أخبار عاجلة

7 خبراء لـ"الطاقة": ندوة أوبك الدولية تكشف 3 حقائق مهمة

7 خبراء لـ"الطاقة": ندوة أوبك الدولية تكشف 3 حقائق مهمة
7 خبراء لـ"الطاقة": ندوة أوبك الدولية تكشف 3 حقائق مهمة

اقرأ في هذا المقال

  • ندوة أوبك الدولية التاسعة قدّمت رسائل قوية حول سياسة الطاقة المستقبلية
  • استمرار النفط في مزيج الطاقة مع وجود توقعات بنمو عالمي متزايد
  • معالجة مشكلة فقر الطاقة تُعدّ من أبرز القضايا التي تناولتها ندوة أوبك الدولية التاسعة
  • تسليط الضوء على ارتفاع الطلب على الكهرباء ودور الذكاء الاصطناعي في ذلك

نجحت ندوة أوبك الدولية التاسعة في استقطاب عدد كبير من المشاركين على مدار يومين في العاصمة النمساوية فيينا، لمناقشة قضايا حيوية في قطاع الطاقة، الذي يتأثر بالتداعيات الجيوسياسية والاقتصادية الأخيرة.

واستقبلت ندوة أوبك الدولية، يومَي 9 و10 يوليو/تموز 2025، نحو 23 وزيرًا ومسؤولًا حكوميًا، و35 قائدًا من شركات ومؤسسات وطنية ودولية، و12 رئيسًا لمنظمات دولية.

وإجمالًا، تحدّث 71 متحدثًا و7 مُديرين في 3 جلسات وزارية و7 جلسات مائدة مستديرة رفيعة المستوى، كما استقبلت المنظمة أكثر من 1000 مشارك، مع 24 شريكًا إعلاميًا.

وقد انعكس نجاح ندوة أوبك الدولية في موضوعها الهادف، "رسم المسارات معًا: مستقبل الطاقة العالمية"؛ إذ قدّمت الندوة رسائل قوية حول سياسة الطاقة المستقبلية، لاقت صدى واسعًا في جميع الجلسات.

وأكد الأمين العام لأوبك هيثم الغيص التزام المنظمة بتوفير الطاقة "للجميع" بكلّ مصادرها وتقنياتها دون استثناء أو تمييز؛ إذ تؤمن المنظمة بأنه لا يوجد حل واحد يناسب الجميع.

وفي هذا الصدد، استطّلعت منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) آراء نخبة من الخبراء حول القضايا الرئيسة التي طرحتها ندوة أوبك الدولية التاسعة، وأهم النقاط المستفادة منها.

النفط عنصر أساس في مزيج الطاقة

تطرقت ندوة أوبك الدولية إلى عدّة حقائق رئيسة، في مقدّمتها أن النفط سيظل عنصرًا أساسيًا بمزيج الطاقة في المستقبل المنظور.

وهو ما أكدته الخبيرة الإستراتيجية في قطاع النفط والغاز، كريستين غيريرو، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة، إذ أشارت إلى أنه لا يوجد ما يُطلق عليه "تحول الطاقة"، بل "توسُّع الطاقة".

وأضافت غيريرو أن النفط والغاز يُشكّلان مجتمعين نحو 54% من مزيج الطاقة اليوم، ومن المتوقع أن يظلّا أكبر حصة من مزيج الطاقة في عام 2050، بعد أن زاد نموهما بالتناسب مع النمو العالمي.

الخبيرة الإستراتيجية في قطاع النفط والغاز، كريستين غيريرو

وشاركها الرأي المستشار والخبير بمجال الطاقة في سلطنة عمان، المدير العام للتسويق بوزارة الطاقة والمعادن العمانية -سابقًا- علي بن عبدالله الريامي، الذي تطرَّق إلى التركيز على استمرار دور النفط في مزيج النفط العالمي.

وقال الريامي، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة، إن هناك جهات تحاول أن تقلل من أهمية النفط في مزيج الطاقة، إذ تحاول هذه الجهات أن تبني صورة بأن الطاقة الأحفورية هي طاقة مضرّة بالبيئة، وأن العالم بحاجة إلى تطوير أساليب إنتاج الطاقة النظيفة والخضراء.

وعلى الرغم من أن الاستثمار في الطاقة النظيفة استقطب العديد من الشركات، فإن ندوة أوبك الدولية شددت على أن النفط سيظل عنصرًا أساسيًا في مزيج الطاقة حتى عام 2050.

