بالبلدي: فنّ السيطرة على الأجواء.. جولة داخل أكاديمية تدريب مراقبة الحركة الجوية

بالبلدي: فنّ السيطرة على الأجواء.. جولة داخل أكاديمية تدريب مراقبة الحركة الجوية
بالبلدي: فنّ السيطرة على الأجواء.. جولة داخل أكاديمية تدريب مراقبة الحركة الجوية

belbalady.net دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- داخل حرم جامعي شاسع بأمريكا، يتعلّم آلاف الطلاب كيفية التحكّم بأجواء البلاد.

وتُعد أكاديمية إدارة الطيران الفيدرالية، الواقعة بالقرب من مطار مدينة أوكلاهوما، مؤسّسة عريقة استهلّت نشاطها في أواخر العام 1946، أي قبل ست سنوات من أول رحلة طيران تجارية لطائرة نفاثة.

داخل الأكاديمية، تمتلئ الغرف بشاشات تعرض طائرات محاكاة تسير على المدارج وتُقلع، أمام أعين الطلاب الذين يتعلّمون كيفية الحفاظ على سلامة الركاب في الجو. 

وفي غرفة أخرى، تقف طائرات صغيرة فوق ألواح مرسوم عليها مدارج، كشاهد على مدى السرعة التي يمكن أن تتدهور فيه الأمور بسبب خطأ واحد فقط. اليوم، هي مجرد نماذج. لكن قريبًا، ستصبح طائرات حقيقية مليئة بالركاب.

في هذا المكان، داخل مركز "مايك مونروني" للملاحة الجوية الذي يمتد على مساحة 4،45 كيلومترات مربعة، تقوم الوكالة بتدريب الطلاب لشَغل أكثر من 3 آلاف وظيفة في مراقبة الحركة الجوية، وهي وظائف ضرورية لإنهاء نقص استمر لعقود. 

نظرة داخل أكاديمية تدريب مراقبي الحركة الجوية في أمريكا
تعلُّم كيفية التحكم بالطائرات باستخدام نموذج على سطح طاولة في أكاديمية إدارة الطيران الفيدرالية Credit: Devon Sayers/CNN

هذا العام، زادت إدارة الطيران الفيدرالية تدريبها في الموقع بنسبة تقارب 30%، حيث سجل شهر يوليو/ تموز أعلى عدد من الطلاب قيد التدريب، أي 550 طالبًا بحلول نهاية الشهر.

ويعمل خريجو المركز معًا على مراقبة كل رحلة تقريبًا في البلاد، أي أكثر من 85 ألف رحلة يوميًا، تقل حوالي 2.5 مليون راكب إلى 20 ألف مطار مختلف، وفقًا لتقديرات مدينة أوكلاهوما.

قد يهمك أيضاً

وقال كريس ويلبانكس، نائب رئيس إدارة الطيران الفيدرالية لدعم المهام: "الأكاديمية تشكل المدخل إلى عالم مراقبة الحركة الجوية. تُقدّم للطلاب الأساس الحقيقي في هذا المجال، وتُدخلهم تدريجيًا في مرحلة أشبه بالمشي يليها  الجري، بدءًا من المحاكاة، ثم إلى الميدان مباشرة".

في أعقاب التصادم الجوي الذي وقع في يناير/ كانون الثاني، بين طائرة إقليمية تابعة لشركة الخطوط الجوية الأمريكية ومروحية من طراز بلاك هوك تابعة للجيش قرب واشنطن، أسفر عن مقتل 67 شخصًا، أعلنت وزارة النقل عن خطط لـ"تعزيز" قوة العمل في مجال مراقبة الحركة الجوية. وقد زادت رواتب المتدرّبين في الأكاديمية بنسبة 30%، كما قلّصت الوكالة أربعة أشهر من الجدول الزمني السابق للتوظيف.

أكاديمية إدارة الطيران الفيدرالية
داخل جهاز محاكاة برج المراقبة، الذي يطل على مطار الأكاديمية الافتراضيCredit: Devon Sayers/CNN

وأشار ويلبانكس إلى أنّ الأكاديمية الآن "الأكثر انشغالًا" في تاريخها، إذ يفوق عدد المتدربين فيها العدد المسجل في العام الماضي بحوالي 800 إلى ألف متدرب.

وتغطي إدارة الطيران الفيدرالية تكاليف التدريب بالأكاديمية، ويحصل الطلاب على أجر بالساعة أثناء فترة دراستهم. أما إذا اختار الطلاب الالتحاق ببرنامج مختلف، مثل برنامج جامعي مدعوم من الإدارة، فقد يُطلب منهم دفع رسوم دراسية.

محاكاة واقعية

قبل أن يتمكن المراقب المحتمل من دخول الأكاديمية، عليه اجتياز عملية تقديم وتأهيل صارمة. وبحسب خطة مكونة من خمس خطوات، يجب أن يجتاز اختبار الكفاءة، ويخضع لفحوص طبية، وتحقيقات خلفية، ثم يتلقى عرضًا لبدء التدريب.

وخلال حملة التوظيف التي أُطلقت في وقت سابق من هذا العام، تم تسجيل 8,320 مرشحًا للاختبار، لكن عادةً ما يفشل 90% منهم باجتياز امتحان القبول.

كما يجب ألا يتجاوز عمر المراقبين الجدد 31 عامًا، والعديد من الطلاب في هذا الحرم الجامعي تبلغ أعمارهم بين 19 و20 عامًا، ما يمنح المكان طابعًا مماثلًا لكلية صغيرة.

