إيلون ماسك والطموح السياسي.. جنون عظمة أم رغبة حقيقية بالتغيير؟

قال الدكتور ديفيد رمضان، النائب الجمهوري السابق عن ولاية فرجينيا، إن النظام السياسي والانتخابي في الولايات المتحدة يجعل من فكرة تأسيس حزب ثالث حقيقي على المستوى الفيدرالي أمرًا بالغ الصعوبة، رغم وجود أحزاب مثل "الليبرتاريين" و"الخُضر" التي تنشط في جميع الولايات الأمريكية.

وفي مقابلة مع "العربية بيزنيس"، أكد رمضان أن التحدي الأساسي لا يكمن في تأسيس الحزب نفسه، بل في تنظيمه داخل جميع الولايات الخمسين، والقدرة على المنافسة المتساوية في كل منها وفق النظام الانتخابي الأمريكي القائم على تصويت الولايات لا التصويت الشعبي المباشر.

" title="YouTube video player" frameborder="0">

وحول ما يُثار عن نية الملياردير إيلون ماسك الدخول إلى المعترك السياسي عبر تأسيس حزب جديد، أوضح رمضان أن "الولايات المتحدة ليست بحاجة إلى حزب ثالث، ولكن إن أراد ماسك تأسيسه، فالأمر يتطلب سنوات من التنظيم والموارد الهائلة". 

وأضاف: "السؤال ليس إن كان يستطيع، بل إن كان لديه الرغبة في الاستمرار. تأسيس حزب قد يكون ممكنًا ماليًا، لكن المحافظة عليه والتنافس الفعلي أمر آخر تمامًا".

وأشار رمضان إلى أن ماسك يمتلك القدرة المالية التي تتيح له إحداث تأثير في الحياة السياسية الأمريكية، إلا أن ما يقوم به الآن لا يبدو مدفوعًا باعتبارات سياسية أو حزبية بحتة، بل برغبة في النفوذ الشخصي.

"ماسك لا يسعى لحزب جديد من أجل التغيير، بل من أجل السلطة. هو وترامب يشتركان في جنون العظمة. كلاهما لا يقبل أن يكون تابعًا، بل يريد أن يقود"، حسب وصفه.

وفي تقييمه لدور المال في السياسة الأمريكية، قال رمضان إن تأثير أصحاب المليارات لم يعد يقتصر على التبرعات، بل باتوا يلعبون أدوارًا مباشرة في صياغة المشهد السياسي. 

وأضاف: "إيلون ماسك لم يكن مجرد ممول، بل حاول دخول البيت الأبيض مع ترامب، وعندما فشل، بات يفكر بالدخول من الباب الخاص به."

وحذر رمضان من أن مثل هذه المحاولات قد تُكلف ماسك كثيرًا، مؤكدًا أن شركات ماسك، مثل تسلا وسبيس إكس، تموَّلت تاريخيًا من المال العام الأمريكي، وأن دخوله في صراع سياسي قد يؤثر سلبًا على علاقاته التعاقدية مع الحكومة، وحتى على ثقة المستثمرين، كما ظهر في تراجع أسهم تسلا مؤخرًا.

وختم الدكتور ديفيد رمضان حديثه بالقول إن أقصى ما يمكن أن يحققه ماسك سياسيًا في الوقت الحالي هو التأثير على مقاعد محدودة داخل مجلس النواب الأمريكي، وليس الوصول إلى موقع أقوى كالرئاسة أو مجلس الشيوخ، بالنظر إلى تعقيدات النظام السياسي في الولايات المتحدة.