وأشار الريامي إلى ضرورة تعزيز مرونة أنظمة الطاقة؛ إذ يتعين بناء المزيد من البنية التحتية المرنة القادرة على تلبية الطلب المتزايد على الطاقة في الوقت الحالي والمستقبل، ويُعدّ التعاون الدولي أمرًا ضروريًا في هذا الصدد، للتغلب على الأزمات الجيوسياسية الأخيرة، وتعزيز مرونة أنظمة الطاقة.

المستشار والخبير بمجال الطاقة في سلطنة عمان، المدير العام للتسويق بوزارة الطاقة والمعادن العمانية -سابقًا - علي بن عبدالله الريامي

كما أوضحت مؤسِّسة مركز "فاندا إنسايتس" المعني بأسواق الطاقة، فاندانا هاري، أنه ستكون هناك حاجة إلى النفط والغاز وجميع أشكال الطاقة في العقود المقبلة؛ وهذا هو المقصود بـ"جميع المسارات" التي دعا إليها موضوع ندوة أوبك الدولية.

وقالت هاري، في تصريحاتها إلى منصة الطاقة المتخصصة، إنه يجب أن تراعي كل دولة في تطوير مزيجها الأساس من الطاقة اعتبارات أمن الإمدادات والقدرة على تحمُّل التكاليف وإمكان الوصول إليها.

وأكد رئيس تحرير منصة "بتروليوم إيكونوميست" بول هيكن، أيضًا، أن الثقة بالحديث عن أن لكلّ دولة مسارها الخاص في مجال الطاقة قد تزايدت في ندوة أوبك الدولية التاسعة، إذ لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع.

وذكر هيكن أن أوبك قد رسّخت مكانتها بوصفها منسّقًا ومتعاونًا رئيسًا يجمع بين المنتجين والمستهلكين ورؤساء مؤتمر المناخ (COP) المتعاقبين وغيرهم من الجهات الفاعلة الرئيسة وأصحاب المصلحة.

وأثبتت أوبك جدارتها بوصفها صوتًا براغماتيًا ناضجًا في قطاع الطاقة، وسط فوضى عارمة وسياسات استغلالية على مستوى العالم، بحسب ما صرّح به هيكن إلى منصة الطاقة المتخصصة.

ذروة الطلب على النفط "هراء وخيال"

في السياق ذاته، أكد رئيس شركة رابيدان إنرجي لاستشارات الطاقة، بوب ماكنالي، أن بلوغ ذروة الطلب على النفط ما يزال ضربًا من الخيال على المدى المتوسط.

وأشار ماكنالي إلى أن توقعات الطلب على النفط تبدو أقوى مع تحوّل سياسات المناخ إلى أضعف مما كان مُعلنًا في البداية، كما كشف تقرير توقعات النفط العالمية الذي أصدرته منظمة أوبك.

وأضاف -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن سوق النفط الحالية تعاني من شح الإمدادات أكثر مما توقّعه الكثيرون؛ وحتى الآن، كان تحالف أوبك+ مُحقًا في قراره بتسريع عودة إنتاج النفط.

رئيس شركة رابيدان إنرجي لاستشارات الطاقة، بوب ماكنالي

وشاركه الرأي رئيس تحرير منصة "بتروليوم إيكونوميست" بول هيكن، الذي شدد على الدور الدائم للهيدروكربونات في مزيج الطاقة، والدور الطويل المدى للنفط والغاز.

وقال هيكن -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة-: "اللافت للنظر هذه المرة هو عدم تخفيض توقعات الطلب على النفط بحلول عام 2050، كما حدث في السنوات السابقة".

وأضاف: "تؤمن المنظمة إيمانًا راسخًا بأن مفهوم ذروة النفط ليس مجرد هراء فحسب، بل هو أيضًا غير مُجدٍ.. بل في الواقع سامٌّ لتلبية الطلب على الطاقة، والتنمية الاقتصادية طويلة الأجل، وخفض الانبعاثات".

ومن الملاحظ أنه كان للمتحدثين نظرة إيجابية للغاية حول نمو الطلب على النفط في العام الجاري (2025)، بحسب ما أكده محلل السلع في بنك يو بي إس السويسري، جيوفاني ستانوفو.

