أكد المهندس محمد البستاني، رئيس جمعية المطورين العقاريين، أن السمعة الجيدة والخبرة العملية تمثلان الركيزة الحقيقية لنجاح أي مطور عقاري، موضحًا أن رأس المال الحقيقي لا يُقاس بالأموال فقط، بل يقوم على أساس "العلم" و"الخبرة" و"الثقة".
وقال البستاني، خلال حواره في "بودكاست مشوار" مع الإعلامي محمد سويد، إن التحدي الأهم أمام المطورين العقاريين لا يكمن في تنفيذ المشروعات أو بيع الوحدات، بل في بناء المصداقية والحفاظ على ثقة العملاء على المدى الطويل، مشيرًا إلى أن الالتزام بالوعود والعمل المتقن هو ما يضمن الاستمرارية والنجاح في هذا القطاع شديد التنافسية.
وعن التحديات الاقتصادية، أوضح البستاني أن تقلبات سعر الصرف ألحقت خسائر بالمطورين العقاريين، إلا أن قرارات الإصلاح الاقتصادي كانت ضرورية وجريئة، معتبرًا أن كل أزمة تحمل فرصًا خفية لمن يمتلك رؤية واضحة وتخطيطًا سليمًا. وأضاف أن المصلحة العامة للدولة يجب أن تبقى دائمًا في مقدمة الأولويات.
وأشار إلى أن نجاح أي مشروع أو فكرة مرهون بقدرة صاحبها على تحليل الواقع الاقتصادي والتكيف مع تغيراته، داعيًا الشباب إلى استخلاص الدروس من التجارب الاقتصادية السابقة، والاعتماد على التعلّم المستمر وتطوير الذات، مؤكدًا أن مواجهة التحديات تبدأ من فهم أعمق لطبيعة السوق والتحولات المحيطة.
كما وجه البستاني نصائح مباشرة للشباب، داعيًا إياهم لتحديد أهدافهم المستقبلية مبكرًا، واختيار المسارات التعليمية والمهنية بناءً على هذه الأهداف، لا بناءً على درجات التنسيق الجامعي فقط. وقال: "العلم هو البداية.. اتعلم قبل ما تدور على رأس مالك".
ولفت إلى أهمية اكتساب الخبرة من العاملين في السوق، والعمل داخل شركات متخصصة قبل اتخاذ خطوة العمل الحر، مشددًا على أهمية الدراسة الذاتية والدورات التدريبية كوسائل أساسية لاكتساب المهارات الحديثة.
وفي حديثه عن ريادة الأعمال، شجع البستاني الشباب على التفكير في تأسيس مشروعاتهم الخاصة، لكن بعد إعداد خطة مدروسة ومبنية على أسس واقعية، محذرًا من خوض مغامرات غير محسوبة، ومشددًا على ضرورة التسلح بالمرونة والقدرة على التكيف مع المتغيرات.
وعن الوضع الإقليمي، أشار إلى أن مصر تظل واحة استقرار في محيط إقليمي مضطرب، بفضل الرؤية الاستراتيجية للقيادة السياسية والاستثمارات المتواصلة في بناء قدرات الدولة وتسليح القوات المسلحة. وقال إن ما نشهده اليوم من أمن واستقرار في الداخل هو إنجاز حقيقي في ظل ما يشهده العالم من اضطرابات متلاحقة.