أخبار عاجلة

مصائد الموت في غزة.. ذهبوا للحصول على الدقيق وعادت الأم في "كفن أبيض"

مصائد الموت في غزة.. ذهبوا للحصول على الدقيق وعادت الأم في "كفن أبيض"
مصائد الموت في غزة.. ذهبوا للحصول على الدقيق وعادت الأم في "كفن أبيض"

كشفت الأحداث المروعة في قطاع غزة، كما وثّقها موقع "ذي إنترسبت" الأمريكي، عمق وفداحة المأساة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون وسط حرب مدعومة أمريكيًا. 

ومؤخرًا، تحوّلت نقاط توزيع المساعدات الأمريكية في رفح إلى مسارح للقتل اليومي، وأطلق عليها السكان اسم "مصايد الموت، حيث أطلقت قوات الاحتلال نيرانها على المدنيين العُزّل الذين يذهبون إلى مواقع توزيع المساعدات بحثًا عن الطعام لإنقاذ أسرهم من الجوع.

وتجسد هذه الأحداث، التي أودت بحياة أكثر من 410 أشخاص في غضون شهر واحد، بينهم نساء وأطفال، مستوى غير مسبوق من الوحشية، ويُستهدف المدنيون الذين دمّرت الحرب منازلهم وسبل عيشهم، وأُجبروا على الوقوف في طوابير المساعدات تحت تهديد الرصاص والقنابل.

مأساة عائلة زيدان: فقدان الأم أمام أعين أطفالها

في إحدى أبشع هذه الحوادث، فقد أطفال عائلة زيدان أمهم أمام أعينهم، وأصبح أحمد (12 عامًا) وميرفت (20 عامًا) يتامى الأم، أثناء انتظارهم في نقطة توزيع مساعدات أمريكية غرب رفح. 

وروى الطفل أحمد، بصوت يعكس الألم العميق، كيف سارت العائلة لمسافة كيلومترين كل ليلة على معدة خاوية، وسط قصف مستمر ونيران القناصة، للحصول على كيلوجرام من الطحين، فيقول: "كانت أمي تقول إنها ستحمينا، لكن الرصاص الإسرائيلي أصاب رأسها أمامي"، يقول أحمد، مضيفًا أنه وأخته ألقيا نفسيهما فوق جثة الأم لمدة ساعة تحت النيران خوفًا من الموت. 

ولم يتمكن الصليب الأحمر من الوصول إلى جثمان الأم، ولم يتعرف أحمد وميرفت عليها إلا لاحقًا في مستشفى النصر بخان يونس، حيث وصلت إلى هناك بين جثث مجهولة الهوية.

خسارات متتالية: استشهاد نبيل وانهيار الأسرة
لم تكن هذه الخسارة الأولى لعائلة زيدان. فقد سبق أن قتلت القوات الإسرائيلية شقيقهم نبيل (23 عامًا) في يناير 2024، وهو الابن الأكبر الذي كان يعيل الأسرة ويحلم بأن يصبح محاميًا. 

وتقول شقيقته ميرفت: "كان نبيل عمود عائلتنا، لكنه استشهد خلال تهجيرنا الأول إلى رفح"، وأضافت ميرفت، التي أصبحت مع شقيقتها نسمة (22 عامًا) مسؤولتين عن رعاية خمسة أشقاء أصغر سنًا بعد مقتل والدتهما: "لقد دمّر استشهاد أمي عائلتنا. أشقائي الصغار لا يزالون ينكرون رحيلها، يقولون إنها ذهبت لإحضار الطحين وستعود قريبًا". 

وتروي كيف أن الأطفال يتشبثون بأحذية والدتهم ووشاحها كذكرى أخيرة، بينما يعانون من الجوع المستمر، إذ لم يتذوقوا الخبز منذ شهرين.

استهداف نقاط المساعدات: فخاخ الموت
 وتتفاقم المأساة مع استمرار استهداف نقاط المساعدات، ويروي الأطفال أن أبيهم خرج ذات يوم للحصول على الطحين من نقطة توزيع شرق خان يونس، بعد سير 6 كيلومترات. 

وانتظر لخمس ساعات دون أن تصل شاحنات المساعدات، ثم أطلقت قوات الاحتلال النار على حشد من السكان، فأصيب بشظايا في يده، وقال أطفاله: "الحمد لله أنها لم تصب رأسه، وإلا كنا خسرناه أيضًا".

وتؤكد التقارير أن هذه النقاط، التي أُنشئت بإشراف أمريكي وإسرائيلي، تحولت إلى فخاخ مميتة، حيث يستشهد المئات يوميًا وسط الطائرات المسيرة والدبابات والقنابل الصوتية، مما يعكس سياسة ممنهجة لتجويع الفلسطينيين ثم استهدافهم أثناء بحثهم عن قوت يومهم.

صرخة من أجل العدالة

تعكس هذه الأحداث، كما وثقتها "ذي إنترسبت"، كارثة إنسانية تتجاوز الوصف. فالمدنيون، الذين دمرت الحرب منازلهم وأحلامهم، يواجهون الموت يوميًا لمجرد محاولتهم الحصول على لقمة عيش.

 يبرز صوت أحمد وميرفت، وسط آلاف القصص المشابهة، كصرخة تطالب العالم بالعدالة والتدخل لوقف هذه المجزرة المستمرة، التي لا تستهدف فقط الأرواح، بل الأمل والكرامة الإنسانية.
 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق بالبلدي: إيلون ماسك يُفجّر مفاجأة سياسية.. ويؤسس «حزب أمريكا»
التالى مصر تحقق الفوز الثاني بالبطولة العربية لكرة السلة للسيدات على حساب الأردن