وأوضح أن تقرير توقعات أوبك طويلة الأجل أظهر نموًا قويًا في الطلب على الطاقة على مدى السنوات الـ25 المقبلة، مدفوعًا بالنمو السكاني والاقتصادي، ومراكز البيانات، ما يتطلب من جميع مصادر الطاقة تغطية الطلب المتزايد عليها.

محلل السلع في بنك يو بي إس السويسري، جيوفاني ستانوفو

وفي السياق ذاته، أشار محلل أسواق الطاقة لدى شركة "آرغوس"، بشار الحلبي، إلى أن المديرين التنفيذيين لشركات النفط الخليجية ونظراءهم من الشركات الغربية الكبرى وشركات النفط العالمية أظهروا تفاؤلًا أكبر بشأن توقعات نمو الطلب على النفط على المدى القريب والمدى البعيد، مؤكدين أن السوق تعاني من شح الإمدادات أكثر مما يبدو.

وقال الحلبي -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة-: "كما كان متوقعًا، رفضت أوبك التوقعات السابقة لوكالة الطاقة الدولية ببلوغ الطلب على النفط ذروته بحلول نهاية العقد".

وأطلقت أوبك تقريرها السنوي عن توقعات النفط العالمية (WOO) في الندوة، الذي رفع توقعات الطلب على المدى الطويل بنحو 3 ملايين برميل يوميًا؛ إذ وتتوقع أوبك الآن أن يصل الطلب إلى ما يقرب من 123 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2050، ارتفاعًا من 120 مليون برميل يوميًا المذكورة في تقرير العام الماضي (2024).

كما ركّزت الندوة على الاستثمار العادل والمستدام في جميع أشكال الطاقة؛ إذ يُعدّ العالم بحاجة إلى الطاقة الأحفورية والطاقة المتجددة على حدٍ سواء.

وفي هذا الصدد، قال المستشار والخبير بمجال الطاقة في سلطنة عمان، المدير العام للتسويق بوزارة الطاقة والمعادن العمانية -سابقًا- علي بن عبدالله الريامي: "نحن في الدول المنتجة للنفط والغاز لا نحارب الطاقة النظيفة.. العديد من هذه الدول تستثمر في الطاقة المتجددة.. نرى ذلك في السعودية والإمارات وسلطنة عمان، مع الاهتمام بالهيدروجين".

وأضاف أن الطاقة الأحفورية تحتاج إلى استثمارات كبيرة، قائلًا: "على سبيل المثال، حددت أوبك حجم الاستثمار المطلوب خلال العقود المقبلة بأكثر من 20 تريليون دولار، ونحن بعيدون تمامًا عن هذه الأرقام.. وإذا استمررنا على هذا المنوال، سيشهد العالم نقصًا في الطاقة".

كما تطرَّق مسؤولو النفط في الخليج إلى مخاوفهم السابقة بشأن نقص الاستثمار في الطاقة الإنتاجية للنفط والغاز؛ إذ حذّر وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي من أنه كلّما طال أمد هذا الاتجاه، زادت صعوبة التكيف في السنوات المقبلة.

وأكد المتحدثون في الندوة -التي استقطبت حضورًا أكبر من عام 2023- ما عَدّوه تباينًا هيكليًا وشيكًا بين الطلب المتزايد وضعف العرض، بحسب ما صرّح به محلل أسواق الطاقة لدى شركة "آرغوس"، بشار الحلبي، إلى منصة الطاقة المتخصصة.

محلل أسواق الطاقة لدى شركة

أهمية معالجة فقر الطاقة

ركّزت ندوة أوبك الدولية التاسعة على أهمية معالجة مشكلة فقر الطاقة؛ إذ يفتقر أكثر من ملياري شخص إلى وقود طهي فعّال.

كما يفتقر نحو 750 مليون شخص إلى الكهرباء، ويختلف واقعهم المعيشي في مجال الطاقة اختلافًا كبيرًا عن واقع العالم المتقدم، ويجب أن يكون في مقدمة اعتبارات المستقبل في مجال الطاقة.

وهو ما أكدته مؤسِّسة مركز "فاندا إنسايتس" المعني بأسواق الطاقة فاندانا هاري؛ إذ أشارت إلى أن القضاء على فقر الطاقة أمرٌ أساس لتحقيق تقدّم عالمي عادل، ويتطلب توفير إمدادات النفط والغاز للسكان المحرومين.

