قدمت الهند أفضل عرض تجاري لها إلى الولايات المتحدة، وبات مصير الاتفاق المؤقت الآن في يد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحسب وكالة بلومبرج.
خطوط الهند الحمراء في المفاوضات التجارية
أوضح المسؤولون، أن نيودلهي أبلغت إدارة ترامب بالخطوط الحمراء التي لن تتجاوزها في سبيل إبرام الاتفاق، وتشمل هذه الخطوط رفض السماح للولايات المتحدة بتصدير المحاصيل المعدلة وراثيا إلى الهند، وعدم فتح قطاعات الألبان والسيارات الهندية أمام الشركات الأمريكية.
عقد الجانبان محادثات مكثفة خلال الأشهر الماضية بهدف إبرام اتفاق قبل التاسع من يوليو، وهو الموعد المقرر لبدء تطبيق رسوم جمركية أمريكية أعلى، مع ذلك تبنت حكومة رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، موقفاً أكثر حذرا مؤخرا مع تصاعد الضغوط لحماية القطاع الزراعي الحساس سياسياً في الهند.
نيودلهي تُهدد برسوم انتقامية
قال وزير التجارة الهندي، بيوش غويال، خلال عطلة نهاية الأسبوع، إن المفاوضات التجارية تستند إلى "المصالح الوطنية" للبلاد، مؤكداً أن الحكومة لن تلتزم بأي مهلة زمنية محددة، ويوم الجمعة، هدّدت نيودلهي بفرض رسوم انتقامية جديدة على بعض السلع الأمريكية.
وقعت الهند والولايات المتحدة بالفعل وثيقة مرجعية لاتفاق تجاري ثنائي، وتتفاوضان على اتفاق مؤقت كانت نيودلهي تأمل أن يتيح لها إعفاءً من الرسوم الأمريكية الأعلى على الواردات.
من جانبه، ذكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيعلن اتفاقات تجارية أو يرسل رسائل بشأن الرسوم الجمركية اليوم الإثنين، على أن تدخل الرسوم الأعلى حيز التنفيذ في الأول من أغسطس، ستواجه الهند رسوما جمركية بنسبة 26% إذا لم تتمكن من ضمان إعفاء.
قال مسؤولون مطلعون على الأمر إن التوصل إلى صفقة سيعتمد الآن على اتفاق ترامب ومودي، لم ترد وزارة التجارة والصناعة الهندية فوراً على رسالة بريد إلكتروني تطلب تعليقا إضافيا.
المزارعون الهنديون يحذرون من التنازل المفرط
سعى الولايات المتحدة لضمان وصول محاصيلها المعدلة وراثيا، مثل الذرة وفول الصويا، إلى السوق الهندية، وهي منتجات تخضع حاليا لقيود في الهند.
عرضت نيودلهي السماح باستيراد بعض أعلاف الحيوانات المعدلة وراثيا، وهو تنازل رفضه المسؤولون الأمريكيون، وحذرت أحزاب المعارضة وجماعات المزارعين في الهند الحكومة من تقديم تنازلات مفرطة للبيت الأبيض من أجل إبرام الاتفاق.
يعتمد ملايين الهنود على الزراعة في كسب أرزاقهم، كما يشكل المزارعون كتلة تصويتية أساسية لحزب رئيس الوزراء مودي، الذي يواجه انتخابات محلية حاسمة خلال الأشهر المقبلة.
قال أفيك ساها، عضو مجموعة المزارعين "ساميوكت كيسان مورشا"، اليوم الإثنين: "لن نسمح للحكومة بالتضحية بصحة الهنود من أجل الربح".
الزراعة والسيارات قطاعات تستهدفها أمريكا
وأوضح ساها أن المحاصيل المعدلة وراثيا ستضر بالآفاق الاقتصادية للمزارعين الذين يعانون بالفعل من ضغوط مالية شديدة، ولا تسمح الحكومة الهندية بزراعة المحاصيل الغذائية المعدّلة وراثياً، رغم أن بعض الأصناف يمكن أن تسهم في زيادة المحصول.
وتوقف الإطلاق التجاري للخردل المعدل وراثيا بسبب طعن قانوني في المحكمة العليا بالبلاد، كما رفضت الحكومة في عام 2010 صنفاً معدّلاً من الباذنجان.
في قطاع السيارات، تسعى الولايات المتحدة للحصول على تنازلات لصانعي المكونات، فيما تؤكد نيودلهي أن ذلك سيؤثر سلباً على الصناعة المحلية.
المعارضة تشكك في قدرة مودي على التفاوض
وأبدى حزب المؤتمر الوطني الهندي، وهو حزب المعارضة الرئيسي في البلاد، تشاؤمه بشأن قدرة حزب مودي على التصدي لمطالب الولايات المتحدة.
قال راهول غاندي، زعيم حزب المؤتمر، يوم السبت: "تذكروا كلامي، مودي سيخضع بخنوع لمهلة ترمب الخاصة بالرسوم الجمركية".
صرح وزير الزراعة في ولاية كيرالا بجنوب الهند لصحيفة "إنديان إكسبرس"، الأسبوع الماضي، إن ملايين الأشخاص سيفقدون مصادر رزقهم إذا لم تحمِ الهند مصالحهم، مضيفا أن الزراعة شأن يخص الولايات، وكان ينبغي التشاور مع الولايات قبل التفاوض على فتح القطاع الزراعي.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.