شهدت مدينة تورونتو الكندية، يومي 5 و6 يوليوز الجاري، تظاهرة فنية وثقافية تمثلت في تنظيم الدورة الرابعة من مهرجان السوق المغربي، الذي احتضنته ساحة “ميل لاستمان”.
ونجحت هذه التظاهرة، التي نظمتها جمعية ابتسامة الأطلس بتورونتو بشراكة مع المركز الثقافي المغربي دار المغرب، في استحضار عبق السوق المغربية التقليدية في قلب المدينة الكندية؛ من خلال تجربة منفتحة وغنية جمعت بين الطهي المغربي والموسيقى المغربية والحرف التقليدية والاحتفالات الشعبية وعروض الأزياء.
وقد عكس المهرجان تنوع وغنى الثقافة المغربية، حيث توافد الزوار والسياح من مختلف الخلفيات الكندية والمغربية على ساحة “ميل لاستمان” للاستمتاع بعروض موسيقية مغربية حية وتذوق أطباق من الطبخ المغربي الأصيل واكتشاف الأزياء التقليدية والانخراط في أنشطة فنية وترفيهية موجهة إلى جميع أفراد الأسرة. وحرص المنظمون على جعل هذه الدورة احتفالًا بالتنوع الثقافي المغربي، وتكريمًا للتراث المغربي الأصيل.
وفي تصريح له بالمناسبة، أكد عبد الله المسعودي، المشرف على التظاهرة، أن “جمعية ابتسامة الأطلس، التي تنظم هذه الدورة من مهرجان السوق المغربي بشراكة مع دار المغرب، تحرص على أن يكون هذا المهرجان السنوي فرحة جماعية تنقل تقاليد وثقافة المغرب إلى قلب تورونتو، وتعرّف بجمال وغنى التراث المغربي.
كما أكد المتحدث أن هذه التظاهرة تعد فرصة للأطفال المغاربة الموجودين هنا لاكتشاف عمق ثقافتهم الأصلية من خلال تجربة سوق حقيقية تشبه الأسواق المغربية، مدعّمة بعروض فنية وموسيقية تُغني الأجواء وتفتح المجال للتلاقي الثقافي”.
وأضاف أن مهرجان السوق المغربي الرابع رسّخ حضوره كموعد سنوي بارز على أجندة الفعاليات الثقافية في كندا، حيث يجمع بين الاحتفاء بالهوية المغربية والتفاعل مع التنوع الثقافي في المجتمع الكندي، مؤكدًا على قدرة الثقافة على مد الجسور بين الشعوب وتعزيز الحوار والتقارب.
في الجانب الفني، تميز المهرجان بحضور أسماء بارزة من داخل المغرب وخارجه؛ في مقدمتهم الفنان المغربي عصام كمال، الذي ألهب حماس الحضور بعرض حصري قدمه خصيصًا للمناسبة. كما أبدع أمير علي، عازف الكمان المغربي المقيم بالولايات المتحدة الأمريكية، في أداء مزيج موسيقي جمع بين النغمات الكلاسيكية المغربية والشرقية. ومن بين المشاركين أيضًا الفنان الأمازيغي حسن الهادي وفرقة بولا بولا مونتريال، المتخصصة في إحياء الموسيقى المغربية الاحتفالية، إلى جانب المغني الإفريقي أمادو كيلينول، وعازف الإيقاع السنغالي تمسير سيك، والنجم الملغاشي دوني روبرتس، الحائز على عدة جوائز عالمية. وأضفت هذه الكوكبة المتنوعة من الفنانين طابعًا دوليًا على المهرجان؛ ما ساهم في تعزيز روح التلاقي والانفتاح.
كما تضمن البرنامج عرضًا للقفطان المغربي الذي سلط الضوء على فخامة هذا الزي المغربي التقليدية، وعرض العرس المغربي الذي استعرض طقوس الزفاف المغربي بكل ما تحمله من رمزية وأناقة. وجال الزوار بين أروقة السوق المغربي، مستعرضين مشغولات يدوية وحكايات شعبية مغربية. ولم تغب عن الأجواء الأنشطة العائلية، حيث استمتع الأطفال بالرسم على الوجوه ونقش الحناء؛ فيما تذوق الجميع أطباقًا مغربية ساخنة، وشايًا منعنعًا، وعصائر تقليدية، وحلويات مغربية.
