من بين أهم وأكبر حقول النفط والغاز في فنزويلا يأتي حقل زواتا النفطي، الذي يضم احتياطيات ضخمة من النفط الخام، تُسهم في تموضع الدولة ضمن قائمة المنتجين والمصدرين الكبار، على الرغم من الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تشهدها مؤخرًا.
وبحسب بيانات حقول النفط والغاز العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الحقل النفطي العملاق، الواقع ضمن حزام أورينوكو الشهير باحتياطياته الضخمة من النفط الثقيل، يُسهم بصورة كبيرة في تعزيز قدرات الدولة الإنتاجية والاقتصادية.
وبفضل احتياطياته الكبيرة، أصبح حقل زواتا النفطي محورًا إستراتيجيًا في صناعة النفط الوطنية في فنزويلا، خاصة أنه منذ اكتشافه، شهد مراحل تطوير متعددة، شاركت فيها شركات محلية ودولية، بهدف زيادة الإنتاج وتحسين جودة النفط المستخرج.
بالإضافة إلى ذلك، يمتلك حقل زواتا عددًا من المميزات، من بينها موقعه الإستراتيجي، وإمكاناته الضخمة التي وجهت إليه أنظار كبريات شركات الطاقة العالمية، التي ضخت فيه استثمارات كبيرة قبل مرحلة العقوبات الأميركية على فنزويلا.
وللاطّلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)، إذ يتضمّن معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.
تاريخ اكتشاف حقل زواتا
يعود تاريخ اكتشاف حقل زواتا النفطي في فنزويلا إلى عام 1985، إذ جرى التوصل إليه بصفته جزءًا من جهود متواصلة من جانب حكومة البلاد لاستكشاف حزام أورينوكو النفطي وتطويره الذي يُعد من أكبر تجمعات النفط الثقيل في العالم.
ومنذ اكتشافه للمرة الأولى، تركز الدولة، ممثلة في شركتها النفطية الوطنية، على تقييم احتياطياته ووضع خطط لاستغلالها بكفاءة، لذلك شهد الحقل عددًا من مراحل التطوير، بالتعاون مع شركات دولية لتطبيق تقنيات حديثة في استخراج النفط الثقيل الموجود فيه ومعالجته.
ويقع حقل زواتا في الجزء الجنوبي من حوض نهر أورينوكو الشرقي، وذلك ضمن ولاية أنزواتغي، إذ يمتد الحزام على مساحة تقارب 600 كيلومتر من الشرق إلى الغرب، و70 كيلومترًا من الشمال إلى الجنوب، مما يجعله منطقة إستراتيجية تضم احتياطيات نفطية عملاقة.

بالإضافة إلى ذلك، يتميّز حقل زواتا النفطي في فنزويلا بموقع إستراتيجي مهم، يجعله قريبًا من مرافق البنية التحتية الرئيسة، وهو ما يسهّل عمليات الإنتاج ونقل الغاز الطبيعي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويؤدي حقل زواتا النفطي العملاق دورًا حيويًا في دعم الاقتصاد الفنزويلي، إذ إنه -من خلال إنتاجه الضخم- يُسهم في زيادة صادرات النفط، وهو ما يؤدي بدوره إلى تعزيز الإيرادات الوطنية ودخل الدولة من العملة الصعبة.
بالإضافة إلى ذلك، يوفّر الحقل فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للآلاف من مواطني فنزويلا، بجانب إسهاماته القوية في تطوير البنية التحتية المحلية، إذ يتم توجيه جزء كبير من إيراداته إلى المشروعات الداخلية في قطاعات عديدة.
وبفضل التعاون بين الحكومة الفنزويلية، ممثلة في شركة "بتروليوس دي فنزويلا"، مع عدد من الشركات العالمية، وجلب استثمارات أجنبية إلى الحقل، كان للحقل دور مهم في نقل التقنيات وتطوير المهارات المحلية، وهو ما انعكس بالإيجاب على الاقتصاد الوطني.
احتياطيات حقل زواتا
تشير التقديرات غير الرسمية إلى أن احتياطيات حقل زواتا تبلغ في الوقت الحالي 52.5 مليار برميل من النفط الخام الثقيل، وذلك وفق أحدث إحصاءات سُجلت في عام 2016، ارتفاعًا من 12 مليار برميل اكتُشفت في عام 2004.
وبفضل هذه الاحتياطيات، يُعدّ الحقل النفطي العملاق جزءًا مهمًا من احتياطيات فنزويلا الإجمالية من النفط الخام البالغة نحو 1.2 تريليون برميل، يوجد جزء كبير منها في منطقة حزام أورينوكو النفطي الذي يحتضن "زواتا".
يُشار إلى أن تقديرات شركة النفط الوطنية "بتروليوس دي فنزويلا" (PDVSA)، تظهر أن احتياطيات حزام أورينوكو النفطي تبلغ في الوقت الحالي نحو 300 مليار برميل من النفط الخام، وهو ما يجعله واحدًا من أكبر الاحتياطيات النفطية في العالم.

وعلى مدى السنوات الماضية، شهد إنتاج حقل زواتا من النفط الخام الثقيل زيادة ملحوظة، لا سيما مع ضخ استثمارات كبيرة فيه، وتطبيق تقنيات حديثة لاستخراج النفط الخام منه، خاصة أنه من النوع الثقيل اللزج الذي يتطلّب إجراءات وخطوات استخراج ومعالجة خاصة.
وبحسب بيانات الاحتياطيات والإنتاج العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن إنتاح الحقل كان قد بلغ في عام 2014 نحو 600 ألف برميل يوميًا، ولكن هذا الإنتاج تراجع لاحقًا مع الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تشهدها فنزويلا، لا سيما بعد فرض العقوبات الأميركية عليها.
مراحل تطوير حقل زواتا
شهدت مراحل تطوير حقل زواتا النفطي العملاق في فنزويلا محطات عديدة، كانت بدايتها مع اكتشافه، إذ جرى التركيز في المدة بين 1985 و1990 على تقييم الاحتياطيات ووضع خطط للاستغلال الأمثل لإمكانات الحقل.
وبعد عام 1990، بدأت المرحلة الثانية التي تعاونت فيها فنزويلا مع عدد من الشركات العالمية لتطبيق تقنيات متقدمة في استخراج ومعالجة النفط الثقيل ذي النوعية الخاصة الموجود في حزام أورينوكو النفطي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ومع دخول الألفية الجديدة، وتطور العمل في حقل زواتا وزيادة إنتاجه، بدأت المرحلة الثالثة التي تضمنت بناء منشآت إنتاج حديثة، وتطوير البنية التحتية، وتدريب الكوادر المحلية لضمان استدامة العمليات وتحقيق الاستفادة الأمثل من موارد الحقل.
وفي سبيل إنجاز عمليات التطوير، تعاونت شركة "بتروليوس دي فنزويلا" مع عدد من الشركات العالمية، ومن بينها إيني الإيطالية التي شاركت في تطوير منشأة "جونين 5"، ما أسهم في نقل التقنيات وتبادل الخبرات، وعزّز كفاءة العمليات، ورفع القدرات الإنتاجية للحقل.
نرشّح لكم..
المصادر: