قال المصطفى بنعلي، الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية، إن الحزب لا يقبل أي مزايدة في موضوع المرأة، معتبرا أن موقع المرأة في المشروع الديمقراطي هو ما يميز الحلفاء من الخصوم، وأضاف: “المرأة تحدد تحالفاتنا”.
وشدد بنعلي، خلال اللقاء الوطني التواصلي للمرأة الجبهوية بمدينة القنيطرة، على أن التعليم هو “الركيزة الأولى لبناء شخصية المرأة وضمان كرامتها”، مستشهدا بنماذج مغربيات دعمن التعليم من أموالهن الخاصة، مثل فاطمة الفهرية وفاطمة المدرسي، قائلا إن أمة تنجب مثل هؤلاء لا يزايد عليها أحد في الحق في التعليم.
وتوقف الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية عند التحولات التي عرفها وضع المرأة المغربية في عهد الملك محمد السادس، مشيدا بإقرار قانون الجنسية ومدونة الأسرة وإدماج النساء في خطة العدالة.
واعتبر المسؤول الحزبي ذاته أن سياق دستور 2011 ظلم الرؤية الإصلاحية الملكية، وأن الحكومة التي انبثقت عن هذا الدستور تعمدت الانحراف عن التأويل الديمقراطي لمقتضياته، وحادت بشكل متعمد عن روح الفصل التاسع عشر الذي خص المرأة بمكانة رمزية وتشريعية غير مسبوقة.
اللقاء، المنظم تحت شعار “جبهة بروح المسيرة ونبض الدولة الاجتماعية”، تميز بتوقيع نداء داخلي من أجل التمكين السياسي والتنظيمي للمرأة داخل حزب “غصن الزيتون”. هذا النداء، الذي أوضح الأمين العام للحزب ذاته بأنه ينهل من استراتيجية “جبهة 2030.. من بكين إلى التمكين”، شدد على أن قضية المرأة خيار استراتيجي لا يمكن تأجيله أو الالتفاف عليه.
ودعا النداء سالف الذكر كل هياكل الحزب إلى ضمان مشاركة النساء في صياغة السياسات العمومية، وترشيح الكفاءات النسائية، وتعزيز حضورهن في مواقع القرار.
واعتبرت الوثيقة ذاتها أن المناصفة استحقاق دستوري ومجتمعي، وأن التمكين مسار حزبي ملزم لكل مكونات الجبهة.
كما صادقت المشاركات في اللقاء على “إعلان القنيطرة”، الذي جدد التأكيد على أن الديمقراطية لا تكتمل إلا بتحرر النساء، وأن المشروع الوطني لا يمكن أن يترسخ بدون مشاركة وازنة وفاعلة للمرأة في كل مراحل البناء والإصلاح.
وقدّم الإعلان رؤية سياسية ومجتمعية تضع المواطنة والكفاءة والمساواة كمرتكزات أساسية. كما نبّه إلى استمرار مظاهر التمييز والإقصاء، خاصة في مجالات التمثيلية السياسية والمشاركة الاقتصادية والولوج العادل إلى الخدمات والحماية من العنف.
ودعا الإعلان إلى تفعيل مقتضيات الدستور، وإصلاح التشريعات ذات الصلة، وضمان التمييز الإيجابي في الانتخابات، ودعم إصلاح مدونة الأسرة بما يحقق التوازن والإنصاف، إضافة إلى توفير إعلام وطني مسؤول يناهض الصور النمطية ويعزز ثقافة المساواة.
وتخللت اللقاء لحظات تكريم لعدد من النساء الجبهاويات، تقديرا لإسهامهن في النضال الحزبي والمجتمعي. كما شهد فقرات ترافعية سلطت الضوء على الأولويات التشريعية والاجتماعية المطروحة، وأسهمت في ترسيخ ثقافة التمكين السياسي والمشاركة المواطِنة.
واختتم اللقاء بنداء تعبوي دعا فيه حزب “غصن الزيتون” مناضلاته إلى رفع وتيرة الانخراط في العمل الميداني، والمشاركة الفاعلة في المحطات التنظيمية والانتخابية المقبلة، تأكيدا على مركزية دور المرأة الجبهوية في بناء مغرب العدالة والمساواة والكرامة.
