قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن رسالة الإسلام هي الرسالة الخاتمة التي جاءت في لحظة نضج البشرية العقلي، حيث أصبح الإنسان مهيأً للتفكير والتأمل والتفريق بين الخير والشر، والمصلحة والمفسدة، مؤكدًا أن الإسلام لا يلغى العقل، بل يدعوه إلى إعمال الفكر في كل ما يصلح حياته ودينه.
رسالة الإسلام هي الرسالة الخاتمة
وأوضح خلال حلقة برنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة الناس، أن "الرسالات السماوية السابقة كانت بمثابة تمهيد تدريجي للبشرية، حتى اكتمل الوعي العقلي والنفسي، فجاء الإسلام ليُحاور هذا العقل وينميه، لا ليقيده أو يعطله، ولذلك نجد أن كثيراً من النصوص القرآنية تخاطب الإنسان بالعقل، وتدعوه للنظر والتدبر في نفسه، وفي الكون، وفي أفعاله ونتائجها."
وأضاف: "النص الشرعي في الإسلام ليس غاية بذاته فقط، بل يجب النظر إلى روح النص، ومآلاته، ومقصده. ولذلك حين يدرس العلماء النصوص، فإنهم ينظرون في أسباب النزول، وعِلَل الأحكام، ومعقولية التشريع، لأن الإسلام شريعة عقل وحكمة، لا ظاهر حرفي جامد".
وأشار إلى أن هذا النهج ليس خروجًا عن مبدأ "سمعنا وأطعنا": "بل هو من صميمه، الطاعة قائمة على وعي، والصحابة أنفسهم أعملوا عقولهم، وسألوا، وتأملوا، والنبي ﷺ لم يمنع ذلك، بل وجّهه وباركه، فالعقل الذي لا يفكر لا يمكن أن يعبد الله على بصيرة".
وتابع قائلاً: "حين أُهملت فريضة التفكير، بدأت الأمة تفقد ريادتها. رحم الله المفكر الإسلامي عباس محمود العقاد حين قال: ‘التفكير فريضة إسلامية’. فالإسلام لا يريد من الإنسان أن يتبع فقط، بل أن يفهم، ويتدبر، ويحاور، ويزن الأمور بميزان العقل والنقل معًا".
وأكد على أن "نهضة الأمة تبدأ من استعادة دور العقل، وتعليم الأجيال كيف تسأل الأسئلة الصحيحة، وتبحث عن الحكمة، وتربط النص بالواقع، والمبدأ بالغاية. فالأمة التي تفكر، أمة لا تُهزم".
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.