وبعد القبول في الأكاديمية، يبدأ الطلاب تدريبهم بتمارين على الطاولة. وتبدو الطائرات النموذجية الصغيرة، والمدارج المرسومة، كأنها ألعاب لوحية، لكنها مصممة لتعليم اللغة المستخدمة في مراقبة الحركة الجوية والخرائط للمتدربين الجدد.

قد يهمك أيضاً

بعد هذه المرحلة ينتقل الطالب إلى محاكاة الأبراج في غرف واسعة مملوءة بشاشات فيديو تغطي الجدران، وتحاكي المنظر من برج مراقبة في مطار حقيقي.

ولفت ويلبانكس إلى "أنّنا لا نتهاون مطلقًا. هذا هو أساس مراقبة الحركة الجوية". 

ويوجد خارج نوافذ البرج الافتراضي "مطار الأكاديمية"، وهو مهبط خيالي بطريقين متوازيين، ومدرج ثالث يقطعهما بزاوية. وتوجد طائرات تبدو حقيقية على المدرجات، بإضاءة صحيحة وحتى تشققات مرئية على الرصيف الافتراضي.

ومن خلال ارتداء سماعة رأس والضغط على زر التحدث، يمكن للمتدرب أن يلعب دور مراقب الحركة الجوية.

وقال إريك ويدل، منسق دورة التدريب على الأبراج في إدارة الطيران الفيدرالية: "إذا كان هناك شخص بالفعل في موقعه على المدرج، فنحن نريد أن نتأكد من أننا لا ننساه أبداً". 

ويعمل ويدل مدرباً في الأكاديمية منذ العام 2017، وكان مراقباً جوياً لمدة 28 عاماً قبل ذلك.

تعلّم المراقبة

 وأشار إلى أنّ كلّ مراقب جديد في الأكاديمية يختلف عن الآخر؛ فبعضهم يتعلّم بسرعة، بينما يحتاج البعض الآخر إلى تدريب مكثّف.

وتوجد أوراق وأقلام، في حال أراد المراقب تدوين رمز نداء أو أمرًا يساعده على التذكر في لحظة ضغط، إضافة إلى أدوات مساعدة على تذكّر استخدام المدرج. تماماً كما هي الحال في برج مراقبة حقيقي.

ويؤكد المدربون أيضاً على أن المتدرّبين الذين يتعلّمون العمل في الأبراج يجب أن ينظروا من النوافذ الافتراضية لمراقبة الطائرات عوض الاعتماد فقط على الرادار. فهناك يجدون معلومات مهمة ربما تم تجاهلها أو نسيانها.

ورغم أن جهاز المحاكاة يمكنه إنشاء ظروف المطر والثلج والرياح، إلا أنّ هناك بعض الأمور التي لا يمكن تكرارها خارج برج المراقبة الحقيقي.

وأوضح ويدل: "إنه يشبه الواقع إلى حد كبير، لكن لا يشبهه في بعض النواحي. من الصعب تقليد لهجة معينة من طيار أو موقف معين. وهناك جوانب فريدة في مراقبة الحركة الجوية يصعب محاكاتها في بيئة محاكاة. لكنها قريبة جدًا".

وفي الطبقة السفلية يوجد غرفة مظلمة، يجلس صف من الطلاب يحدقون في شاشات الرادار وشاشات الحاسوب. هنا يتدربون على العمل في مراكز مراقبة الرادار، التي تكون غالبًا بعيدة عن الطائرات التي يوجهونها.

في الوقت ذاته، على الطلاب تتبّع الاضطرابات الجوية، وعوامل أخرى قد تعيق الطائرات أثناء محاولتها عبور المجال الجوي.

في الوقت الحاضر، غالبًا ما يستمع حاسوب التعرف على الصوت إلى أوامر المتدربين ويستجيب لها في الوقت الفعلي، إلا أنّ إدارة الطيران الفيدرالية تقوم أيضًا بتوظيف أشخاص للقيام بدور الطيارين على الطرف الآخر من الراديو لمحاكاة الواقع بشكل أفضل.

قال ويلبانكس: "إنه ضغط هائل. اضرب ذلك بعشرة، ثمّ ضَعه في العالم الحقيقي. منح الناس فرصة لتجربة هذا الإحساس هنا قبل أن يخرجوا ويعيشونه في الحياة الواقعية أمر بالغ الأهمية، لكنها في النهاية وظيفة مجزية للغاية".

قد يهمك أيضاً

يتم تعيين خريجي الأكاديمية في أبراج المراقبة ومراكز الرادار بجميع أنحاء البلاد، حيث تستمر فترة التدريب بين سنة وثلاث سنوات، قبل أن يصبحوا مراقبين محترفين معتمدين.

وفقًا لإدارة الطيران الفيدرالية، فإن خريجي الأكاديمية يحققون متوسط دخل يبلغ حوالي 160,000 دولار سنويًا بعد ثلاث سنوات من العمل.و يجب على المراقبين التقاعد عند  بلوغهم 56 عامًا، لكن يمكنهم التقاعد في سنّ الـ50 إذا أكملوا 20 سنة من الخدمة. 

وتحث وزارة النقل المراقبين في الخمسينيات من عمرهم على البقاء في العمل للمساعدة على تخفيف نقص الموظفين.

وقد يستغرق سد فجوة النقص بالكوادر سنوات من الجهد والعمل الشاق لتوظيف وتدريب الطلاب، لكن بالنسبة لمن يتطلّعون للعمل كمراقبين في أكاديمية  إدارة الطيران الفيدرالية، ما من وظيفة تشبهها.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تشابي ألونسو يجتمع مع رودريجو لحسم مستقبله مع ريال مدريد
التالى الاتحاد يطلب ضم موهبة الأهلي ضمن صفقة مروان عطية