الولايات المتحدة."

جاء المعرض في الوقت المناسب، بعدما أعلنت دوناتيلا فيرساتشي، شقيقة جياني، أنها ستتخلى عن منصب المدير الإبداعي للدار بعد أن قادته منذ وفاة جياني في عام 1997. 

يُعتبر خلفها الآن داريو فيتالي من خارج العائلة، وهذا يمثل بداية جديدة لفيرساتشي.

تحدث ماركوس شينكنبرغ عن عمله مع جياني في التسعينيات، إذ قال: "كان لطيفًا جدًا ومن أشهر المصممين وقتها، وكان الجميع يرغب في العمل معه لأنه يمكن أن يطور مسيرتك المهنية."

يتوفر في المعرض كتاب "رجال بدون ربطة عنق" الذي شارك شينكنبرغ في تقديمه وكتبه جياني في عام 1994، وكذلك عدد يناير/كانون الثاني 1990 من مجلة British Vogue الذي ظهرت فيه نخبة من عارضات الأزياء المشهورات مثل نعومي كامبل، وسيندي كروفورد، واللواتي قدمن عرضًا مع موسيقى المغني الإنجليزي جورج مايكل في عام 1991.

كان يتمتع فيرساتشي بدور كبير في ربط الموضة بالمشاهير، وهو شيء طبيعي اليوم لكنه كان جديدًا في زمانه. 

وقالت لوبنوف: "إلتون جون كان بمثابة لوحة إعلاناته، كان يرتدي فيرساتشي في الشارع وعلى المسرح،  كان دائمًا يروّج له."

واتفق شينكنبرغ مع ذلك قائلاً: "فيرساتشي كان من أوائل المصممين الذين دمجوا الموضة مع ثقافة البوب. بهذا الشكل، جعل الموضة تبدو فاخرة وقريبة من الناس وحيوية، خصوصًا مع مشاهير مثل مادونا، برينس، توباك شاكور، ديمي مور، وبالطبع جميع عارضات الأزياء."

يركز المعرض على مجموعات فيرساتشي من ربيع وصيف 1988 حتى خريف وشتاء 1997، مرتبة بحسب الزمن. 

قالت لوبنوف: "فيرساتشي كان يغير كثيرًا من مجموعة لأخرى، لكن كان هناك شيء مشترك بينها. كان يمكنه مزج الألوان والأنماط بطريقة تجعل الناس يظهرون بأناقة. أخذ هذه الفكرة من ثقافته، ووالدته، ومحل الخياطة، ودمجها مع أزياء الشارع، مثل استخدام الجينز على منصات الأزياء الفاخرة."

كان فيرساتشي يعرف جيدًا التأثيرات على تصميماته، إذ قال: "هناك فيرساتشي محافظ، وهناك فيرساتشي مجنون، وهناك فيرساتشي مسرحي... لم أقرر بعد أي واحد أريد أن أكون."