إيران تنفي طلب لقاء مسؤولين أمريكيين لاستئناف المحادثات النووية

وزير الخارجية الإيراني

في تطور جديد لملف العلاقات الإيرانية الأمريكية، نفت طهران طلبها عقد أي لقاءات مع مسؤولين أمريكيين لاستئناف المحادثات النووية، رغم تصريحات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن اقتراب عقد اجتماع مع دبلوماسيين إيرانيين.

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، اليوم الثلاثاء، تأكيده على أن طهران لم تطلب أي لقاء مع مسؤولين من الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن بلاده لم تتقدم بأي طلب لعقد اجتماع لاستئناف المفاوضات النووية المتوقفة.

وكان مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قد صرح في وقت سابق بأن هناك اجتماعاً مرتقباً مع دبلوماسيين إيرانيين "الأسبوع المقبل أو نحو ذلك"، في إشارة إلى استعداد واشنطن للدخول في مفاوضات مباشرة مع الجانب الإيراني خلال الفترة المقبلة.

وفي تصريحات من البيت الأبيض، أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفاؤله بشأن العلاقات مع طهران، معربًا عن أمله في أن تكون الحرب مع إيران "قد انتهت"، ومرجحًا أن الإيرانيين يرغبون في عقد اجتماع بهدف "صنع السلام".

كما أعلن ترامب عن تحديد موعد جديد لاستئناف المفاوضات مع الإيرانيين، قائلاً إن الاجتماع سيُعقد قريبًا، بينما أكد "ويتكوف" أن اللقاء قد يتم خلال الأسبوع المقبل.

وفي سياق متصل، تحدث الرئيس الأمريكي عن الضربات التي شنتها بلاده ضد المنشآت النووية الإيرانية، زاعمًا أن هذه العمليات "محَت البرنامج النووي الإيراني"، مؤكدًا ثقته في العمليات العسكرية التي نفذتها القوات الأمريكية، قائلاً: "الطيارون الأميركيون تدربوا على ضرب إيران منذ 20 عامًا، ولم يُسمح لهم بذلك حتى قمت أنا به".

من جانبه، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال اللقاء مع ترامب، على استمرار إسرائيل في "مراقبة أي تهديد محتمل"، في إشارة إلى المخاوف الإسرائيلية المستمرة من البرنامج النووي الإيراني.

وفيما يخص ملف العقوبات، أكد ترمب رغبته في رفع العقوبات الأمريكية الصارمة عن إيران "في الوقت المناسب"، مشيرًا إلى أنه يود رؤية إيران تبني نفسها من جديد بطريقة سلمية بعيدًا عن "شعارات الموت لأمريكا وإسرائيل"، على حد وصفه.

وفي وقت سابق، كان ترامب قد أشار خلال خطاب في ولاية آيوا إلى أن إيران ترغب في الحديث مع الولايات المتحدة، مؤكدًا أنه لا يسعى لإلحاق الضرر بطهران، بل يسعى لمنحها فرصة لتصبح "دولة مجددًا".

في المقابل، شدد نائب وزير الخارجية الإيراني، مجيد تخت روانجي، في مقابلة مع شبكة NBC NEWS، على أن إيران لا تعتزم وقف عمليات تخصيب اليورانيوم، رغم إبداء طهران انفتاحها على فكرة التفاوض مع واشنطن، بشرط عدم وجود أي أعمال عدائية ضدها.

وقال روانجي: "طالما لا يوجد عمل عدائي من الولايات المتحدة ضدنا، فلن يكون هناك أي رد من جانبنا"، مؤكدًا على موقف إيران الثابت في مواصلة برنامجها النووي السلمي رغم الضغوط والتصريحات الأمريكية.

ويأتي هذا التباين في التصريحات ليعكس استمرار حالة الغموض التي تحيط بمستقبل المفاوضات بين واشنطن وطهران، وسط ترقب إقليمي ودولي لأي مؤشرات على إمكانية استئناف المحادثات النووية، في ظل تعقيدات الملف الإيراني والأوضاع الجيوسياسية في المنطقة.