السبت 12 يوليو 2025 | 07:36 مساءً
لوّح الاتحاد الأوروبي باتخاذ إجراءات مضادة إذا مضت الولايات المتحدة قدماً في تنفيذ قرارها بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على السلع الأوروبية اعتباراً من الأول من أغسطس المقبل، في خطوة تهدد بإشعال مواجهة تجارية بين الجانبين في حال فشل المفاوضات الجارية للتوصل إلى اتفاق.
وقالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، في بيان اليوم السبت 12 يوليو، إن الاتحاد الأوروبي سيقوم باتخاذ جميع الخطوات اللازمة لحماية مصالحه، مضيفة أن بروكسل منفتحة على التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة قبل الموعد المحدد.
وأكدت أن "الاتحاد الأوروبي سيظل ملتزماً بالحوار والشراكة البناءة عبر الأطلسي، لكنه سيتبنى تدابير مضادة متناسبة إذا لزم الأمر".
دعوات أوروبية للحوار وتجنب التصعيد
من جانبها، أكدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني على أهمية مواصلة التركيز على المحادثات مع واشنطن لتجنب مزيد من الاستقطاب، معربة عن ثقتها بإمكانية التوصل إلى "اتفاق عادل" يحمي مصالح الجانبين، وأكد مكتبها دعم روما الكامل لجهود المفوضية الأوروبية في المفاوضات.
كما اعتبر رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف أن إعلان واشنطن بشأن الرسوم "أمر مقلق وليس المسار الأمثل للمضي قدماً"، مشدداً على ضرورة بقاء الاتحاد الأوروبي موحداً في مواجهة التحديات لتحقيق نتائج عادلة للطرفين.
تحذيرات من آثار مدمرة على التجارة
وقال دان أوبراين، كبير الاقتصاديين في معهد الشؤون الدولية والأوروبية، إن فرض رسوم جمركية بهذا الحجم سيؤثر بشكل مدمر على حركة التجارة بين الجانبين، محذراً من أن "التهديد الأمريكي بمواجهة أي رد أوروبي بزيادة إضافية في الرسوم أمر استفزازي للغاية، ويرفع من احتمالات اندلاع صراع اقتصادي واسع بين الطرفين".
الصناعات الألمانية: إعلان ترامب جرس إنذار
في ألمانيا، دعا اتحاد الصناعات الألمانية إلى عقد محادثات عاجلة لتفادي تصاعد الحرب التجارية، واعتبر عضو مجلسه التنفيذي، فولفجانغ نيدرمارك، أن إعلان ترامب بمثابة "جرس إنذار للقطاع الصناعي على جانبي الأطلسي"، داعياً الحكومة الألمانية والمفوضية الأوروبية إلى العمل بسرعة مع الإدارة الأمريكية لإيجاد حلول سريعة عبر حوار بناء يجنب الطرفين التصعيد.
أمل في اتفاق مؤقت
ويستعد الاتحاد الأوروبي لمتابعة الخطاب المرتقب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي سيحدد خلاله الرسوم الجديدة على أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة، بعد توسيع نطاق الرسوم الجمركية خلال الأيام الماضية.
وكان الاتحاد الأوروبي يأمل في التوصل إلى اتفاق تجاري شامل يزيل الرسوم على السلع الصناعية للطرفين، إلا أن المفاوضات الصعبة دفعت الاتحاد إلى بحث خيار التوصل إلى اتفاق مؤقت على أمل التفاوض لاحقاً على صفقة أفضل.
وتواجه دول الاتحاد ضغوطاً متباينة، حيث تدعو ألمانيا إلى اتفاق سريع لحماية صناعتها، بينما تطالب دول مثل فرنسا بتجنب الرضوخ لشروط أمريكية قد تُضعف موقف الاتحاد التفاوضي.
سباق ضد الوقت
تأتي هذه التطورات وسط حالة من القلق داخل الأوساط الاقتصادية الأوروبية من التداعيات المحتملة للرسوم الأمريكية على القطاعات الصناعية والتجارية، في وقت يسعى فيه الاتحاد للحفاظ على استقراره الاقتصادي وسط تحديات دولية متزايدة.
ويبدو أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسار العلاقات التجارية بين الجانبين، حيث يترقب المراقبون ما إذا كانت واشنطن وبروكسل ستنجحان في التوصل إلى حل تفاوضي يجنبهما الدخول في مواجهة تجارية جديدة قد تؤثر على الاقتصاد العالمي.
اقرأ ايضا
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.