وقالت هاري، في تصريحاتها إلى منصة الطاقة، إن مطالبة هذه الدول والمجتمعات بالتحول السريع نحو مصادر الطاقة المتجددة وغيرها من أشكال الطاقة "الخضراء" أمرٌ غير منطقي من منظور القدرة على تحمُّل التكاليف أو إمكان الوصول أو قابلية التوسع.

وشدد رئيس تحرير منصة "بتروليوم إيكونوميست" بول هيكن على أن منظمة أوبك تُعدّ الداعم الأبرز لدول الجنوب العالمي، وهي صوت عاقل للقضاء على فقر الطاقة وتحسين الوصول إلى الطاقة والقدرة على تحمُّل تكلفتها.

وقال هيكن: "بينما تُولي بعض قطاعات صناعة الطاقة اهتمامًا بالغًا لموضوع الحياد الكربوني، تُولي رسالة أوبك أهمية متساوية لجميع جوانب معضلة الطاقة الثلاثية: استدامة الطاقة والقدرة على تحمُّل التكاليف وأمن الطاقة".

رئيس تحرير منصة

كما أكد رئيس شركة رابيدان إنرجي لاستشارات الطاقة، بوب ماكنالي، أنه من المهم توفير خدمات الطاقة الحديثة لمليارات الأشخاص الذين لا يستمتعون بها، وخاصةً الطهي النظيف لحماية صحة المرأة.

الطلب على الكهرباء والذكاء الاصطناعي

تطرّقت ندوة أوبك الدولية التاسعة إلى ارتفاع الطلب على الكهرباء، مدفوعًا بصفة خاصة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، التي فرضت نفسها بوصفها عنصرًا أساسيًا في مختلف قطاعات الطاقة.

وفي هذا السياق، أشارت مؤسِّسة مركز "فاندا إنسايتس" المعني بأسواق الطاقة، فاندانا هاري، إلى أن العالم يشهد منعطفًا حاسمًا في الطلب العالمي على الكهرباء، مدفوعًا باستعمالاتٍ متنوعة، من الذكاء الاصطناعي إلى مكيفات الهواء، والآن هو الوقت المناسب للاستعداد لهذه الزيادة الكبيرة في الاستهلاك.

ورأت هاري -في تصريحاتها إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن الغاز الطبيعي يُعدّ الوقود الأمثل لتوفير إمدادات موثوقة من الطاقة منخفضة الانبعاثات، موضحةً أن "العصر الذهبي" الحقيقي للغاز قادم لا محالة.

مؤسِّسة مركز

من جانبه، قال المستشار والخبير بمجال الطاقة في سلطنة عمان، المدير العام للتسويق بوزارة الطاقة والمعادن العمانية -سابقًا- علي بن عبدالله الريامي، إنه من المعروف أن الذكاء الاصطناعي ما يزال في بدايته، وإن هناك العديد من الدول والمؤسسات مهتم بهذه الصناعة.

وقال: "يُعدّ مستقبل الذكاء الاصطناعي هو مستقبل العالم.. ولكن هذه الصناعة تحتاج إلى مراكز لجمع البيانات والمعلومات، وهي مراكز كبيرة من حيث الحجم، وتحتاج إلى كمية كبيرة جدًا من الكهرباء لضمان استمرار عملها".

وفي تصريحاتها إلى منصة الطاقة المتخصصة، رأت الخبيرة الإستراتيجية في قطاع النفط والغاز، كريستين غيريرو، أن 70% من سكان العالم لا يحصلون اليوم على خدمات تكييف الهواء الأساسية، ولكن من المتوقع أن يُغطي الذكاء الاصطناعي 10% من الطلب على الطاقة بحلول عام 2035.

وقالت: "يبدو أن التفاوت العالمي في الثروات يتّسع ويتجلّى بوضوح".

كما أضافت عنصرًا مهمًا آخر في ندوة أوبك الدولية، يتمثّل في أن إزالة الكربون هي إدارة مسؤولة للموارد؛ إذ تبلغ قيمة أسواق الكربون الحالية نحو 250 مليار دولار، ومن المتوقع أن تنمو إلى أكثر من تريليون دولار بحلول عام 2050.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق طريقة مشي جديدة تعطي فوائد صحية أكثر في نصف الوقت
التالى الاتحاد يطلب ضم موهبة الأهلي ضمن صفقة مروان عطية