أخبار عاجلة

"رحيل سلمى" يحيي النقاش حول التخلص من السمنة بالتدخلات الجراحية

"رحيل سلمى" يحيي النقاش حول التخلص من السمنة بالتدخلات الجراحية
"رحيل سلمى" يحيي النقاش حول التخلص من السمنة بالتدخلات الجراحية

يلجأ عدد من الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة إلى الخضوع لعمليات جراحية على مستوى الجهاز الهضمي بهدف إنقاص الوزن؛ وفي مقدمتها عمليتا التكميم وتغيير المسار، باعتبارهما من الحلول السريعة للحد من المضاعفات الصحية المرتبطة بزيادة الوزن.

ورغم ما تحققه هذه العمليات من نتائج إيجابية في بعض الحالات، فإنها لا تخلو من مخاطر قد تصل إلى تهديد الحياة، كما أعادت التذكير بذلك وفاة مؤثرة مغربية تُدعى سلمى، بعد خضوعها لعملية “تغيير المسار” بإحدى المصحات خارج المغرب.

وأعادت وفاة “المؤثرة سلمى” إلى الواجهة النقاشَ حول المخاطر الصحية المحتملة للجوء البُدناء إلى التدخل الجراحي لإنقاص أوزانهم؛ فيما أثيرت تساؤلات عن البدائل الآمنة والطرق الفعّالة التي تحقق النتائج المرجوة دون الإضرار بالصحة.

التكميم وتغيير المسار

بخصوص الفعالية في إنقاص الوزن، أشارت دراسات، مثل ما نُشر في مجلة The New England Journal of Medicine، إلى أن عملية تحويل المسار تؤدي غالبًا إلى إنقاص وزن أكبر مقارنة بعملية التكميم على مدى سنتين إلى خمس سنوات بعد الجراحة. كما أن عملية التكميم فعالة أيضًا؛ لكنها قد تكون أقل تأثيرًا في خفض الوزن على المدى الطويل.

وأظهرت أبحاث أخرى، مثل دراسة منشورة فيAnnals of Surgery، أن “العمليتين تساعدان على تحسين أو حتى شفاء بعض الأمراض مثل داء السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، وتوقف التنفس أثناء النوم؛ لكن تحويل المسار يظهر نتائج أفضل في حالات السكري المزمن”.

وبخصوص المضاعفات والمخاطر، أفادت مراجعة منهجية نُشرت في JAMA Surgery بأن “تحويل المسار يرتبط بنسبة أعلى من المضاعفات الجراحية، مثل التسريبات المعوية ونقص الفيتامينات على المدى الطويل. وتعدّ عملية التكميم أبسط تقنيًا ولها نسبة مضاعفات أقل؛ لكنها قد تؤدي إلى الارتجاع المعدي المريئي بشكل أكبر من تحويل المسار”.

مخاطر الجراحة

هيام اليوسفي، أخصائية في الحمية والتغذية، قالت إن “إنقاص الوزن عبر الجراحة يُعدّ وسيلة فعّالة لفقدان الكيلوغرامات بسرعة، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة أو ممن جرّبوا أنظمة غذائية متعددة دون نجاح؛ غير أن هذا النوع من العمليات لا يخلو من المخاطر”.

وأضافت اليوسفي، في تصريح لجريدة هسبريس، أنه “من أبرز هذه المخاطر اضطراب امتصاص بعض الفيتامينات والأملاح المعدنية، مثل فيتامين “ب12″، والحديد، والكالسيوم، والسيلينيوم؛ مما قد يؤدي إلى نقص حاد في مستوياتها داخل الجسم”.

وأوضحت الأخصائية في الحمية والتغذية أن “هذا النوع من التدخلات الجراحية قد تتسبب في عدد من الحالات في الإصابة بحرقة مزمنة على مستوى المعدة، ومشاكل على مستوى الجهاز الهضمي، كصعوبة الهضم، والانتفاخ، والشعور بثقل في المعدة، وقد يصل الأمر إلى الغثيان”.

وأكدت المتحدثة عينها أن إجراء عمليات جراحية من قبيل تكميم المعدة أو تغيير المسار قد يؤدي إلى نقص المعادن في الجسم؛ وهو ما يُبرز مضاعفات متقدّمة من حيث الخطيرة، مثل فقر الدم أو هشاشة العظام، إلى جانب احتمال تشكّل الحصى في المرارة”.

وقالت اليوسفي إن “أفضل الطرق الآمنة لمحاربة السمنة هي اتباع نظام غذائي صحي تحت إشراف أخصائي تغذية، إلى جانب ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحرص على نوم متواصل لمدة 8 ساعات ليلاً، بهدف الحفاظ على التوازن الصحي دون تعريض الجسم لمخاطر إضافية”.

حلول بديلة

محمد أدهشور، أخصائي في التغذية العلاجية والسريرية، قال إن “تقنيات إنقاص الوزن بالجراحة تشمل تقليص حجم المعدة وتحويل مسار الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى الحلقات والبالونات التي تقلل من كمية الطعام المتناولة عبر تحفيز الشعور السريع بالشبع”.

وأضاف أدهشور، في تصريح لهسبريس، أن “قص المعدة (التكميم) يعطي نتائج جيدة، بينما تحويل المسار أكثر تعقيدًا؛ لكنه فعال، وتقنية الحلقة أو الخاتم تقدم نتائج لكنها تحمل مضاعفات صحية كثيرة”، مشيرا إلى أن “هذه العمليات لا تناسب الجميع، ويجب أن يقرر الطبيب المختص بناءً على مؤشرات مثل مؤشر كتلة الجسم، الأمراض المزمنة، وتجارب فاشلة سابقة في الحميات الغذائية”.

وحذر الأخصائي في التغذية العلاجية والسريرية من أن “القيام بالعمليات دون تقييم طبي دقيق وخضوع المريض لشروط محددة يعرضه لمضاعفات خطيرة قد تصل إلى الوفاة؛ فالعملية تدخل جراحي يتطلب تخديرًا كليًا ومتابعة مستمرة”.

وفي هذا الصدد، شدد المتحدث ذاته على أن “المتابعة بعد العملية ضرورية داخل بلد المريض؛ لأن إجراء العملية في الخارج دون رعاية طبية دقيقة يعرض المرضى لمخاطر صحية، والتواصل عبر الإنترنت لا يغني عن الرعاية المباشرة”.

وبخصوص الحلول الصحية البديلة قبل اللجوء للجراحة، نصح الأخصائي في التغذية العلاجية والسريرية بـ”اللجوء أولًا إلى اتباع حميات غذائية متوازنة بإشراف اختصاصيين معتمدين، مع ممارسة الرياضة المنتظمة؛ لأن هذه الطرق أكثر أمانًا وفعالية على المدى الطويل”، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن “الحميات القاسية التي يتم الترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي قد تسبب زيادة الوزن مجددًا، وتدفع الناس إلى اللجوء الخاطئ إلى العمليات الجراحية”.

وختم أدهشور توضيحاته بالتأكيد على أن “الالتزام بالنظام الغذائي الصحي، والنشاط البدني المستمر، والمتابعة الطبية الدقيقة، هي الطريق الأفضل للوصول إلى وزن صحي، مع تجنب مخاطر العمليات إلا في الحالات التي يراها الطبيب ضرورية”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق ريبيرو يقود ثورة كروية في الأهلي.. إعادة هيكلة شاملة قبل انطلاق الموسم الجديد
التالى تحرير 22 ألف قضية تسول خلال شهر