بعيدًا عن الأضواء الرسمية، تبرز سارة نتنياهو كأحد أكثر الأسماء إثارة للجدل في الحياة السياسية الإسرائيلية، ليس فقط بصفتها زوجة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بل باعتبارها شخصية نافذة أثرت في قرارات كبرى بقيت طي الكتمان.
ولدت سارة أرتزي عام 1958 في بلدة كريات طبعون قرب حيفا، وهي ابنة الشاعر والمعلم شموئيل أرتزي، أحد رموز التيار القومي، درست علم النفس في جامعة تل أبيب، وحصلت لاحقًا على درجة الماجستير في نفس التخصص من الجامعة العبرية في القدس، وخدمت في الجيش الإسرائيلي كمعدة اختبارات نفسية، ثم عملت في الصحافة لفترة وجيزة، قبل أن تصبح مضيفة طيران لدى شركة "إل عال".
التقت بنيامين نتنياهو في أواخر الثمانينات، وتزوجا عام 1991، ومنذ دخول زوجها عالم السياسة، تحولت سارة تدريجيًا من زوجة تقليدية إلى فاعلة مركزية خلف الكواليس، رغم أنها لم تتولّ أي منصب رسمي.
عرفت بصراحتها الشديدة وسلوكها الحاد في بعض الأحيان، وارتبط اسمها بسلسلة من القضايا المثيرة للجدل، منها اتهامات بإساءة معاملة الموظفين داخل مقر الإقامة الرسمي، وأخرى باستخدام المال العام بشكل غير قانوني، وهي تهم واجهتها خلال سنوات حكم زوجها الطويلة.
تقارير إعلامية إسرائيلية عديدة أشارت إلى أن سارة تمارس تأثيرًا واسعًا على قرارات نتنياهو، خصوصًا في تعيينات المناصب الأمنية العليا واختيار المستشارين، وهذا النفوذ غير المعلن جعلها تُوصف أحيانًا بأنها "المرأة الأقوى في إسرائيل" رغم أن دورها محاط بسرية رسمية.
خلال الأزمات السياسية الأخيرة، ازداد ظهورها في مشاهد حساسة، سواء في لقاءات مع عائلات الأسرى أو عبر تدخلها في الخلافات داخل الحكومة، مما أثار موجة انتقادات من قبل المعارضة والجمهور، وفتح نقاشًا واسعًا حول مدى شرعية دورها وتأثيرها في مراكز القرار.
رغم كل ذلك، تظل سارة نتنياهو لغزًا مركبًا في المشهد الإسرائيلي: امرأة لا تحمل منصبًا، لكنها تملك نفوذًا سياسيًا لا يمكن تجاهله.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
