في تطور ميداني دموي جديد ضمن الحرب المستمرة على قطاع غزة، أعلنت مصادر طبية فلسطينية عن مقتل 10 مدنيين على الأقل، بينهم 6 أطفال، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت محطة مياه بمخيم النصيرات وسط القطاع، بينما سقط 9 قتلى آخرين في غارة منفصلة على منزل بالزوايدة، في حين أصيب العشرات بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب مواقع توزيع مساعدات إنسانية جنوب غزة.
أطفال ينتظرون الماء تحت القصف
وأفادت جريدة الجارديان البريطانية، بحسب شهود ومسؤولين صحيين، استهدفت طائرة مسيّرة تجمعًا لمدنيين كانوا يصطفون بجانب صهريج مياه في النصيرات للحصول على الماء، حيث أفادت الروايات بأن نحو 20 طفلًا و14 بالغًا كانوا في الموقع لحظة وقوع القصف.
وأكد مستشفى العودة في غزة استقباله 10 جثث، من بينها ستة أطفال. من جانبه، أرجع الجيش الإسرائيلي الضربة إلى "خطأ فني" أثناء محاولة استهداف عنصر من حركة الجهاد الإسلامي، مشيرًا إلى أن "الحادث قيد التحقيق".
في حادث منفصل، شنت القوات الإسرائيلية غارة على منزل في بلدة الزوايدة وسط القطاع، أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص، بينهم أطفال، دون توضيح أسباب القصف أو الأهداف المزعومة من قبل الجيش.
وفي مشهد لا يقل مأسوية، أصيب 31 فلسطينيًا على الأقل بالرصاص يوم السبت، عندما فتحت القوات الإسرائيلية النار قرب موقع لتوزيع المساعدات الإنسانية تديره مؤسسة "غزة الإنسانية" المدعومة إسرائيليًا بالقرب من رفح جنوب القطاع، بحسب مصادر طبية وشهود عيان.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن مستشفاها الميداني استقبل أكبر تدفق للضحايا منذ أكثر من عام، مشيرة إلى أن أكثر من 100 شخص أصيبوا بجروح، معظمها ناجمة عن طلقات نارية، في موقع توزيع الغذاء.
في تقرير أممي صدر الجمعة، أعلنت الأمم المتحدة أن نحو 800 شخص قُتلوا أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع الغذاء أو مرافقة قوافل المساعدات منذ نهاية مايو الماضي، وسط قيود إسرائيلية مشددة على دخول المساعدات الإنسانية عقب انهيار الهدنة الأخيرة في مارس.
ووصفت الأمم المتحدة الحصيلة بـ"الصادمة"، مشيرة إلى أن تكرار استهداف المدنيين في هذه المواقع يُعد أمرًا مقلقًا ويستدعي تحقيقًا عاجلًا.
في المقابل، زعم الاحتلال أنه أطلق "طلقات تحذيرية" نحو أشخاص قال إنهم "تصرفوا بشكل مريب"، نافيًا علمه بوقوع إصابات. كما أكدت قوات الاحتلال عدم حدوث أي اشتباكات أو استهداف قرب مواقع الهلال الأحمر.
وتظل هذه الروايات دون تحقق مستقل، في ظل المنع الإسرائيلي المستمر لدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة، ما يُصعّب مهمة التحقق من الحقائق.
