في قرية إبشان الهادئة بمركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ وقفت خطيبة اللاعب الراحل أحمد رفعت عند قبره، في الذكرى السنوية الأولى لوفاته (6 يوليو 2025)، تقرأ سورتي الفاتحة ويس، مستذكرة لحظات الحب التي جمعتهما قبل رحيله المفاجئ قبل عام بالضبط.
تصدرت خطيبة رفعت المشهد بحضورٍ مؤثر، وهي تقف أمام القبر تُحدّثه كما اعتادت قبل رحيله، وقالت في تصريحات صحفية بصوتٍ مُتقطع: "كل ليلة أفتح هاتفي وأسمع صوته في آخر تسجيل له.. كان يُخبرني: 'سنكون أسرة سعيدة قريباً'".
و كشفت عن تفاصيل لم تُعلن من قبل: "في ليلة رحيله، اتصل بي من المستشفى يقول: 'أنا تعبان بس هعدّيها'، لكنه لم يُكمل الطريق" .
قصة الرحيل المأساوية
في 11 مارس 2024سقط اللاعب البالغ من العمر 31 عاماً مغشياً عليه خلال مباراة فريقه مودرن سبورت ضد الاتحاد السكندري، إثر توقف مفاجئ في قلبه.
نُقل على الفور إلى المستشفى حيث خضع لعملية إنعاش دامت ساعة و45 دقيقة، تلقى خلالها صدمات كهربائية وأدوية متقدمة، لكن قلبه لم يستجب.
وكشفت الأجهزة الطبية عن توقف النشاط الكهربائي للقلب بشكل نهائي . وبعد شهور من التحسن النسبي، فاجأ الموت الجميع حين لفظ أنفاسه في الساعات الأولى من صباح 6 يوليو 2024، لتنتهي رحلة صراع مرير دام قرابة أربعة أشهر.
متلازمة القلب المكسور
في حوارٍ خاص مع أسرة رفعت، قالت شقيقته: "منذ سقوطه في الملعب في مارس 2024، لم يُجرِ الفريق فحوصاتٍ دوريةً لقلبه رغم شكواه المتكررة من آلام الصدر". وأضافت: "في الأشهر الأربعة بين غيبوبته ووفاته، تحمّلنا تكاليف علاجه بأنفسنا.. النادي ساهم بـ20% فقط". بينما ذكر والده: "أحمد بكى يومًا لأنه شعر أنه أصبح عبئاً مادياً علينا.. تلك اللحظة كانت القطرة التي أفاضت قلبه المُنهك" .
وكشف الأطباء النفسيون لاحقاً أن رفعت عانى مما يُعرف بـ"متلازمة القلب المكسور"، وهي حالة تضعف فيها عضلة القلب بسبب الضغوط النفسية الهائلة.
اعترف رفعت في آخر ظهور تلفزيوني له قائلا: "مررت بضغوط نفسية لم يمر بها لاعب كرة من قبل، كانت عاملاً وراء أزمتي الصحية"، وأوضح الدكتور محمد فكري (أستاذ الطب النفسي) في تصريحات صحفية أن الضغوط تسببت في زيادة لزوجة الصفائح الدموية، مما أدى إلى جلطة قلبية.
وأشار إلى أن 30-40% ممن يركبون دعامات قلبية (مثل رفعت) يصابون بالاكتئاب، خاصة مع شعورهم بأنهم قد لا يعودون للملاعب . وأضاف الدكتور جمال فرويز أن المتلازمة تصيب "الكتومين" ممن لا يفضفضون عن أحزانهم، مما يسبب تقلصاً في الأوعية الدموية وقد يؤدي إلى جلطات مميتة في القلب أو المخ.
جنازة أحمد رفعت المهيبة
شهدت جنازة رفعت في قريته حضوراً مهيباً، تقدمه نجم الكرة محمود كهربا وعدد من لاعبي المنتخب، بينما انهمرت تعليقات الآلاف على منشورات الذكرى. تضمنت أدعية مثل: "اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله" .
بيان النيابة العامة
وأصدرت النيابة العامة في يناير 2025 بياناً خلص إلى أن الوفاة كانت لأسباب "وراثية وصحية معقدة" دون إهمال طبي ، لكن التحليلات الإعلامية ظلت تؤكد أن الضغوط النفسية - التي لم توفرها الأندية سوى النادي الأهلي بطبيب نفسي - كانت الشرارة .
