تحت شعار “التعاون الثقافي والاقتصادي جنوب-جنوب ورهانات التنمية”، تستعد مدينة آسا الزاك لاحتضان النسخة الثانية من المهرجان الوطني للصحراء، خلال الفترة الممتدة من 25 إلى 29 يوليوز الجاري.
وأفاد بلاغ صحافي توصلت به هسبريس بأن هذا الحدث الثقافي يأتي في سياق اعتراف وطني متجدد بأهمية آسا الزاك كمركز ثقافي وفضاء إشعاع للتراث الصحراوي المغربي، عقب إعلان المنتدى الوطني لحقوق الشباب عن اختيار المدينة عاصمة للثقافة لسنة 2025.
ويراهن هذا المهرجان، وفق الجهة المنظمة، على الثقافة كمدخل أساسي للتنمية، لتعزيز موقع آسا الزاك كجسر للتلاقي الحضاري بين مكونات الهوية المغربية؛ من خلال ما تزخر به من تقاطعات بين الثقافة الحسانية ذات الامتداد الصحراوي العميق، والثقافة الأمازيغية التي تشكل عنصرا أصيلا في البناء الوطني.
وأورد المصدر ذاته أن هذا التنوع يمثل نموذجا راقيا للتعايش والتكامل ينعكس في الشعر والموسيقى والرقصات الفلكلورية، وفي الصناعات التقليدية المحلية التي تحفظ الذاكرة الجماعية للمنطقة.
كما يعرف المهرجان تنظيم مناظرة وطنية حول النموذج التنموي بالأقاليم الجنوبية، في ارتباط مباشر مع البرنامج الملكي التنموي الذي أطلقه الملك محمد السادس سنة 2015، بهدف جعل الصحراء المغربية قطبا تنمويا متكاملا.
ويشهد الحدث أيضا تنظيم معرض وطني للصناعة التقليدية، بمشاركة تعاونيات وحرفيين من مختلف جهات المملكة؛ إلى جانب تنظيم سهرات فنية ولقاءات فكرية بمشاركة فنانين ومفكرين من المغرب ودول عربية وإفريقية، تسلط الضوء على التنوع الثقافي المشترك وتناقش سبل توظيف الثقافة كأداة استراتيجية للتنمية وتعزيز التقارب بين الشعوب.
ويحمل المهرجان بعدا دوليا من خلال مشاركة وفود إفريقية وعربية؛ ما يعزز دور المغرب كفاعل إقليمي في التعاون جنوب-جنوب، ويكرس موقع آسا الزاك كبوابة للتبادل الثقافي والاقتصادي القاري، في انسجام مع التوجهات الكبرى للسياسة الإفريقية للمملكة.
يشار إلى أن هذا الحدث حظي بدعم عدد من الشركاء المؤسسيين من قبيل وزارة الشباب والثقافة والتواصل ووزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني والمكتب المغربي لحقوق المؤلف، إلى جانب عمالة إقليم آسا الزاك ومجلس جهة كلميم وادنون والمجلس الإقليمي لآسا الزاك وغرفة الصناعة التقليدية وجماعة آسا، فضلا عن مؤسسات عمومية وخاصة أخرى.
ويراهن المنظمون على هذه الدورة للإسهام في تثمين مؤهلات آسا الزاك والارتقاء بها كوجهة ثقافية وسياحية وتنموية، تجسد تنوع الهوية المغربية، وتُبرز قدرة الثقافة على لعب أدوار محورية في بناء الجسور وتعزيز التعاون والتبادل بين الدول والشعوب.
