أخبار عاجلة
صفقة القرن تظهر داخل الأهلي في هذا الموعد!! -

آيت بوكماز يتمسكون بـ"تحقق الوعود"

آيت بوكماز يتمسكون بـ"تحقق الوعود"
آيت بوكماز يتمسكون بـ"تحقق الوعود"

أنهت ساكنة أيت بوكماز مسيرتها الاحتجاجية بعد لقاء جمع ممثليها بعامل إقليم أزيلال، الذي تعهّد بالتجاوب الفعلي مع المطالب المرفوعة وتسريع تنزيلها ميدانيًا.

قرار إنهاء المسيرة جاء استنادًا إلى هذا الالتزام الرسمي، وفي أجواء طبعها التفهم وتغليب منطق الحكمة والمسؤولية المشتركة، دون المساس بـ”روح النضال” التي أطّرت التحرك من بدايته.

اللقاء، الذي جرى في أجواء وُصفت بـ”الإيجابية”، شكّل نقطة تحول بارزة بعد أن أبدت السلطات استعدادًا كاملاً للتفاعل مع الملف المطلبي، وفتحت باب الحوار المباشر من أجل ترتيب الأولويات ووضع برنامج زمني للتنفيذ، يراعي حاجيات الساكنة وخصوصية المنطقة الجبلية.

اللجنة الإعلامية لـ”انتفاضة الكرامة والعدالة المجالية” أصدرت بلاغًا فور انتهاء اللقاء، عبّرت فيه عن امتنانها العميق لكل من دعم هذه الخطوة من داخل المغرب وخارجه، من مواطنين ووسائل إعلام ومنظمات حقوقية وهيئات سياسية، مؤكدة أن “الانتفاضة السلمية ستظل قائمة كوعي جماعي حيّ حتى تتحقق الالتزامات ميدانيًا”.

وأبرز البلاغ أن “قرار إنهاء المسيرة لا يعني التراجع عن المطالب، بل هو تعبير عن الثقة في الحوار الجاد، وحرص على إعطاء فرصة حقيقية لتجسيد الوعود على أرض الواقع”.

وتأتي هذه التطورات بعد مسيرة غير مسبوقة انطلقت صباح الأربعاء من عمق جبال الأطلس الكبير، وتحديداً من هضبة أيت بوكماز المعروفة بسحر مناظرها الطبيعية، حيث قرر المئات من السكان خوض خطوة تصعيدية في اتجاه ولاية جهة بني ملال خنيفرة مشيًا على الأقدام.

ورغم المسالك الوعرة وطول المسافة واصل المحتجون طريقهم بعزم، في خطوة رمزية تعكس معاناتهم اليومية مع غياب البنيات التحتية والخدمات الأساسية، رافعين مطالب على رأسها إصلاح الطريقين رقم 302 و317، اللتين تعرفان تدهورًا خطيرًا يعمّق عزلة المنطقة.

وفي المجال الصحي عبّر المحتجون عن استيائهم من غياب طبيب قار بالمركز الصحي الوحيد في الهضبة، ما يضطر النساء الحوامل والمرضى إلى قطع مسافات طويلة نحو مدينة أزيلال، وسط تضاريس وعرة ومخاطر متزايدة، خاصة في الحالات المستعجلة.

كما شدد المشاركون في المسيرة على ضرورة تعزيز التغطية بشبكتي الهاتف والإنترنت، اللتين تبقيان منعدمتين في عدد من الدواوير، ما يؤثر سلبًا على تمدرس التلاميذ وعلى النشاط السياحي المحلي، الذي يُعد أحد أعمدة الاقتصاد القروي في أيت بوكماز.

وعبّر شباب المنطقة عن رغبتهم في إنشاء ملعب رياضي وفضاء ثقافي يتيح لهم الانخراط في الأنشطة التربوية والفنية، في ظل غياب أي بنية تحتية مخصصة لهم، وهو ما يجعل الفراغ والتهميش جزءًا من واقعهم اليومي.

ولم تغب الجوانب البيئية عن الملف المطلبي، حيث دعت فعاليات محلية إلى بناء سدود تلية لحماية الأراضي الفلاحية من الفيضانات الموسمية، التي تتسبب سنويًا في خسائر مادية جسيمة.

كما طالبت جمعيات مدنية بإنشاء مركز للتكوين في المهن الجبلية والحرف التقليدية، دعما لتشغيل الشباب ومحاربة الهجرة القروية المتزايدة نتيجة انسداد الأفق التنموي بالمنطقة.

ورغم الطابع الاحتجاجي للمسيرة فقد تميزت بسلوك سلمي وتفاعل حضاري، إذ واكبتها عناصر الدرك والسلطات المحلية دون تسجيل أي احتكاك. وقد حاولت بعض الجهات الرسمية إقناع المحتجين بالتوقف، بدعوى أن الحوار مازال مفتوحًا، غير أن المتظاهرين اعتبروا هذه المبادرات غير كافية.

وأكد المحتجون أن تحركهم لم يكن ضد الدولة بل من أجلها، وأنه يعكس حسًا وطنيًا صادقًا يطالب بتنمية عادلة تنطلق من واقع الناس لا من خلف المكاتب.

وفي سياق متصل عبّرت هيئات حقوقية وسياسية عن تضامنها الكامل مع مطالب ساكنة أيت بوكماز، معتبرة أن ما تعانيه الهضبة الجبلية يُعد نتيجة مباشرة لفشل السياسات التنموية المحلية، وداعية إلى إصلاحات شاملة تستجيب لحاجيات سكان المناطق الجبلية.

وأمام الالتزامات الرسمية لعامل الإقليم تنتظر الساكنة بفارغ الصبر أن تتحول الوعود إلى أوراش حقيقية على الأرض، تنهي فصول التهميش، وتفتح صفحة جديدة من التنمية، في واحدة من أجمل وأفقر مناطق المغرب على حد سواء.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تعادل تونس والجزائر بـ"كان السيدات"
التالى وائل القباني يكشف كواليس ترشيح زيزو لخوض نهائي ...