قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن عن إرسال المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا لدعمها في مواجهة الغزو الروسي، وذلك بعد هجوم روسي بطائرات مسيرة وصواريخ وُصف بأنه الأكبر في الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.
وأعرب ترامب عن استيائه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلًا إنه "غير راضٍ على الإطلاق" عن استمرار بوتين في "قتل الناس"، مشيرًا إلى أن الهجوم الأخير على مدن أوكرانية، بما في ذلك كييف، لم يترك له خيارًا سوى تعزيز الدعم العسكري لأوكرانيا.
وأكد ترامب أن الأسلحة ستكون دفاعية بشكل رئيسي، معربًا عن رغبته في تقليل الخسائر البشرية في هذا "الصراع المدمر".
ووفقًا لصحيفة "نيو إنديان إكسبريس"، أشار ترامب إلى أنه ناقش مع بوتين خلال مكالمة هاتفية مسألة العقوبات "بشكل مكثف"، موضحًا أن بوتين "يدرك أنها قد تكون قادمة" بعد الهجوم الروسي الضخم الذي شمل 539 طائرة مسيرة و11 صاروخًا.
وتسبب هذا الهجوم، الذي وقع بعد ساعات من المكالمة، في إصابة 26 شخصًا على الأقل في كييف وثلاثة آخرين في شرق أوكرانيا، مع دوي انفجارات متواصلة دفع السكان إلى الاحتماء في محطات المترو.
وأكد سكان كييف، بحسب شهادات نقلتها الوكالة الفرنسية، أن الهجوم كان "غير مسبوق" من حيث حجمه وشدته، مما يعكس تصعيدًا ملحوظًا في الهجمات الروسية الأخيرة.
وتأتي تصريحات ترامب في إطار تحول مفاجئ في موقفه، حيث أوقفت إدارته الأسبوع الماضي بعض شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا بسبب مخاوف البنتاجون من استنزاف مخزونات الأسلحة الأمريكية، خاصة بعد هجمات أمريكية على مواقع نووية إيرانية.
ومع ذلك، أعلن البنتاغون لاحقًا استئناف إمدادات الأسلحة الدفاعية بناءً على توجيهات ترامب، دون توضيح ما إذا كانت تشمل صواريخ باتريوت التي تم إيقافها مؤقتًا.
وأشار المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، إلى أن هذا الدعم يهدف إلى تمكين الأوكرانيين من الدفاع عن أنفسهم بينما تُبذل جهود لتحقيق "سلام دائم".
وأجرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مؤخرًا محادثة مع ترامب، وصفها بأنها "مهمة ومثمرة"، حيث اتفقا على تعزيز الدفاعات الجوية لأوكرانيا لحماية سمائها من الهجمات الروسية المتصاعدة.
وأشار زيلينسكي إلى أن إنذارات الغارات الجوية بدأت تدوي بالتزامن مع مكالمة ترامب وبوتين، مما يعكس التوتر المستمر.
وأكد ترامب على متن طائرة الرئاسة أن الولايات المتحدة ستواصل دعم أوكرانيا، مشددًا على فعالية صواريخ باتريوت في الدفاع ضد الهجمات الروسية، ومعربًا عن رغبته في "منع مقتل المزيد من الأشخاص".
من ناحية أخرى، أعلن الكرملين، عبر المتحدث دميتري بيسكوف، أن روسيا تفضل تحقيق أهدافها في أوكرانيا عبر الدبلوماسية، لكنها ستواصل "عمليتها الخاصة" في ظل غياب حلول سياسية.
وتزامن الهجوم مع تقدم روسي في إقليم دونيتسك، بينما كثفت أوكرانيا هجماتها المضادة داخل روسيا، مما أدى إلى مقتل امرأة في هجوم بطائرة مسيرة في منطقة روستوف.
وأثارت هذه التطورات مخاوف في أوكرانيا بشأن استمرار الدعم الأمريكي، خاصة بعد تقليص بعض المساعدات، مما دفع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى دعوة الاتحاد الأوروبي لتكثيف دعمه لكييف.
يأتي هذا التصعيد في سياق توقف المحادثات المباشرة بين كييف وموسكو، حيث فشلت الجهود الأمريكية للتوصل إلى وقف إطلاق نار، رغم اتفاق سابق على تبادل 1000 أسير من كل طرف.
ويبرز هذا الوضع التحديات المعقدة التي تواجه الجهود الدبلوماسية، حيث تستمر الحرب في تدمير البنية التحتية الأوكرانية وتهديد حياة المدنيين.
ومع تلميح ترامب إلى عقوبات محتملة وتأكيد زيلينسكي على ضرورة تعزيز الدفاعات، تبقى آفاق السلام بعيدة المنال وسط تصاعد الخسائر البشرية والدمار.
